الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مختصون ومتدربون أمام تحديات ثنائية التأليف والترجمة

مختصون ومتدربون أمام تحديات ثنائية التأليف والترجمة
30 ابريل 2018 01:24
أبوظبي (الاتحاد) يستكمل مؤتمر أبوظبي الدولي للترجمة، في دورته السادسة، والذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تحت شعار «الترجمة العلمية والتطور المعرفي»، برنامجه التدريبي، حيث أكد المترجمون المشاركون في ورش العمل التدريبية عن الترجمة العلمية التي يقيمها المؤتمر على مدى يومين، أن الطلاب والشباب الذين أقبلوا على المشاركة في هذه الورش، سواء الذين استضافهم المؤتمر أو الطلاب الذين يدرسون في الجامعات الإماراتية، يتمتعون بشغف كبير وذكاء ورغبة في تطوير ذواتهم في هذا المجال، وقد دل على ذلك تجاوبهم في طرح الأسئلة والمشاركة بالرأي والنقاش، على الرغم من أن الورش متخصصة في الترجمة العلمية التي تعد من أصعب الترجمات لما تنطوي عليه من مفاهيم ومصطلحات وأهمية وجود مرجعية علمية. وشهد المؤتمر على مدار يومين متتاليين ورشتين تدريبيتين حول الترجمة العلمية بهدف تدريب المترجمين على التعامل مع تحديات ترجمة الأعمال العلمية وإشكالياتها؛ من خلال التدريب على ترجمة عدد من النصوص العلمية القصيرة لاستخلاص وغرس مهارات علمية متخصصة تتعلق بنقل النص إلى اللغة المستهدفة. امتدت الورشتان لساعات طويلة، وتناولت الورشة الأولى المواد العلمية الفيزيائية، في حين تخصصت الثانية في مجال الطاقة النووية، وقد أكد د. همام بشارة غصيب عالم الفيزياء النظرية في الجامعة الأردنية أن الورش التدريبية التي أقيمت كانت أشبه بالمارثون حيث امتدت إلى خمس ساعات أو أكثر، وقال: «عرضت الورشة مجموعة من النصوص والتسجيلات العلمية حول جهود المجمع اللغوي بالأردن في تعريب العلوم. وشارك في الورشة إلى جانب الشباب المتدربين نخبة من الخبراء المترجمين ذوي الكفاءة، ودار النقاش حول قضايا ونصوص العلمية، وراعينا التركيز على العناصر التي تهم المترجمين والمتخصصين». وتضمن النقاش، ثنائية التأليف أم الترجمة، وقال د. غصيب حول ذلك: «هذه الثنائية أعيتنا، ولابد من أن نخلص منها إلى شيء، فالتأليف إبداع والترجمة إبداع، كما ناقشنا قضية الرموز العلمية هل هي لزوم ما لا يلزم، أم نأخذها كما هي من لغتها» وأضاف: «إن التعريب الشامل بمفهومه العريق يقتضي أن «نعرّب» أي أن نجعل لغتنا العربية لغة للعلم والمعرفة، إن مشروع التعريب موجود وهناك جهود للمجامع العربية في هذا المجال خاصة المجمع الأردني والمصري، حيث نشرنا بعد جلسات حوارية ونقاشية طويلة عمال موسوعيا ضخما، بل تم إعادة طبعه، ونأمل أن يبدأ المعنيون من حيث انتهينا». وأوضح غصيب أن الورش ركزت كذلك على مشكلة المصطلح والتعريب «وهي مشكلة مبالغ فيها أيضا، قضينا فيها الكثير والكثير من الوقت، ولكن النص العلمي لا يعتمد فقط على المصطلح وإنما يعتمد أيضاً على الصك، الصك النثري الصافي، فمعظمنا نحن العلميين لا يستطيع التكلم بلغة فصيحة وسليمة أكثر من نصف دقيقة ثم يتلجلج ويخلط العربية بالفرنسية أو الانجليزية أو غيرهما حسب حديثه. أما علماؤنا القدامى من العرب وغيرهم فكانوا يتمتعون بلغة نثرية راقية، فالقضية ليست في المصطلح حيث يمكن وضعه بلغته لكن المهم هو توصيل مفهومه بلغة عربية صحيحة وسليمة». أمّا المترجم المغربي دكتور عبد الهادي الإدريسي أستاذ الترجمة بالمدرسة العليا بتطوان فتناول في ورشتين عموم الترجمة وطرائق الاشتغال بها وكيف يباشر المترجم عمله، والصعوبات والتحديات التي يتعرض لها المترجم، وتطبيق المصطلح العلمي من خلال نصوص علمية في علوم الطاقة النووية وعلوم الفضاء والطيران والكيمياء والفيزياء. ورأى الدكتور الإدريسي أنه ليس هناك ترجمة علمية وترجمة أدبية فالترجمة واحدة، سواء ترجمت نصاً شعرياً أو نصاً علمياً، ليس هناك أي اختلاف والاختلاف الوحيد يوجد على مستوى المصطلح، نحن لا نترجم الكلام ولكن نترجم المعاني، والمعنى يجتمع من كلمات مصطفة جنب بعضها حسب النظام المقصود والنحو وتركيب الجملة وغيره، هذا ما نترجمه وفي داخل المقطع الذي نسميه الوحدة المعنوية قد توجد مصطلحات، فحين أشتغل على نصوص علمية توجد مصطلحات علمية، وإذا كنت أشتغل على نصوص أدبية توجد مصطلحات أدبية، المشكلة ليس في المصطلح بحد ذاته ولكن في الوحدة المعنوية ككل، فالمصطلح ليس بالأهمية التي نحسب ويمكن الاشتغال عليه وإنهاء مشكلته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©