الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المشاركة الهزيلة في مونديال الشباب مؤشر خطير لمستقبل الكرة العربية

المشاركة الهزيلة في مونديال الشباب مؤشر خطير لمستقبل الكرة العربية
11 أكتوبر 2009 00:31
باستثناء الإمارات ومصر، لم يكن هناك وجود عربي في كأس العالم للشباب، وإذا ما أخرجنا المنتخب المصري الشقيق من هذه «الحسبة» على افتراض أنه شارك بوصفه المنظم للبطولة، فإن ذلك يعني أن منتخبنا «الأبيض الشاب» كان وحده المتأهل عن الكرة العربية في هذه البطولة العالمية، التي شهدت مشاركة 24 منتخبنا من كل قارات العالم، أي أن النسبة العربية في البطولة، على افتراض أن فريقا عربيا واحدا هو الذي تأهل إليها أقل من الخمسة في المائة، وعلى افتراض مشاركة منتخبنا مع مصر، تكون النسبة أكثر من 8 في المائة بقليل، وسواء كانت هذه أو تلك فهي نسبة لا توازي تطلعات وطموحات الكرة العربية، التي تنفق الكثير على اللعبة، وخاضت دول كثيرة منها تجربة الاحتراف بما يتطلبه من صرف وبرامج، كما أن لها مشاركاتها الدولية لاسيما على صعيد البطولات القارية، سواء في الأندية أو المنتخبات، والكثير من الدول العربية، خاصة في أفريقيا لها ثقلها الكروي الذي لا يعكسه الحال في مونديال الشباب المقام بمصر والذي يستمر حتى 16 أكتوبر الحالي، وهذه النسبة تمثل مؤشرا خطيرا لمستقبل اللعبة. حول واقع الكرة العربية في مونديال الشباب، وما تعكسه هذه المشاركة الهزيلة، يقول الدكتور عمرو أبو المجد الخبير الكروي، وأستاذ كرة القدم بكلية التربية الرياضية بجامعة الأزهر إن ما يحدث على صعيد هذه الفئة السنية في الوطن العربي يعد أمرا طبيعيا في ظل القاعدة الضعيفة للعبة في معظم البلدان العربية، بما فيها مصر، ولابد من إعادة النظر للمنظومة بأسرها إن كنا جادين في السعي لتطوير اللعبة، وإيجاد أجيال من الناشئين والشباب الذين يمثلون ذخيرة الغد. ويعد الخبير الرياضي الدكتور عمرو أبو المجد من أهم الخبراء في مجال الناشئين في مصر والوطن العربي حيث شغل العديد من المناصب الرياضية أهمها عضو المجلس القومى للرياضة ورئيس قطاع الناشئين في النادي الأهلي لفترة طويلة ونادى إنبي والمقاولون كما انه يعمل استاذا ورئيس قسم بكلية التربية جامعة الأزهر وحاصلا على جائزة الأمير فيصل بن فهد لبحوث وتطوير الرياضة العربية وهى أكبر جائزة في أبحاث الرياضة وكرة القدم على مستوى العالم العربي. ويواصل الدكتور عمرو أبوالمجد تفسيره للظاهرة، بأن المنظومة غائبة تماما، سوى عن بعض الدول العربية التي بدأت الاهتمام بالقاعدة من الناشئين، ومنها الإمارات التي من الواضح أنها تولي جل اهتمامها بهذه الفئات السنية، ولعل صعود منتخبها للشباب وكذا منتخب الناشئين إلى بطولتي كأس العالم في مصر ونيجيريا دليل على هذا التوجه الذي بدأ يؤتي ثماره، وقد يكون الدرس الإماراتي محفزا لبقية الدول العربية لتسلك هذا النهج لأنه الأساس لتطوير اللعبة في أي بلد عربي. وأشار أستاذ ورئيس قسم كرة القدم بجامعة الأزهر إلى أن المنظومة التي يقصدها متشعبة، وفيها الشق الإداري بوضع هيكل إداري صارم وكذا الشق الفني من خلال تواجد خبراء يستطيعون التعامل مع هذه الفئات السنية، وقبل ذلك عيون تكتشف المواهب في المدارس والأندية والشارع وتقدمها للمراكز