الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رومانيا تستعين بـ«بيتهوفن» و«إبرامز» لتحسين صورتها

11 أكتوبر 2009 00:24
عندما يرد ذكر رومانيا يطرأ على ذهن الكثيرين النشالون والكلاب الضالة أكثر من حفلات موسيقى بيتهوفن وإبرامز. وفي إشارة إلى الطريقة التي ينظر بها إلى الرومانيين قال ميهاي كونيستاتنسكو المدير التنفيذي لمهرجان إينيسكو للموسيقى «نحن المجرمون واللصوص في أوروبا». وأضاف كونيستاتنسكو عازف البيانو الذي يعمل حاليا في إدارة الفنون «من المهم جلب الناس لإبلاغهم بالوضع هنا لأن صورة رومانيا.. هي الغجر في إيطاليا واللصوص في أيرلندا والمجرمين في بلجيكا». ولهذا السبب تنفق رومانيا وهي واحدة من أفقر دول الاتحاد الأوروبي كل عامين نحو سبعة ملايين يورو (10.18 مليون دولار) على واحد من أغنى مهرجانات الموسيقى الكلاسيكية في العالم. الأمر الذي يثير دهشة الجمهور والموسيقيين. وتأسس مهرجان «إينيسكو» في عام 1958 بعد مقتل أشهر ملحني رومانيا جورج «إينيسكو» عام 1955. ويقام المهرجان كل عامين ويستمر لمدة أسبوعين في سبتمبر في محاولة لجعل العالم يرى رومانيا بأعين أخرى. ويشارك فيه أفضل عازفي البيانو وممثلي الأوبرا والفرق الأوركسترالية. وعلى الرغم من ضآلة ميزانية «إينيسكو» مقارنة بمهرجان «سالزبورج» النمساوي الشهير الذي ينفق عليه 49 مليون يورو فإن مبيعات التذاكر والجهات الراعية لا تشكل إلا 15% فقط من ميزانية المهرجان الروماني. وقال كونيستاتنسكو إن الحكومة الرومانية تتكفل بالباقي. وعانت بوخارست لعقود من مشكلة الكلاب الضالة التي لا تزال تجوب حاراتها الخلفية وأماكن الانتظار فيها لكن المدينة صمدت وحافظت على سمعتها بوصفها «باريس الشرق». وهي سمعة اكتسبتها في فترة رغد عاشتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ولكن الجميع في رومانيا بما في ذلك الحكومة يرون أن تحسين صورة البلاد يستحق كل الأموال التي تنفق في سبيله. وقال ألكساندرو داري وهو مدير مسرح بوخارست «موسيقيو الصف الاول يتحدثون عن المهرجان بوصفه الحدث الرئيسي على الساحة الموسيقية الأوروبية في خريف هذا العام». وأضاف «ملأ هذا الأمر قلبي بالفخر والوطنية. فأخيرا لم يعد الحديث عن اللصوص والمغتصبين والمجرمين الرومانيين لكنه أصبح عن منظمي مهرجان رائع». ويحرص المهرجان على أن يتراوح سعر تذكرة الحفل فيه من 100 يورو إلى 8 و12 يورو لضمان امتلاء القاعات بالرواد واختلاط الرومانيين بزوار من جميع أنحاء أوروبا بينهم 30 فرنسيا لوحوا بعلم بلادهم بعد حفل لعازفة البيانو الفرنسية إيلين جريمو. ويصف كونيستاتنسكو الأجانب الذين يحضرون المهرجان وعددهم يقترب من الأربعة آلاف بأنهم «سفراء نوايا حسنة» يساهمون في هذه الحملة لتحسين صورة رومانيا. وهدف كونيستاتنسكو في نهاية الأمر هو جعل الجمهور ينظر إلى رومانيا على أنها جزء من أوروبا وليست مكان «شرقيا». وقال «لا نريد أن يقال عنا إننا شرق أوروبا. لا .. نود أن يقال إننا جزء من أوروبا» ولكن هذا الاتجاه يفوت على البلاد فرصة في حقيقة الأمر لأن بعض السائحين يعجبون بالمزج بين الثقافتين الشرقية والغربية في رومانيا. وينتمي مواطنو رومانيا إلى الكنيسة الارثوذكسية وليس الكاثوليكية. وقال بيتر نيلسون إهل (65 عاما) أستاذ الطب في جامعة لوند السويدية والذي حضر المهرجان «هناك العديد من عناصر الجمال هنا.» وأضاف «لديك عظمة أواخر القرن التاسع عشر، والتأثير الفرنسي مرصع بأهوال تعود للعصر الشيوعي، ولديك أيضا تراث الكنائس القديمة».وقال «إنه أمر غريب جدا لكنه مثير وليس العكس»
المصدر: بوخارست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©