الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام عالمية صورت في ورزازات المغربية

أفلام عالمية صورت في ورزازات المغربية
10 أكتوبر 2009 23:17
تعتبر مدينة ورزازات الواقعة في الجنوب المغربي (تبعد عن الرباط 522 كيلومترا) جنة المخرجين العالميين المفقودة والنائمة بين الجبال والواحات، فهي اليوم مركزا من مراكز التصوير السينمائي التي تغري كبار المخرجين والمنتجين من مختلف أنحاء العالم، وتستقطب كل سنة العشرات منهم يأتون إليها من كل حدب وصوب لتصوير مشاهد أفلام ضخمة تصرف عليها ملايين الدولارات، وتشغّل الآلاف من أبناء هذه المدينة في ادوار «الكومبارس» والمهن الأخرى المرتبطة بالسينما وعالمها السحري. قبل أكثر قرن من الزمن حج إلى ورزازات المخرج الفرنسي الشهير لويس لوميير حيث صور هناك أحد أجمل كلاسيكيات السينما الفرنسية وهو فيلم «راعي الماعز المغربي» وكان ذلك سنة 1897، وبعد سنوات قليلة أي في سنة 1922 سيحمل المخرج لوتنز مورا عتاده البسيط ليصور في صحاري ورزازات وقصورها وقصباتها العريقة فيلمه «دماء»، كما عرفت ورزازات تصوير أعمال سينمائية أخرى نذكر منها شريط حمل اسم «إن شاء الله» وهو من إخراج فرانز توسان، كما صور فيها خلال سنة 1927 شريط المخرج الألماني جيمس بوبر الذي يحمل اسم «عندما تعود اسراب السنونو إلى أعشاشها». وبعد الأفلام السينمائية الفرنسية والألمانية يحط الرحال بهذه المدينة الصغيرة المخرج العالمي الراحل جوزيف فون ستينبريغ لتصوير رائعته الخالدة «المغرب» (1930)، وكان هذا الشريط من روائع الكلاسيكيات العالمية وقد مثلت في أدوار البطولة في هذا العمل الممثلة الشهيرة مارلين ديتريش والممثل المعروف والوسيم غاري كوبر. ورزازات بأمكنتها الأسطورية وباستوديوهاتها الشاسعة وفضاءاتها الصحراوية الممتدة وقصرها الأثري «قصر آيت بن حدو» الذي يعتبر معلمة أثرية خالدة اعتبرتها اليونسيكو منذ 1987 تراثا انسانيا خالدا ليست بمكان مجهول لدى المخرجين والممثلين من مختلف أنحاء العالم من طينة ألفريد هيتشكوك، وشين كونريي وعمر الشريف، وسيرجيو ليوني، وأنطوني كوين، وبيرتيلوتشي، وجون هوستون، وإزابيل أدجاي، ومارتن سكورسيزي، وأنا كارينا، ودافيد لين، وريدلي سكوت، وأنجيلينا جولي، وبراد بيت، ومونيكا بيلوتشي، وليوناردو دي كابريو وغير هؤلاء من مشاهير السينما في العالم. يمكن لزائر ورزازات واستوديوهاتها الممتدة على مساحات شاسعة أن يرى عن قرب ديكورات أفلام عظيمة صورت هناك، ومن بين تلك الأفلام: «مملكة الجنة» للمخرج العالمي الشهير ريدلي سكوت، وأفلام أخرى منها: «غلادياتور» و»الأربعين لصا» و»أوسريكس وأبوليكس» و»مهمة كليباترا» و»جوهرة النيل» الذي مثل في بطولته الممثل العالمي الشهير مايكل دوجلاس، والذي شهد تصوير السلسلة العالمية الشهيرة «التوراة»، كما نجد في ورزازات واستوديوهاتها بقايا ديوكورات استعملت لتصوير مشاهد من أعمال عدد من كبار المخرجين العالميين أمثال: مارتن سكورسيزي وريدلي سكوت واوليفر ستون. سبق للمخرج الإيطالي الشهير برنارد بيرتولتشي الذي أخرج فيلم «شاي في الصحراء» المقتبس من رواية الكاتب الأمريكي بوول بولز، عاشق مدينة طنجة التي قضى فيها العقود الطويلة حتى توفي فيها، أن قال «هذا المكان رائع إلى حد أنه يعطيك شعورا لامتناهيا بالفرح، وكأنه نشوة من الصفاء