الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العٌمانية».. حلاوة زمان بنكهة الهيل والزعفران

«العٌمانية».. حلاوة زمان بنكهة الهيل والزعفران
14 ابريل 2014 21:39
أهار البياتي (الشارقة) مع نفحات عبير الهيل وعبق ماء الورد والزعفران الذي يغلف الأجواء، لا يسع زائر أيام الشارقة التراثية المرور بسلام إلا إذا شدته قدماه أولا إلى صانع «الحلوى العمانية» وهي تطبخ بمرجلها النحاسي المميّز و«بصطانها» الخشبي الذي يضرب شذرات الدقيق الناعم بلجة السمن العربي والسكر الذائب، لتنكهه بما لذ وطاب من المطيبات وتتّزين بحبات اللوز والجوز والمكسرات، مكونة في النهاية أحلى وأشهى طبق حلو خليجي الهوى والهوية. وربما يظن البعض أن وجود مثل هذا الطبق الشعبي المميّز لا يعتبر بالشيء الجديد على أيام الشارقة التراثية، كونه يعتبر الحاضر الأول في كل مواسمها واحتفالياتها الدورية المستمرة وللسنة الثانية عشرة على التوالي، إلا أنه دائماً وأبداً يظل نقطة استقطاب الجمهور من الصغار والكبار على حد سواء، نظراً لم يقدمه لهم من طقوس وشعائر مشوقة ومثيرة أثناء مراحل التحضير والإعداد، حيث تشّكل الحلوى العمانية بمرجلها الشهير، وأسلوب صناعتها وإعدادها الذي لا يزال يعتبر سر عماني لا يعرف طلاسمه إلا القليلين، الطبق المفّضل والألذ بالنسبة للكثيرين، لم يتمّيز به من نكهة وطعم لا يضاهيه أي شيء آخر، مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بثقافة وتراث وتاريخ الساحل العماني وعموم المنطقة. نصف قرن ومن مصنع الحلوى العماني أحمد ناصر قال: إن هذه مهنتنا التي توارثناها منذ أجيال، حيث أسس خالي علي محمد السيابي مصنعه الشهير للحلوى العمانية منذ نصف قرن مضى في إمارة الشارقة تحديدا، لينطلق منه بعدها ويشتهر، ويستعيد من خلاله طقوس وأجواء هذه الصناعة التي لها جذور ضاربة في عمق الحضارة والتراث العماني الأصيل، فإلى جانب أنها تعد طبقاً شعبياً من الطراز الأول، إلا أنها أنها تعتبر أيضاً جزءاً مهماً من تراث المطبخ الخليجي، ولها صلة وثيقة ترتبط بثقافة وتاريخ الأهالي والسكان، وهي بلا شك تعتبر من أهم الأطباق التراثية الحلوة المذاق، وتقدّم عادة في صدر المجالس والديوانيات والأفراح، كعربون للكرم والأصالة ورمز الضيافة العربية، متربعة على الموائد الخليجية في كافة المواسم والأعياد، تجاورها دلال القهوة العربية المهيلة. دهشة الزوار وحظيت الحلوى العمانية على مدى العقود الماضية بشعبية واسعة امتدت من المحيط إلى الخليج، منتقلة من موطن ومنشأها الأصلي في سلطنة عمان لتنتشر في عموم المنطقة، معبرة من خلال طعمها الحلو المذاق ونكهتها المعطرة ومكوناتها الشهية عن أصالة الإنسان الخليجي وارتباطه القوي بجذوره وماضيه وتراثه الإنساني العريق، ولعل هذا ما يجعل من مرجل الحلوى العمانية في أيام الشارقة التراثية الـ 12، محط أنظار الكثير من الزوار والضيوف، ليتابعوا بكل دهشة واستمتاع تفاصيل ومراحل إعدادها بدئا من تحضير المقادير، ومرورا بخلط المكونات والتقليب والغليان. وعن سر شهرة الحلوى تقول المواطنة العمانية أم حمد، ربة أسرة: هي طبق شعبي متوارث منذ زمن الآباء والأجداد، ومع أن مراحل تحضيره ومقاديره تتميز بقواعد وأصول أساسية يعرفها كل من تخصص بهذه الصناعة، إلا أن لكل صانع منهم سراً وبصمة، وعادة ما يكون له أسلوب خاص يميزه عن الآخرين، وتعتبر جودة الحلوى ولزوجتها مقياساً يبين مدى ما يمتاز به صانعها من مهارة وفن، وهي تختلف حسب كمية المقادير وجودة المكونات والمطيبات النكهات التي يضيفها هذا الصانع أو ذاك. أساسيات التحضير وتشكيلة المكسرات تتكون الحلوى العمانية من عدة مواد أولية تعد من أساسيات التحضير، منها (الدقيق، والسمن العربي، والسكر الأبيض أو الأسمر، والماء والنشا والبيض)، يزيد عليها تشكيلة من المكسرات كاللوز والجوز وخلافه، مع بعض المطيبات مثل الزعفران والهيل وماء الورد، لتضاف مرحلة بعد أخرى في قدر كبير ومقعر يسمى (المرجل)، وتطبخ على نار حامية وقوية مع التحريك والتقليب المستمر بمحرك خشبي «البصطان»، ولمدة ثلاث ساعات، كما قد تتميز بعدة نكهات وألوان تختلف باختلاف المكونات والمواد، فمنها (البيضاء، والسوداء والحمراء) ومنها تلك المخلوطة بالحليب، أو بالسكر الأحمر، أو التين المجفف، كما هنالك منها الحلوى السلطانية، والحلوي المزعفرة، بالإضافة إلى أن استخدام السمن العربي ومصدره ونوعيته له تأثير كبير على عموم الطعم والنكهة لأشهر طبق حلوى خليجي عرف منذ أجيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©