أكبر شركة صلب في العالم تبحث عن موطئ قدم في الهند

اقترب لاكشامي ميتال رئيس الشركة المصنعة الأكبر في العالم للحديد الصلب وأحد أغنى الأغنياء في العالم من التخلي عن الخطة التي كانت تهدف لبناء مصنعين عملاقين للفولاذ في الهند (بقيمة 20 مليار دولار)، في خطوة كانت تعكس اهتمام أحد أكبر رجالات الصناعة في العالم بالتوسع في بلاده التي شهدت مولده وبدايات بزوغ نجمه. وذكر رئيس مجلس الإدارة والمالك الأكبر لشركة «آرسيلور ميتال» للحديد الصلب لصحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الفشل الذي حدث في إقناع المزارعين وغيرهم من الهنود ببيع أراضيهم التي يحتاجها لإنشاء المشاريع والتطويرات الجديدة في ولايتي جهاركاند وأوريسا «لم تعد مقبولة بالنسبة لنا». ومضى يقول «إذا لم نتمكن من إحراز تقدم في هذين الموقعين في غضون الأسابيع القليلة المقبلة فسوف نجد أنفسنا مجبرين على التخلي عن فكرة إنشاء هذه المشاريع هناك والبحث عن أماكن أخرى في الهند من أجل التوسع». وعلى الرغم من أن ميتال ذكر أنه ما زال ملتزماً ببناء مصنع واحد للحديد والصلب على الأقل في الهند، فإن التخلي عن خطته الهادفة لإنشاء مصنعين في موقعين ينتجان كمية إجمالية بحوالي 24 مليون طن من الحديد الصلب في كل عام بحلول العام 2015 سوف تعتبر انتكاسة كبرى لطموحات ميتال، ومن شأنه أن يؤخر خططه الرامية لاكتساب موطئ قدم مميز في الهند إلى سنوات عديدة مقبلة. ويذكر أن ميتال الذي تعتبر شركته المصنعة الأكبر للحديد الصلب في العالم أجمع ليس لديها سوى حضور قليل فقط في شبه القارة الهندية. وذلك على الرغم من أنه استمر يشدد على أن المواطنين في الهند لابد أن «يتعلموا» كيفية إسناد ودعم عمليات الصناعة بشكل تدريجي وبخاصة مصانع الفولاذ التي تحتاج الدولة لبنائها حتى في أراض زراعية. وفيما يبدو فإن حث وتشجيع الأفراد والمواطنين على التخلي عن الأراضي من أجل التنمية وعمليات التطوير الصناعي لطالما ظلت تمثل مشكلة سياسية للدولة في الهند مما أدى بالحكومة لأن تبذل كل ما بوسعها من أجل تسهيل عمليات بيع الأراضي للمؤسسات والأفراد في قطاع الصناعة. ففي العام الماضي بات يتعين على شركة تاتا موتورز نقل مصنعها الخاص بسيارتها الجديدة من نوع نانو من ولاية غرب البنغال إلى ولاية كوجورات بعد أن واجهت صعوبات جمة في الحصول على الموافقات اللازمة لشراء الأراضي هناك. ومن جهة أخرى، فإن الهند ما زالت متخلفة بكثير عن الصين فيما يتعلق بإنتاج الحديد الصلب. ففي العام الماضي تمكنت الهند من إنتاج 55 مليون طن من الفولاذ أي أزيد بقليل عن عشر الإنتاج الصيني. وبرغم ذلك فإن الهند ما زالت تعتبر خامس أكبر دولة منتجة للحديد الصلب في العالم. وهو الأمر الذي يجعل ميتال الذي لا تزال شركته تمارس أعمالها في مصانعها الحالية في الهند منذ فترة تزيد على العامين، يعتقد أن الهند سوف تنتج أربعة أضعاف ما تنتجه حالياً من الفولاذ بحلول العام 2020. وعلى الرغم من أنه من المرجح أن يأتي الإنتاج العالمي للفولاذ في هذا العام أقل بنسبة تتراوح ما بين 10 و15 في المئة من مستواه في العام الماضي نتيجة للركود، إلا أن الإنتاج الهندي في عام 2009 أصبح من المتوقع أن يأتي أكبر بشكل ملحوظ من مستواه في العام الماضي. ولكن الأهم من ذلك أن شركة آرسيلور ميتال أشارت إلى أنها لن تتكبد سوى خسائر مالية صغيرة في حال أن قررت التخلي عن خططها في الموقعين وذلك لأنها لم تعمد حتى الآن إلى شراء أي من الأراضي أو الشروع في أية أعمال للبناء. عن «الفاينانشيال تايمز»