الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد بن الوليد.. سيف الله المسلول

4 يونيو 2017 21:54
سلوى محمد (القاهرة) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أحد أشهر القادة الإسلاميين، لقبه الرسول بسيف الله المسلول، عُرف بالشجاعة والمهارة والذكاء والفروسية، له ستة أخوة، منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، والده أحد أثرياء مكّة، أمّه لبابة بنت الحارث الهلاليّة. لم يُشارك خالد في غزوة بدر قبل إسلامه، وفي غزوة أٌحد ظهرت مهارته، عندما تولى قيادة ميمنة المشركين، واستغل بذكائه خطأ رمُاة المسلمين، عندما تركوا الجبل لجمع الغنائم بعد المعركة، والتف وهاجم بفرسانه مؤخرة الجيش، وحوّل دفة المعركة، فكان له دور في انتصار قريش، كما شارك صفوف الأحزاب في غزوة الخندق، وترأس فرسان قريش في غزوة الحديبية. سأل النبي صلى الله عليه وسلم الوليد بن الوليد عن أخيه خالد قائلاً: «ما مثل خالد يجهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وحده مع المسلمين على المشركين كان خيراً له، ولقدمناه على غيره»، فبعث الوليد رسالة إلى خالد يدعوه فيها للإسلام، فشرح الله صدره وذهب ومعه عثمان بن طلحة العبدري إلى يثرب ليعلنا إسلامهما، وفي طريقهما التقيا عمرو بن العاص مهاجراً ليعلن إسلامه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين دخلوا عليه: «إن مكة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها». تميَّز بحسن تخطيطه العسكري، فاختاره المسلمون في غزوة «مؤتة» بعد أن واجهوا موقفاً عصيباً بعد مقتل زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة لتولي القيادة، وكان حديث العهد بالإسلام، فوضع خالد خطة أفقدت الروم والغساسنة توازنهم، وصال وجال في المعركة حتى كُسرت في يده تسعة سيوف من شدة قتاله، وعاد إلى يثرب منتصراً، فأطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لقب سيف الله المسلول. تولى خالد بن الوليد قيادة جيش من أربعة، قسمّهم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما توجه لفتح مكة، فاستطاع مواجهة جيش عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية، وقتل منهم عدداً كبيراً. تميَّز خالد في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام في عهدي أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، كما شارك في أكثر من مئة معركة، منها الإمبراطورية الرومية البيزنطية والساسانية الفارسية وحلفاؤهم، واليمامة والولجة واليرموك، وغيرها، ويعد من القادة القلائل الذين لم يهزموا قط. توفي خالد بن الوليد في السنة الحادية والعشرين للهجرة، وقال على فراش الموت: «شهدت مئة زحفٍ أو زهاءها، وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ بسيفٍ أو رميةٌ بسهمٍ أو طعنةٌ برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء». حزن الخليفة عمر بن الخطاب حزناً شديداً، فعند مروره بنسوة من بني مخزوم يبكينه، فقيل له: ألا تنهاهن؟. فقال: «وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©