الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناقد عدنان مدانات: حجم الأفلام العربية الجيدة أكبر من الضعيفة

10 أكتوبر 2009 23:18
وصف الناقد السينمائي المعروف عدنان مدانات الذي يشارك في فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي، المهرجان بأنه «يمثل نمطا جديدا من المهرجانات السينمائية التي تُقام في العالم العربي». وأضاف: «إنه لا يكتفي بعرض تنويعة مهمة من أحدث الأفلام في العالم وخاصة الأفلام العربية أو تلك التي تهُّم العالم العربي بل يقدم أيضا بالإضافة إلى عروض المهرجان ذلك الجانب الاقتصادي الإنتاجي فبات من وظائف المهرجان أن يشجع على دعم إنتاج مشاريع أفلام سينمائية لمخرجين شبّان يتقدمون بمشاريع أفلامهم فتناقش ضمن ورشات تؤهلهم للحصول على دعم مالي كبير يساعد على إنتاجها لاحقا». وقال أيضا: «ومن خلال هذا المهرجان والورش التي تقام فيه تتاح الفرصة للسينمائيين للتعارف إلى بعضهم البعض وإقامة الصلات مع منتجين وشركات إنتاج عالمية، بمعنى أنه إذا كانت المهرجانات السينمائية السابقة تركز على عرض أفلام وعلى الجانب الثقافي فإن هذا المهرجان يجمع ما بين الغاية الإنتاجية والدعم والتعريف بالأفلام». وبصدد الناحية التنظيمية وصف المهرجان بأنه «جيد حتى الآن»، محددا أن «المهم في التنظيم بالنسبة لجمهوره ونقاده هو انتظام عرض الأفلام في مواعيدها المحددة مسبقا وانتظام العلاقة بين الضيوف والفعاليات الأخرى التي جاؤوا من أجلها ثم إقامة الفعاليات المصاحبة وفقا لما أعلن عنه مسبقا ضمن برنامج المهرجان، أي وباختصار، فإن نجاح التنظيم هو أن يحقق المهرجان أهدافه الآنية المعلن عنها ضمن استراتيجيته، وهذا الأمر قد تحقق بحسب ما أرى». وردّ على السؤال: هل يمكن القول إن المهرجان يقدم اتجاها فنيا مختلفا على مستوى الطرح السينمائي؟ بالقول: «من الصعب القول إن المهرجان، وهو لا يزال في دورته الثالثة، قد قدّم أفلاما مؤثرة صنعت اتجاهات مؤثرة في صناعة الفن السينمائي وبالتالي أوجدت اتجاها ما في النقد الموازي له، لأن الأفلام التي تحمل اتجاهات جديدة ذات قيمة إبداعية عالية عادة يصنعها مخرجون مخضرمون كبار من ذوي السمعة الدولية، وفي العادة يذهب هؤلاء بأفلامهم تلك إلى مهرجانات دولية من طراز كان وفينيسيا، لكن ما يهمنا في مهرجان مثل هذا المهرجان هو أننا نرى هنا عددا كبيرا من الأفلام لمخرجين شبان ونفرح كثيرا عندما نعثر من بين هؤلاء المخرجين على منجز إبداعي مصنوع جيدا ويدلّ على موهبة تبشر بتطور لاحق فضلا عن ارتفاع قيمة الأفكار التي يطرحها هذا المنجز». وأكد أنه «من الصعب الحديث الآن عن أفلام مبتكرة جدا من النوع الذي يحتاج إلى عبقرية من نوع خاص أو مخرجين كبار من ذوي الخبرات الكبيرة. وهذا الأمر الذي يتمنى أي ناقد عربي حدوثه لا يمنع من القول إن المستوى العام للمهرجان هو مستوى جيد، أي أن حجم الأفلام الجيدة تقنيا وإبداعيا أكبر من حجم تلك الأخرى الضعيفة. وهذا يبشر بأن المهرجان مقبل على أن يتطور إلى الأعلى من دورة إلى أخرى». ويشغل الناقد عدنان مدانات منصب مسؤول لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية في العاصمة الأردنية منذ عشرين عاما، فقال بدء عنها: «إن المؤسسة ربما تكون أول مؤسسة ثقافية خاصة وغير ربحية في المنطقة خدمة لأهداف علمية وثقافية». وأضاف: «لقد بدأنا بتقديم العروض السينمائية للجمهور الأردني منذ عشرين عاما تضمنت عروضا أسبوعية للأفلام في صالة عرض خاصة في المؤسسة وقد أدى نجاحها المستمر إلى أن تتحول إلى ما يشبه النادي السينمائي، في حين أغلقت النوادي السينمائية أبوابها في العالم العربي كله». وأشار صاحب «أزمة السينما العربية « المطبوع في القاهرة و»تحوّلات السينما العربية» الصادر مؤخرا عن المؤسسة العامة للسينما في دمشق، إلى أن قسم السينما يقوم بتنظيم أسابيع سينمائية متخصصة عدة مرّات في العام، فأقمنا أسابيع لعدد من «السينمات» العربية مثل التونسية والسورية واللبنانية والمغربية وغيرها، وأسابيع لسينمات أجنبية مثل السينما الكورية والصينية حيث يسعى قسم السينما لتطوير هذا النشاط ولتقديم تلك الأنواع من السينما التي من الصعب للجمهور الأردني الحصول عليها في العادة. وذلك كله فضلا عن إقامة مهرجان العربي الفرنسي بالتعاون مع السفارة الفرنسية. إن الهدف من هذه الأنشطة جميعا هو هدف تعريفي بفن السينما بوصفه فنا ذا قيمة فنية وفكرية عالية وبأنها فن ينتمي إلى كل أنحاء العالم. لكن هل ترك الحراك السينمائي أثرا اجتماعيا ما؟ ردّ مدانات على هذا السؤال بالقول: «هناك إقبال متزايد من محبي السينما على حضور هذه الأفلام وخاصة العروض الأسبوعية، وهناك باستمرار رواد جدد على هذا النشاط، الذي يقدم أفلاما غير تجارية أو جماهيرية بل أحيانا تكون الأفلام صعبة وعويصة وتحتاج إلى مقدرة خاصة على متابعتها وهذا دليل على نجاح التجربة ودليل على حاجة الناس إلى مشاهدة أعمال فنية حقيقية». وعن جديده النقدي قال مدانات: إنه مازال يتابع الكتابة الأسبوعية في مجال النقد السينمائي بالإضافة إلى البعض من الأبحاث التي يكتبها في هذه الدورية العربية أو تلك، دون أن يكون هناك كتاب في الوقت الراهن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©