المنشأة لهذا الغرض، وضرورة وجود أخصائي نفسي مع هذه الفئة من اللاعبين للتعامل أولا بأول مع كل التقلبات النفسية التي يمرون بها، كما لابد من الاهتمام بثقافة اللاعب لأن لاعبا في هذه السن بلا ثقافة لن يقدم شيئا، وإن قدم فإن جهله قد يحيد به عن الطريق الصحيح، وكثيرا ما نجد لاعبا في هذه السن وبمجرد أن حقق فوزا أو اثنين مع فريقه يشتم الجهاز الفني أو يتعالى عليه، وغير ذلك من الأمور التي تحدث لاسيما على صعيد الكرة العربية ويكون سببها الجهل وعدم الثقافة. وأكد الدكتور عمرو أبوالمجد على ضرورة وجود جو احترافي لهذه الفئات السنية من الصغر، وقال: ليس من المنطقي أن أعمل على تشكيل منتخب في فئة سنية ما خلال سنتين أو أقل، ومع الأسف هذا ما يحدث كثيرا في العديد من الدول العربية، ولابد أن نعلم أن تفكيرا في تكوين منتخبات سنية يجب أن يكون في إطار خطط وبرامج طويلة، كل منها يخدم الآخر، مشيرا إلى أن الوضع الحالي وعدم تأهل سوى فريق واحد إلى مونديال الشباب إضافة إلى مشاركة مصر كمنظم، هو تعبير واقعي عن حال الكرة العربية وأنها لم تتقدم على صعيد الفئات السنية. فكر الـ«تيك أواي» من ناحيته يرى الكابتن أحمد القزاز أحد نجوم مصر القدامى والمشرف على فرق القطاعات للفئات السنية في محافظات بحري المصرية وهي الاسكندرية والبحيرة ومطروح والغربية والمنوفية أن معظم الدول العربية تحمّل نفسها أعباء كثيرة وهي راضية بعد الالتفات والاهتمام الكافي بالناشئين والشباب، ومن هنا فإن ما حدث في كأس العالم وعدم تأهل إلا فريق واحد هو الإمارات، إضافة إلى خروج منتخب مصر المنظم من دور الـ16 دليل على أن مستقبل الكرة العربية لا يبشر بخير، وأننا سنظل نراوح أماكننا سنوات طويلة قبل أن ننتبه ونعود إلى الطريق الذي يجب أن نسير فيه، بدلا من الفكر الاستهلاكي، وفكر «التيك أواي» السائد في المنظومة الكروية العربية، باستثناء القليل من الدول التي بدأت تعمل بإخلاص وستجني الثمار قريبا. وأضاف أن الواقع العربي ليس على صعيد الشباب فقط، وإنما هو متجسد أيضا في الكبار، حيث تمثل المشاركة العربية في كأس العالم للكبار رقما هزيلا لا يعكس طموحات ولا آمال الشعوب، وللأسف فإننا لا نتعلم من دروس الماضي ولا نلتفت إلى ما فيه صالحنا لأن الفكر الاستهلاكي أصبح هو السائد في كل شيء، كما أنه السبيل لخداع الرأي العام من جماهير الأندية. وعن البطولة الحالية، أكد أحمد القزاز أنها كانت مثيرة من وجوه عديدة، وما شهدته من أهداف قياسية ينبئ عن نجوم واعدين سيحتلون عما قريب مكانتهم بين نجوم العالم، مؤكدا أن الفريق اإماراتي بالرغم من تذبذب مستواه إلآ أنه فريق جيد، وبه لاعبين ينتظرهم مستقبل كبير، مشيرا إلى أنه عندما يصل منتخب ما إلى بطولة كتلك فليس المهم كيف يؤدي وإنما المهم أن يحقق أهدافه ويرتقي في محطات البطولة. واختتم المشرف على فرق الفئات السنية بالوجه البحري بمصر، مطالبا الدول العربية بأن تستوعب درس المونديال الحالي، وكل الدروس السابقة، وأن تعلم الاتحادات الكروية في تلك البلدان أنها تعمل من أجل المنتخبات وليس من أجل الأندية، ولذا فلابد من خطط وطنية طموحة تكتشف المواهب وترعاها وتصقلها، لتكون في المستقبل ذخيرة لمنتخبات هذه البلدان.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©