الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يتحدثون عن أعمالهم وتجاربهم

الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يتحدثون عن أعمالهم وتجاربهم
29 ابريل 2018 23:10
إبراهيم الملا (أبوظبي) بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب، استضاف مجلس الحوار مساء أمس، بمعرض أبوظبي للكتاب، الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب للعام الجاري 2018. ورحب ابن تميم بداية بالفائزين مشيراً إلى أن هذا اللقاء يتيح فرصة ذهبية للحضور من أجل التعرف على نوعية الكتب الفائزة، وقال: «لعلها مناسبة طيبة أيضاً للتعرف على طبيعة خيارات جائزة الشيخ زايد للكتاب باختيار هذه النخبة البارزة والمبرّزة التي نعتزّ بها، ونوجه لها التهنئة». قدم الجلسة وعرّف بضيوفها الناقد الدكتور خليل الشيخ الذي أشار في مستهل حديثه إلى أن هناك عدة أسباب للبهجة في هذا اللقاء، أولها أن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي جائزة موضوعية وشفافة من ألفها إلى يائها، وتختار الجديرين بالفوز في كل الحقول، وقال: «لا توجد أجندات خفية ولا ظاهرة للجائزة، إنما لها هيئة علمية ولجان تحكيم تسعى إلى اكتشاف المواهب وتكريسها في الوقت نفسه»، مضيفاً: «السبب الثاني للبهجة هو أننا في عام زايد ومن حقنا أن نحتفل في هذا العام بهذا القائد التاريخي الذي استطاع أن يصنع تحولات كبرى في التاريخ وفي المجتمع». وعرّف بعدها بالفائزين المشاركين في الجلسة وهم: حصة خليفة المهيري من الإمارات، الفائزة بجائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة عن كتابها «الديناروف»، وخليل صويلح من سوريا الفائز في فئة الآداب عن روايته: «اختبار الندم»، والروائي المصري أحمد القرملاوي الفائز بجائزة المؤلف الشاب عن روايته: «أمطار صيفية»، والباحث الألماني داغ نيكولاس هاس الفائز بجائزة الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه: «الشيوع والإنكار: العلوم والفلسفة العربية في عصر النهضة الأوروبية»، ومحمد المختار مشبال من المغرب، الفائز بجائزة الفنون والدراسات النقدية عن كتابه «في بلاغة الحِجاج»، وأخيراً حسن ياغي مدير دار التنوير الفائزة بجائزة التقنيات الثقافية والنشر، وغاب عن الجلسة لظروف خاصة التونسي ناجي العونلّي الفائز بجائزة الترجمة عن ترجمته لكتاب: «نظرية استطيقية». وتحدثت حصة المهيري عن كتابها «الديناروف» مشيرة إلى أنه كتاب يجمع في عنوانه بين كلمتي الديناصور والزرافة وهو كتاب موجه للأطفال ويقوم على فكرة تعدد الهويات والتسامح والتعايش من خلال سرد قصصي يتناول مجتمعا مصغراً يلخص ما يحدث في العالم اليوم من صراعات وخلافات، وقالت إن الرسالة الموجهة للأطفال في الكتاب تحث على تجاوز هذه الخلافات ونبذ العنصرية وقبول الآخر وهي أفكار، كما أشارت، تصيغها الحيوانات هنا لتكون قريبة من عالم الطفل، وموازية لخياله الخصب والمنفتح على الصورة الجاذبة والسرد المشوّق. بدوره أشار الروائي خليل صويلح أن روايته «اختبار الندم» اعتمدت على أسلوب التغطية الصحفية ليوميات الحرب في بلده سوريا، لينقل تفاصيلها المروعة من الداخل ومن عمق الحدث، حيث يجول الراوي في أرجاء مدينة دمشق محملا بالتاريخ قديمه وحديثه، مجسداً الأزمات النفسية وتشظّي المكان والمجتمع، في مناخ كابوسي ناقم على الحروب بكل مسبباتها ونتائجها المدمرة. أما الروائي المصري الشاب أحمد القرملاوي فأوضح أن روايته «أمطار صيفية» تجسّد العلاقة بين الموسيقى والروح، وتستحضر الصراع بين تسامي وتجليات النفس، وبين متطلبات ونوازع الجسد، مشيرا إلى أن الرواية تستعرض جانبا مطولا من سحر الموسيقى ومقاماتها ودلالاتها، بحيث تتحول الموسيقى في النهاية إلى كيان ملموس يتقاطع مع المقامات الصوفية. وقال محمد مشبال إن كتابه الفائز يناقش صلة مفهوم: «الحِجاج» بالبلاغة والخطاب، معتمداً التحليل وتتبع الاستراتيجيات الأساسية في البلاغة المعاصرة، ويتكئ على منهجية قائمة على العرض والتحليل والمقارنة بلغة تمزج بين مناهج نقدية تراثية، وأخرى معاصرة. وقال الباحث الألماني داغ هاس إنه حاول في كتابه سد الفجوة العلمية في الدراسات الأوروبية التي تهمل الحضور الإسلامي والعربي في التاريخ المبكر والوسيط لعصر النهضة والتنوير في أوروبا، مشيراً إلى أن قامات إسلامية فكرية مهمة وعالية مثل ابن سينا وابن رشد وأبوبكر الرازي وغيرها من الأسماء المؤثرة مازالت تعاني من إهمال بعض الأكاديميين الأوروبيين، بسبب انحياز هؤلاء الأكاديميين لأيديولوجيات عنصرية لا تريد إنصاف العلماء العرب والمسلمين الكبار وإعطائهم حقهم التاريخي والعلمي والإنساني في إثراء الثقافة والفلسفة الأوروبية. وتحدث حسن ياغي مدير دار التنوير للنشر عن تجربة الدار الممتدة لأكثر من 35 عاماً، مشيراً إلى أن الدار سعت منذ البداية إلى خيارات صعبة ورصينة، مضيفا: «تأتي جائزة الشيخ زايد اليوم لتثمّن وتؤكّد صوابية هذه الخيارات، التي لم تنظر للجانب التجاري والربحي بقدر اهتمامها بترويج الثقافة والفن والفلسفة والعلم وتقديمها بأسلوب جاذب للقارئ العربي»، وقال ياغي إن أخطر ما تواجهه دور النشر المحافظة على توجهاتها الثقافية الأصيلة، هو انتشار القرصنة وخصوصا ما يخص الترجمة، وعدم احترام بعض دور النشر لحقوق الملكية الفكرية، مشيرا إلى أن مثل هذه الممارسات المحظورة باتت تمثل تهديداً حقيقياً لدور النشر المراعية لحقوق الكاتب وتطلعات القارئ، وتأكيد السوية الثقافية والفكرية في الوطن العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©