رهان ياباني على أسواق السيارات الخضراء

توشك شركة تويوتا على الانتهاء من اختبار النسخة المعدّلة الجديدة من سيارتها الهجين الناجحة (بريوس) التي تعتزم إطلاقها في عام ·2010 وتوصف بأنها السيارة الهجين الأولى المدفوعة بمحرك كهربائي إلى جانب المحرك ''الانفجاري''، التي تمكنت من الفوز بشعبية عريضة في الأسواق العالمية· وهي الآن تقطف ثمار نجاحها من خلال ما حظيت به من اهتمام المصممين اليابانيين الذين آثروا إعادة النظر في معظم مؤلفاتها· ومن المنتظر عرض النسخة الاختبارية الأولى من (بريوس) الجديدة في شهر يناير المقبل· وتكمن أهم التعديلات التي طرأت على (بريوس) بزيادة طولها وعرضها بما يفسح المجال لزيادة المساحة التي تشغلها المقاعد الخلفية وزيادة حجم حيّز التحميل في الصندوق الخلفي· ويرى الخبراء أن الهدف من هذا التعديل الجوهري يتعلق بإعطاء السيارة حجماً عائلياً يجعلها مناسبة لشريحة أوسع من المستهلكين· كما قررت الشركة إطلاق نسخة مكشوفة منها· ويقول خبراء تويوتا إن (بريوس 2010) سوف تكون مدفوعة بمحرك أكثر قوة وفعالية في حرق الوقود؛ كما ستكون أقل استهلاكاً للبنزين· ومن المحتمل أيضاً أن تطلق الشركة منها نسخة كهربائية يتم شحن بطارياتها من زرّ كهربائي منزلي بعد أن أصبحت هذه البطاريات تعتمد على تقنية الشحن بأيونات الليثيوم مما يتيح تصغير حجمها ووزنها وزيادة سعتها الكهربائية· وحتى تزيد (بريوس 2010) من صداقتها مع البيئة، قرر الخبراء تجهيز نسخة اختيارية منها بسقف يتألف من ألواح ''سليكونية'' لتجميع الطاقة الشمسية تستخدم طاقتها في تشغيل نظام التكييف الداخلي ومصابيح الإضاءة· ومن المقرر أن يتم تجميع (بريوس 2010) في مصانع شركة تويوتا بولاية الميسيسيبي الأميركية· وكان تقرير نشرته ''فاينانشيال تايمز'' أشار إلى أن مبيعات تويوتا من السيارات الهجين حطّمت حاجز المليون سيارة، وهي تعمل الآن بجدّ على أن يتجاوز عدد السيارات التي ستبيعها من هذه الفئة المليون سيارة سنوياً اعتباراً من عام ·2010 ويعدّ هذا التطور مؤشراً قوياً على أن الشركة اليابانية سوف تحقق تقدماً كبيراً على منافسيها العالميين في السباق العالمي على صناعة السيارات الأكثر كفاءة في حرق الوقود· وأعلنت تويوتا آخر شهر مايو الماضي أنها باعت 1,047 مليون سيارة هجين من طراز (بريوس) منذ انطلقت في صناعتها على المستوى التجاري قبل نحو عشر سنوات· وأشارت مصادر الشركة إلى أن أسواق هذا النوع من السيارات آخذة بالنمو بسرعة بدافع التأييد الذي تلقاه من أصدقاء البيئة وحتى نجوم السينما في هوليوود فضلاً عن أنها تلتزم بالقوانين الأوروبية الصارمة في مجال فعالية حرق الوقود في السيارات· وتشير الإحصائيات التي أنجزتها مؤسسات متخصصة بمتابعة أسواق السيارات إلى أن تويوتا تستأثر بنسبة 90% من أسواق السيارات الهجين في العالم· وكانت سباقة في هذا الميدان عندما أطلقت (بريــــوس) للمرة الأولى عــــام 1997 ثــــم ما لبــثت أن اخترقت أسواق الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من دول العالم الأخرى بدءاً من عام ·2000 ويذكر أن شركة تويوتا تتلقى دعماً قوياً من الحكومة اليابانية لإجراء كافة أنواع بحوث التطوير الهادفة إلى التخفيف من الاعتماد على النفط كوقود للسيارات· واقتداء بهذا النجاح الذي سجلته تويوتا في أسواق السيارات الهجين، تحضّر شركة نيسان لإطلاق سلسلة منها بحيث تبدأ بعرضها في الأسواق في عام ·2010 وقال رئيس الشركة كارلوس غصن إن الطرز الجديدة سوف تكون قادرة على المنافسة القوية في الأسواق بتقنياتها المتقدمة وأسعارها المنخفضة· وأضاف غصن أن هذه الطرازات مصممة بحيث لا يقل مداها عن 160 كيلومتراً بين كل عمليتي شحن لبطارياتها· وهذه واحدة من أهم الخصائص التي يجب أن تتميز بها السيارات الهجين حتى تكون عملية· كما أشار غصن إلى أن بعض هذه الطرز سيكون مجهزاً بمحركات كهربائية فقط حتى لا ينشر أي غازات ملوثة للبيئة على الإطلاق· وتوحي هذه التطورات بأن 2010 قد يكون العام المشهود الذي سيحل فيه عصر السيارات العملية النظيفة· عن موقع thecarconnection.com وصحيفة فاينانشيال تايمز