الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قوة الكتاب.. قوة العـقول

قوة الكتاب.. قوة العـقول
29 ابريل 2018 23:09
تشهد العاصمة الإماراتية هذا الصباح حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثانية عشرة، احتفاءً برواد الفكر تقديراً للدور الحضاري الذي يلعبونه لإقامة حوار متجدد ما بين الثقافات، وإسهامهم في جعل الثقافة أكثر قرباً من حياة الناس، وذلك انطلاقاً من إرث مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي تحمل الجائزة اسمه تقديراً لمكانته ودوره الرائد في التوحيد والتنمية وبناء الدولة والإنسان. يقام الحفل بالتزامن مع الدورة الثامنة والعشرون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي يحتفي هذا العام أيضاً بشخصية والدنا زايد ضمن احتفالات الدولة بمئوية مؤسسها، وتستعيد سيرته وإرثه من القيم التي ساهمت في تحويل بلادنا إلى دولة متوحدة قائمة على أسس التسامح وقبول الآخر والاحتفاء بثقافات العالم ومعارفه مع الحفاظ على التراث العريق الذي يشكل هويتنا، فالحديث عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يتردد في العديد من الجلسات الحوارية المصاحبة للمعرض، في خطوة لتكريس نهجه وإعادة التأمل في سيرته الطيبة. من جهة أخرى، يفتح المعرض نافذة عريضة على ثقافة جمهورية بولندا، ضيف شرف هذه الدورة، لبحث الروابط الثقافية والإنسانية التي تربطنا بهذا البلد الأوروبي العريق، بنتاجه الأدبي والفكري العميق، حيث يضفي تواجد نخبة من المؤلفين والفنانين من هناك وهجاً خاصاً على المعرض، إذ نمد جسوراً جديدة من التواصل الإنساني المبني على الترحيب بالتنوع الثقافي والتفاهم المتبادل بين مختلف الشعوب، والبحث عن المشتركات التي تجمع الإنسانية وتمهد إلى المزيد من الأفكار البناءة التي تساعدنا على تطوير التجربة البشرية. دورة هذا العام من المعرض أيضاً توفر نظرة شاملة وعميقة على أحدث تطورات صناعة النشر، والتي أصبحت أكثر توجهاً لمنصات النشر الرقمية ومعالجة المحتوى المتعلقة بذلك، فيناقش المعرض العديد من الفنيات التي طرأت على الكتاب الإلكتروني وطبيعة القراء وتوجهاتهم الجديدة، من خلال نخبة من صناع الكتاب من مختلف أنحاء العالم. بينما تطرح القضايا الفكرية للنقاش، حيث تقود الحوارات غالباً إلى تسريع إيجاد حلول عملية للتحديات الكبرى التي يواجهها الكتاب العربي، بما فيها حقوق المؤلف والمترجم، والقضاء على قرصنة الكتب واحترام حقوق الملكية الفكرية، والتي تعد من المعايير الصارمة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فقد كانت إنطلاقة المعرض في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، ذات مغزى قوي، فهذا التاريخ الرمزي الذي يذكرنا بعظماء الأدب العالمي الذين ألهمونا بروائع أدبية وفكرية قادتنا إلى عوالم من الخيال والمتعة والفهم المنفتح لمحيطنا، هو تاريخ رمزي أيضاً لتقدير قيمة الكتاب في التقدم الإنساني والوعي العام، ويتضمن في ذلك تقدير جهود كل من يساهم في صناعة الكتاب من ناشرين ومؤلفين ومترجمين وباعة كتب ومكتبات ومصممين وغيرهم ممن يساهمون في تشكيل العالم السحري للكتب والتي تشكل قوة محركة ومغيرة بشكل ايجابي، ويكمن المغزى من اختيار هذا التاريخ التأكيد على التزام معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالحقوق الفكرية المرتبطة بالعاملين في صناعة الكتاب، ومحاربةالقرصنة بمختلف أشكالها، وتوجيه الطاقات الفكرية نحو اتجاهات أكثر تأثيراً في نمو المجتمعات. من جهة أخرى، كان تتويج الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، قبيل افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تكريساً لمكانة العاصمة كحاضنة للجوائز الأدبية المرموقة في المنطقة والعالم، ومنها تنطلق المبادرات الثقافية المبتكرة والتي تحدث فرقاً في نمو المجتمعات، بينما يجتمع فيها نخبة الناشرين من العالم والمؤلفين والمفكرين الذين يتحاورون تحت سقف أبوظبي. وأذكر في هذا الصدد التفات دولة الإمارات إلى حق القراءة وتوفير مصادر متنوعة للمعرفة يسهل الوصول إليها، من خلال اصدار أول قانون من نوعه في العالم للقراءة، وذلك لضمان رفع المستوى الفكري للناس بقوة القانون، محملين بذلك الجميع مسؤولية الارتقاء بالمجتمعات ومساهمة الأفراد بذلك، والدفع باتجاه اقتصاد المعرفة القائم على الاستثمار في العقول والابتكار. من خلال الحوارات غير المحدودة بين العقول خلال أيام المعرض يتم بلورة البرامج والاستراتيجيات وتبادل الخبرات من أجل تمكين المعرفة، مقدمين للأجيال القادمة نماذج حضارية للتبادل الثقافي الذي يرحب بالجميع، بما يعزز من مكانة الكتاب وتقدير المؤلفين. ومع اقتراب معرض أبوظبي الدولي للكتاب من ختامه يصبح موقع عاصمتنا الحبيبة قوياً كمركز عالمي تتحاور فيه الثقافات وفنون العالم، ودائماً ما يكون الكتاب في المقدمة، كما قال والدنا المؤسس الشيخ زايد «الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية، والكتاب هو أساس هذه الأصالة، والعامل الرئيس على تأكيدها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©