الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مايك بنس».. خيار «جمهوري» جيد

19 يوليو 2016 23:00
لقد أصبح من الأسهل الآن بالنسبة للمحافظين التصويت لدونالد ترامب في شهر نوفمبر المقبل. فحاكم ولاية إنديانا «مايك بنس»، الذي اختاره مرشحاً معه كنائب رئيس، يصنّف عادة محافظاً صلباً وتقليدياً ومحترماً، ويطمئن وجوده على القسيمة الانتخابية الرئاسية من قد تكون لديه مخاوف لأسباب مفهومة بشأن تولي قمة القسيمة الانتخابية معتنق حديث لمبادئ الحزب، وغالباً ما تتعارض وجهات نظره المتعددة مع مبادئ وتعاليم التيارات المحافظة. وفي الواقع، فإن الجانب الأكثر إثارة للدهشة في اختيار ترامب لـ«بنس» هو مدى اتساع الخلافات فيما بينهما من حيث وجهات النظر المعلنة عادة. فبينما يزعم ترامب -كذباً- أنه قد عارض حرب العراق، كان «بنس» قد صوّت تأييداً لها في الكونجرس. وفي حين أن ترامب يعارض التجارة الحرة، يؤيد «بنس» التجارة الحرة لأسباب تتعلق برؤيته للاقتصاد والسياسة الخارجية على حد السواء، ولذا فقد صوت لصالح ثماني معاهدات تجارية في الكونجرس. ويريد ترامب أن يفرض عقوبات على الصين لأنها تتلاعب بالعملة، بينما صوت «بنس»، في المقابل، للحفاظ على علاقات تجارية طبيعية مع الصين. وفي حين أن ترامب يفضل فرض حظر على المسلمين القادمين إلى الولايات المتحدة، وصف «بنس» هذا الإجراء بأنه «هجومي وغير دستوري». ومن ناحية أخرى، فلدى «بنس» علاقات جيدة مع الجمهوريين في الكونجرس في «كابيتول هيل»، وهو الأمر الذي أثبت ترامب في الآونة الأخيرة أنه يفتقر المهارة اللازمة له. كما أن تسليم مهمة الاتصال في الكونجرس لـ «بنس» سيزيد بصورة كبيرة من احتمال الإنجاز التشريعي في إدارة ترامب. والأكثر مباشرة، أن اختيار «بنس» سيعزز وحدة الحزب، وربما يتملق المسؤولين المنتخبين الأقرب إلى الناخبين لتحويل التصويت لصالح ترامب. وعلى الأقل، فإن وجود اسم محافظ صلب على القسيمة الانتخابية يقدم شخصاً آخر غير ترامب لتحفيز حملة الجمهوريين الذين يشعرون بقلق بالغ حيال الانتخابات التشريعية. إن اختيار «بنس» من شأنه أيضاً أن يحفظ للجمهوريين كرامة مرشح رئاسي له ست زيجات، وعشرة تأجيلات لمشاريع قوانين في زمن الحرب، وهي كلها أمور من شأنها أن تعزز النظرة للمرشح كشخص غريب الأطوار (كحال جينجرتش مثلاً)، أو حاكم لا يحظى بشعبية يلقي عليه كثير من الجمهوريين اللوم لأنه تسبب في خسارة رومني في انتخابات 2012 بعد أن أيد الرئيس أوباما (كحال كريس كريستي أيضاً). و«بنس» خاض سباقاً محكماً للمحافظين ضد رئيس مجلس النواب في ولاية إنديانا (إنديانا لا تسمح له بالترشح لكلا المنصبين)، ولذلك فقد حصل على مخرج مشرف مما كان سيعد خسارة مخزية تعزى إلى تنفير كل من الليبراليين والمحافظين بسبب إدارته المتخبطة لقانون الإجهاض. وبدلاً من ذلك، يبقى لديه احتمال ثانٍ: إذا خسر ترامب، فإن ذلك لن ينظر إليه على أنه خطأ «بنس»، وإذا فاز، فإن «بنس» سينال الفضل لأنه جعل ترامب أكثر قبولاً. أما بالنسبة لمدى تأثير ذلك على خيار المرشح الرئاسي الديمقراطي لنائبه، فإنني أود القول إن هذا سيجعل احتمالات اختيار عضو مجلس الشيوخ «كوري بوكر» أكثر إشراقاً. إن لدى هيلاري كلينتون الآن فرصة أقل لالتقاط الناخبين الجمهوريين أكثر مما ستكون عليه الحال لو كان ترامب قد اختار أي مرشح آخر ممن خاضوا التصفيات النهائية، ولذا فهي أقل احتياجاً لعضو مجلس الشيوخ «تيم كين» كعامل جذب للمعتدلين والمستقلين. كما أن لديها ناخبين مهتمين أكثر بالأمن القومي، ما يضعف أيضاً مساهمة «كين» (فهو عضو في كل من لجنة الخدمات المسلحة ولجنة العلاقات الخارجية، إلى جانب لجان أخرى). وهي أيضاً أقل احتياجاً لتغيير مسارها إلى اليسار، لأن الليبراليين من غير المرجح أن يمنحوا أصواتهم لترامب و«بنس». * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©