الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أيرينا تتمثل الحلم والتجريد والواقع

أيرينا تتمثل الحلم والتجريد والواقع
6 ابريل 2011 23:35
نظمت إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المسرح الوطني بأبوظبي معرضاً تشكيلياً للفنانة التشكيلية الألمانية ايرينا كرول، بحضور عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة ونخبة من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي، ويستمر المعرض حتى السابع عشر من الشهر الجاري. قدمت ايرينا كرول سبعة وثلاثين عملاً تشكيلياً متنوع الموضوعات بالإضافة إلى عمل كبير مجزأ إلى أثنتى عشرة قطعة تمثل كياناً كاملا لولادة حصاة من حصى الشاطئ. تنوعت الخامات المستخدمة في تنفيذ الأعمال بين الزيت على القماش والأكرليك والماكس ميديا، ضمن عوالم ثلاثة مختلفة إلى حدٍّ بعيد وهي أولاً الحلم الذي يتمثل في قصة تبدأ من الطفولة حتى خاتمتها في الشيخوخة ونفذت بثماني لوحات وثانياً التجريد الذي نفذ بخمس لوحات وثالثاً العالم الواقعي لاستكناه روح الأشياء ونموذجها منها “حصا الشاطئ” وكل ذلك في أربعة وعشرين لوحة فنية كبيرة. استخدمت ايرينا كرول ألواناً باهتة شفيفة تميل إلى البياض في لوحاتها التي تصور فيها أحلامها في محاولة للاستفادة من فن الباليه وتشكلات الجسد فيه، والذي يمنح اللوحة بعداً موسيقياً، تحس به وكأنه ينساب من أبعاد وزوايا الرسمة في اللوحة، وقد استفادت في هذا الموضوع من اشتغالها بتنفيذ أزياء أوبرا مغناة إبان بداياتها التشكيلية كما يتضح من سيرتها الفنية. حاولت كرول أن تحكي حكاية طفلين تقلبا في الحياة وحملا معاً مشاعر ذاتية في لاوعيهما الذي تغطيه ملاءة بيضاء منثورة فوق الجسد الطافح بآلامه وأفراحه ونواياه وأحلامه خلفها، الجسد يروي حكايته وثمة غلاله بيضاء بينه وبين الإفصاح التام عنها، الجسد يجلس على كرسي، يتحرك، يحاول أن يفصح عما وراء الشعور، ما بعد الوعي، ولكن الغلالة البيضاء لا تسمح لهذه المشاعر أن تظهر جميعها. كما كان استخدام البياض كحجاب يمنع اللاوعي من الظهور إنجازاً مهماً في لوحات كرول التي أثارت إعجاب المتلقين، وبالإضافة إلى ذلك انتهاء نصوصها التشكيلية الثمانية في هذا الموضوع إلى تمثل كرسيٍّ فارغ تنتهي عنده الحكاية، وكأن كل الأشياء تفضي لديها إلى فراغ. في موضوعها الثانية التجريدية نرى عالماً متوازياً من الخطوط الطولية والتي تخرج منها أجساد أنثوية وكأننا نبصر شرنقة من العدم والخيال تلف الإنسان الذي يحاول الخروج من أوهامه. استخدمت الفنانة الألوان الضوئية الباهتة في تلاعب جميل ودقيق بماهية هذه الألوان، التي تحيط بجسد الأنثى كأنه الريح. وحاولت في موضوعها الثالثة تغريب الأشياء وبخاصة الحصى الذي كان مركزاً لنصوصها التشكيلية، حصا ملونة، تأثيرات الرمل والماء، تبدو واضحة على وجه هذه الكتل الخرزية الملونة بألوان الطبيعة، زرقاء وحمراء، صغيرة، كبيرة، دائرية، بيضوية، منطعجة، ملساء، مكتملة تحمل روحها فيها، تتنفس تلك الروح الصلصالية في داخلها، ذلك ما أرادت كرول رسمه وتقديمه للقارئ وكأنها تقول إن للحجر وللحصى روحاً. ايرينا كرول تعيش وتعمل في إيطاليا وسبق لها أن تخرجت في أكاديمية الفنون الجميلة في بولندا، عرفت لوحاتها في وارسو ونيويورك وهامبورك ومنتريال وفينيا. بدأت كرول حياتها بالاشتغال على أزياء المسرحيات حيث أنجزت أزياء أربع عشرة مسرحية وأوبرا. ومنها لشكسبير وبوليكوف وابسن وبيراندللو. ركزت نشاطها في ألمانيا في قطاع التصميم والابتكار في الاتصالات المتعددة الوسائط وكان هامبورك لأكثر من عشرين عاماً مركزاً لعملها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©