الروحي الذي تستشعره، لكنني أعلم جيدا أني لن أصل إلى نصف هذه الأبعاد الجمالية حين كنت أصور الفيلم. وهذا يؤلمني كثيرا، لكني أعود لأقول لكم إن السعادة واللذة الروحيتين التي يمنحهما لي هذا الفضاء الخلاب ستتغلب على معاناتي وآلامي». وتبقى مدينة ورزازات قبلة عمالقة السينما، فهي تمنحهم الأماكن الأسطورية والهدوء الشاعري وتحتضنهم في القصبات الأثرية وواحات النخيل الممتدة، كما تمنحهم شمسها المشرقة على مدار السنة إنارة طبيعية لن تصنعها لهم احدث تقنيات الإنارة. أما ناسها البسطاء وشبابها العاطل فينتظرون في المقاهي البسيطة وصول مخرج أمريكي أو بريطاني ليستعين بهم في ادوار «الكومبارس» بدولارات قليلة. في ورزازات، المدينة الخلابة التي ترتفع عن سطح البحر بـ 1136 مترا، ستجد نفسك في هوليوود أخرى حيث الطبيعة الخلابة والقصور والقصبات والواحات الممتدة، وكل هذا يغري كبار المخرجين من مختلف أنحاء العالم. ففي واحات سكورة وقصر آيت بنحدو وقصبات «تمغرط» ومنطقة «تاوريرت» ووادي درعة تشعر كأنك تعود إلى الزمن الغابر، زمن الحروب الرومانية، وزمن الحضارات الخالدة كالحضارة المصرية والرومانية والصينية وغيرها. في ورزازات ستجد نفسك في أهرامات مصر، أو في مدينة القدس خلال الحروب الصليبية، وكل هذا يجسده الديكور الذي تحتفظ به استوديوهات ورزازات. هنا يمكن أن نرى عن قرب أين صور شريط «لورنس العرب» أو «الإسكندر العظيم» أو «مملكة الجنة» أو فيلم «شاي في الصحراء». في ورزازات يمكنك أن تلتقي بأناس بسطاء شاركوا في أعمال سينمائية ضخمة جلبت الملايين من الدولارات لأصحابها، في المقاهي الشعبية ستجد من مثلوا في ادوار الكومبارس، أدوا أدوارهم البسيطة إلى جانب براد بيت وليوناردو دي كابريو او مع أبطال أفلام عالمية كـ «غلادياتور» و»مملكة الجنة» و»شاي في الصحراء» و»بابل». في وارزازات يمكنك أن تلتقي بأناس بسطاء احتسوا أكواب الشاي المغربي المنعنع مع ليوناردو دي كابريو أو مع أنجلينا جولي أو إيزابيل أدجاني أو عمر الشريف. في وارزازات لا يمكن للمرء إلا أن يكون شاعرا أو روائيا أو ممثلا سينمائيا أو مجنونا طار عقله لأنه لم يعرف كيف يزاوج بين حقيقة المدينة الفقيرة والخيال الذي يصنعه سحر السينما. في مدينة ورزازات أو كما يسميها البعض هوليوود المغرب تتواجد أستوديوهات ضخمة من بينها أستوديو «كان زمان» ويمتد على مساحة شاسعة، وقد جهز بأحدث التقنيات، ويضم معهدا لتكوين التقنيين والفنيين في مجال السينما، وأستوديوهات أخرى. صرح لنا أحد أبناء مدينة ورزازات، والذي عمل كـ»كومبارس» في عدد كبير من الأعمال السينمائية العالمية قائلا: «وارزازات المدينة التي تتميز بهدوئها وواحاتها وقصورها وقصباتها، ويميزها التنوع الجغرافي، وكل هذا يحقق الشهرة للمغرب ولورزازات ولاستوديوهاتها ويجلب عشرات الآلاف من السياح من مختلف أنحاء العالم لفنادقها، كما أن صناعة السينما في هذه المدينة تخلق مناصب الشغل لأزيد من 150 ألف من ساكنة المدينة الذين يعملون في ادوار الكومبارس والمهن الأخرى المتعلقة بصناعة السينما». ومن المنتظر أن تجلب صناعة السينما في ورزازات ملايين الدولارات التي ستستفيد منها ساكنة المدينة، وتجعل من مدينتهم قبلة سياحية عالمية شبيهة بمراكش أو فاس أو طنجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©