الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بنت زايـد».. عن قلوب شربت من ألباني ولم ترتوِ

«بنت زايـد».. عن قلوب شربت من ألباني ولم ترتوِ
1 مايو 2018 18:05
أبوظبي (الاتحاد) كيف أقول زايد؟ وما الذي يمكن أن أضيفه عن هذه القامة التي لم يترك الكُتّاب ولا الباحثون صغيرة ولا كبيرة عنه إلا سجلوها وباستفاضة؟ لا أشك في أن هذا السؤال يشكل تحدياً حقيقياً لكل من يريد أن يؤلف كتاباً عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولا ريب في أنه كان يتردد في ذهن الكاتبة الإماراتية أمينة عوض بن عمرو، وهي ترسم ملامح كتابها «بنت زايد»، الصادر حديثاً والذي يعرض في معرض أبوظبي الدولي للكتاب. وفي محاولتها الإجابة عن سؤال كهذا، يبدو أن القصة الإنسانية لقيت هوى أكثر من غيرها لدى أمينة، فاختارتها لكي ترسم حبها لزايد، وحب الكثيرين ممن حولها له. ففي الكتاب توليفة من المقالات والمواقف، والتعليقات، والمناسبات التي تبدّت فيها محبة الناس لزايد ساطعة، وعبروا عنها في صور شتى، ففي «كل زاوية وشارع وطريق وبناء ثمة زايد».. ولهذا نحن لا ننسى ولن ننسى زايد. الكتاب محاولة للإجابة عن سؤال الوطن، بطريقة غير مباشرة.. سياحة مقصودة في المكان والزمان والموقف، لقراءة الوطن بعين ثالثة أو بالأحرى بعين جديدة، لا تقف عند المألوف.. إنها عين الدهشة التي تجعل القارئ يعيد النظر مرة بعد مرة في الكثير من القصص المسرودة عن زايد، وفي المكان الإماراتي أيضاً. ولأن الوطن لا يحضر بغير زايد، كان لا بد من رسم تلك الشخصية المحبوبة بعيون المحبين، ولم تكن الريشة سوى حكايات صغيرة، يوميات عاشتها الكاتبة أو عاشها من حولها مع زايد، وهي في مجملها التقاطات مؤثرة، تجيب بعفوية وتلقائية وحميمية عن سؤال: لماذا يحب الناس زايد؟ حكاية «أم أحمد» عن ابنها الذي رحل قبل أن يرسم لوحة زايد، اللوحة التي اختارتها الكاتبة غلافاً للكتاب، ومنها بدأت سردها لقصة الإيمان والوطن والإنسان والحب، حكاية الطفلة التي رفضت أن تغسل يدها حتى لا يزول عنها أثر زايد بعد سلامها عليه، حكاية الطفلة التي احتفى بها زايد وأطعمها بيده تفاحة، هي ألذ تفاحة أكلتها في حياتها، و... و... حكايات كثيرة، لا يتسع المجال لسردها، لكنها في مجملها تعكس أثر زايد في القلوب والأرواح، كما تعكس وفاء المحبين للراحل الباقي أبداً في قلوبهم. في فاتحة الكتاب، لا تقدم أمينة بن عمرو لكتابها فقط، وإنما تختصر متنه كله في هذه الأسئلة: «ما هو الوطن إنْ لم يكن الفرد أساسه؟ ما هو الوطن إذا تجاوز الإنسان وقيمته؟ ألسنا نحن من يصنع الأوطان؟ هكذا علمنا زايد الإنسان.. الوطن ينبض بالإنسان الذي يحيا فيه وقيمة الأماكن تسمو بمن فيها». وتجول في قلب «بنت زايد» لتكتشف أن حدود الإمارات ليست كما هي مرسومة على الخارطة، وأنها اتسعت حتى «تجاوزت كل القارات»، وذلك بفضل زايد الذي رسم حلمه على رمال الأرض، ولم ينس أن يزرعها في قلوب البشر، كما تقول أمينة: «سيأخذك الكتاب بجولة في قلب بنت زايد، تلك الفتاة التي كبرت وهي تسمع زايد وترى خطواته، زايد وإنجازاته، وعاشت وتعيش في كنف حلم زايد الذي تحقق باتحاد دولة الإمارات.. وأحاديث الأهل والجيران والأصدقاء عن زايد تلهج به ألسنتهم (قال زايد.. عمل زايد.. مر زايد علينا.. تفقد زايد.. بناء زايد.. شجع زايد.. أوصى زايد) شربت من نبع زايد ولم ترتو بعد. أراه في كل الأماكن، حتى تلك التي شيدت بعد غيابه، هو موجود فيها، زايد في الهواء والماء والأرض»، متمنية للقارئ «جولة ممتعة في قلبي وفي قلب كل من أحب زايد»... هل نجحت الكاتبة في قول زايد بطريقة مختلفة؟ معرفة الجواب تقتضي حتماً قراءة الكتاب.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©