الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشاقتك في غرفة العمليات!

رشاقتك في غرفة العمليات!
2 ابريل 2015 21:05
هناء الحمادي (أبوظبي) يحدد الجسد هوية الإنسان وطبيعة شخصيته، لذلك نجد البعض يعتز بملامحه وإن كان فيها تجاعيد وندوب، أما البعض الآخر فهو يجرى طول الوقت وراء صرعات التجميل المختلفة بحثاً عن شكل أفضل وتقويم ما لا يعجبه - من وجهة نظره - في جسده كاعوجاج الأنف مثلاً أو إزالة بعض التجاعيد، وفي سبيل ذلك يذهب البعض رجالاً ونساءً إلى عمليات التجميل للوصول إلى الهدف المنشود، والذي حال تحققه يشعر البعض بالسعادة، لكنه سرعان ما تحدث المشكلات بعد تلك العمليات، حيث يكثر تناول الأدوية للحفاظ على الوزن، الأمر الذي يتسبب في أزمات نفسية لدى الكثيرين. نتائج إيجابية رغم جمالها ورشاقتها، فإنها بعد الزواج وإنجاب (3 أبناء)، شعرت بترهلات في البطن وبزيادة الوزن، مما شكل لها قلقاً أمام زوجها الذي اعتاد أن تكون زوجته أكثر جمالاً ورشاقة، وبالفعل قررت «لطيفة» إجراء عملية تحويل مجري للحفاظ على رشاقتها، ونجحت العملية وانتهت رحلة المعاناة والقلق، ولكن بدأ معها التأثير النفسي، حيث اضطرت أن تتناول أدوية للمحافظة على رشاقة الجسم وبعض الفيتامينات التي تعوضها عن الأطعمة الدسمة، وذلك لفترة طويلة، وتؤكد لطيفة أنه بقدر سعادتها بالشكل الجديد ورشاقتها إلا أنها تشعر بالإرهاق والتعب من كثرة تناول تلك الأدوية بشكل يومي على 3 فترات من اليوم. ويؤكد حسين عبدالله «38 عاماً» الذي أجرى عملية «قص المعدة» بعد أن زاد وزنه عشرات الكيلو جرامات، أنه ورغم اختفاء تلك الشحوم من جسده، إلا أنه عليه أن يعوض نفسه بمجموعة من الأدوية والفيتامينات الصحية، وذلك من أجل المحافظة على جسم متناسق ورشيق في آن واحد، ويقول «أشعر بالتعب حين أتناول تلك الأدوية بشكل يومي، فهي كثيرة، لكن رغم ذلك فإن ما يخفف عني تلك المعاناة هو تحسن مظهري الذي أسعدني، كما أن الملابس التي أريد ارتداءها أصبحت مناسبة لمقاسي، مما خفف من معاناتي». ثقة بالنفس بعد خضوعها لعملية إزالة التجاعيد وتكبير الشفاه، شعرت سناء (49 سنة) بالثقة بالنفس بعد أن أخفت تجاعيد الزمن على وجهها، حيث تشعر وكأنها بنت العشرين بملامحها الجميلة ورشاقة جسدها، مؤكدة أن ذلك يتطلب متابعة واهتماما كبيرا منها من حيث تناول الأدوية والمحافظة على البشرة، ورغم ذلك الإرهاق فإن نفسيتها تغيرت للأحسن. اضطراب الجمال داخلي، وهذه الأحاسيس تمنح الإنسان نوعا من الاطمئنان والرضا بالنفس، لكن البعض يشعر بعدم الرضا من هيئته الخارجية فيحاول تغييرها للأجمل، وهذا ما أدى إلى الإقبال على عمليات التجميل بمختلف أنواعها بدءاً من قص المعدة إلى تحويل المجرى إلى تكبير الشفاه وتصغير الأنف وغيرها من العمليات الأخرى التجميلية، ونتيجة لهذا الهوس غير الطبيعي يؤكد الدكتور النفسي ماهر رضوان، أن الذي أصاب الرجال والنساء في هذا الزمن من شفط ومط ومسخ وسلخ، يرجع إلى أن البعض من هؤلاء الأشخاص يعانون إحساسا يتمثل في عدم تقبل شكل جزء معين من الجسم كالأنف مثلاً وغيره ويمكن مثل هذا الشخص قد يكون مصابا بما يسمى «اضطراب شكل الجسد»، وهو ما لا يلاحظه غيره، فقد تسيطر على الإنسان فكرة خاطئة أو شعور بعدم الرضا عن نفسه مهما كان شكله مقبولاً وفي هذه الحالة لا تفيد عملية التجميل فهذا بالطبع يحتاج إلى مراجعة طبيب نفسي. وأضاف «أن غالبية النساء ممن يجرين هذه العمليات لا يخبّرن المحيطين بهن بذلك، متمنيات أن لا يتنبه الناس إلى مظهرهن، فيقارنّ بين شكلهن قبل وبعد العملية، كما أن معظمهن لا يقتنعن بمظهرهن الخارجي الذي يبدو صناعياً ودخيلاً بعد العملية، الأمر الذي يسبب للكثيرات أزمات نفسية كبيرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©