الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

المرزوقي: علينا الإنصات للنقاد الجدد على شبكات التواصل

30 ابريل 2018 01:26
إبراهيم الملا (أبوظبي) يطرح الكاتب الإماراتي الشاب محمد حسن المرزوقي في كتابه الجديد، «هكذا تكلم القارئ»، سؤالاً يتعلق بنشاط القراءة، وهل هو نشاط يمارس في العزلة، وهل ما زال القارئ في حالة انتظار دائمة للنقاد من جهة كي يكشفوا له عن جواهر الكتب وأسرارها، وللناشر من جهة أخرى كي يقدم له أرقى آداب العالم؟ هو سؤال إشكالي يسعى لتحليل مختلف، ويتطلب من جيل المثقفين الشاب الذي يمثله محمد المرزوقي هنا بشكل ساطع، أن يخوضوا في بحر من التأويلات، وأن يقتحموا حقولاً شائكة وتراكمات مفاهيمية صلبة وعالية، كي يعبروا عن رأيهم الخاص حول الموجة الجديدة للكتابة والنقد في دولة الإمارات، خصوصاً بعد انتشار وسائل التواصل التي اخترقت الأنماط الثقافية السائدة بشكل مذهل وسريع وغير متوقع. وللاقتراب أكثر من تفاصيل الكتاب وفضاءاته، التقت «الاتحاد» بمحمد المرزوقي في أروقة معرض أبوظبي للكتاب الدورة الـ 28 الذي شهد إصدار الطبعة الأولى من مؤلفه الصادر عن شركة «روايات»، إحدى شركات مجموعة «كلمات» بالشارقة. أوضح المرزوقي بداية أن كتاب «هكذا تكلم القارئ» رغم تطرق عنوانه لمصطلح «النقد» الذي يمكن أن يشيع حالة من النفور من قبل شريحة واسعة من القراء تجاه النقد الأكاديمي الصارم والجاف، إلاّ إنه كتاب كما أشار صغير في حجمه وخفيف في محتواه، واستطرد قائلاً: «أقصد بالخفة هنا السلاسة اللغوية، وليست خفة المضمون، وهو مصاغ بأسلوب الدردشة، أو الأسلوب (السواليفي)، حسب تعبير الناقد السعودي عبدالله الغذامي». مضيفاً أن الكتاب يتناول مصطلحاً ولد من منصات التواصل الاجتماعي وهو «النقد الافتراضي»، أي النقد الذي يمارسه القارئ في فضاء الكتابة الإلكتروني، من أجل التعرف إلى ملامح هذا النقد الجديد بإيجابياته وسلبياته، وهل هو نقد فعلاً أم مجرد نمط مغاير للتعبير والتنفيس عن الرأي. وأشار المرزوقي إلى أن الكتاب يسائل أشكال النقد التقليدية الشائعة سابقاً، مثل النقد الأكاديمي والنقد الكلاسيكي والنقد الصحفي التي اعتبرها المرزوقي ساكنة في مرحلة سابقة للنقد الافتراضي، وذلك عندما كان الناقد التقليدي يملك سلطة تحديد خيارات القرّاء والحكم المباشر والأحادي على النص أو المادة المطروحة بين يديه. وقال المرزوقي: «أعتقد أن هذه المعادلة اختلفت اليوم، لأن منصات التواصل الاجتماعي أتاحت دوراً أساسياً للقارئ، فأصبح هو المتحكّم باختياراته واختيارات المتابعين له أيضاً، ولذلك ظهرت الكثير من المنصات المخصصة للتعرف إلى محتويات الكتب الجديدة واتجاهاتها مثل المنصة الشهيرة (جودريدز)». وذكر المرزوقي أنه يدافع في الكتاب عن شعبوية النقد وعن النقد «الأثيري» الذي بات منتشراً اليوم على شبكات التواصل المختلفة مثل «فيسبوك» و«تويتر»، وغيرها من المنصات الافتراضية المعبرة بشكل عفوي وحرّ وحقيقي عن رأي القراء في الكتب والإصدارات الأدبية الجديدة. وعن تأثير هذا النقد الافتراضي، أوضح المرزوقي أنه تأثير تفاعلي ملاحظ بقوة ومشاهد ومقروء بشكل واسع ومنتشر، مقارنة بالنقد الكلاسيكي، وبات الكاتب اليوم يبحث عن ردود أفعال هؤلاء النقاد الافتراضيين والعفويين أكثر من بحثه وانتظاره لرأي النقاد الأكاديميين. ونوّه المرزوقي إلا إنه لا يتقصّد الهجوم على النقد الكلاسيكي في الكتاب، بل يشير إلى ممارسات سلبية تتمثل في التعقيد المبالغ به، والتكرار الممل لبعض المصطلحات النقدية والفوقية. وحول نوعية النقد المطروح في المنصات الافتراضية، أجاب المرزوقي بأنه نقد يجمع بين الانطباع والتأثر، لأن نقد بعض القراء الافتراضيين للكتب ومراجعتها، أخذ شكلاً مدهشاً وغير متوقع، فهناك من يعبر عن رأيه بكلمة واحدة فقط، أو بجملة مكثفة، وهناك من يعبر عن رأيه النقدي من خلال اللوحات الفنية فقط. واختتم المرزوقي حديثه قائلاً: «يا أساطين النقد التقليدي تصالحوا مع منصات التواصل الاجتماعي»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©