الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دولتا السودان تتبادلان اتهامات بهجمات على الحدود

دولتا السودان تتبادلان اتهامات بهجمات على الحدود
2 ابريل 2012
سناء شاهين، وكالات (الخرطوم، أديس أبابا) - جددت دولتا السودان تبادل الاتهامات أمس بشأن هجمات في مناطق ملتهبة على حدودهما المشتركة بينما ظلت المفاوضات الجارية بين وفديهما في أديس ابابا تراوح مكانها. فقد بلغت الاستعدادات العسكرية ذروتها في أوساط الجيش السوداني بولاية جنوب كردفان، لصد هجوم قالت الخرطوم إن جيش جنوب السودان يحشد قواته لشنه بالتحالف مع متمردي “الجبهة الثورية” على منطقة هجليج النفطية، عقب هجوم سابق نفذته الأسبوع الماضي هذه القوات على المنطقة نفسها، ما أفضى إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد من الجانبين. وفضلاً عن ذلك، أكد الجيش السوداني أنه يرصد عن كثب حشوداً كبيرة لجيش جنوب السودان على تخوم ولاية النيل الأزرق، كما لا يزال الخوف والترقب سيدي الموقف في أوساط المدنيين بمنطقة تلودي في ولاية جنوب كردفان التي شهدت معارك ضارية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب في هذه الولاية في سبتمبر الماضي. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، إن القوات المسلحة السودانية “تتحسب لهجوم جديد يستعد له تحالف المتمردين وجيش جنوب السودان بهدف السيطرة علي منطقة هجليج النفطية”. وأشار إلى أن كتيبة من الفرقة الرابعة من جيش جنوب السودان توغلت داخل الحدود بولاية جنوب كردفان تجاه مدينة تلودي. وقال “إن هذا التعدي يظهر النوايا السيئة لدولة الجنوب تجاه السودان”. وأكد الناطق استحالة توسع دائرة القتال لتشمل العاصمة الخرطوم ، وقال في تصريحات لبرنامج بتلفزيون السودان أمس الأول “إن الخرطوم حصن منيع يستحيل على المتمردين استهدافه”، مشيراً إلى أن الوصول إلى تخوم العاصمة السودانية “يحتاج إلى عمل عسكري كثيف ومعقد يفوق قدرات المتمردين وأعوانهم”. وأعلنت جوبا الاثنين أنها سيطرت على منطقة هجليج من الجانب السوداني. لكن الخرطوم أكدت في اليوم التالي أنها استعادتها. وفي أجواء من التصعيد العسكري المثير للقلق بين الدولتين، أرسلت الخرطوم الأربعاء وزير النفط عوض أحمد الجاز إلى هجليج التي تضم حقلاً نفطياً مهماً تتنازعه دولتا الشمال والجنوب. وتقع مدينة هجليج التي تحيط بها آبار نفطية عديدة على بعد 15 كلم عن جنوب السودان. وحقل هجليج مهم للاقتصاد السوداني لأنه ينتج نحو نصف إنتاج البلاد من النفط والذي يبلغ 115 ألف برميل يومياً. ومنحت محكمة التحكيم الدائم هذا الحقل للسودان عام 2009 ولكن بعض المسؤولين الجنوبيين يطالبون به. من جانبهم، قال المتمردون إن معارك عنيفة تدور للسيطرة على مدينة تلودي القريبة من الحدود المتنازع عليها مع جنوب السودان. لكنهم نفوا تلقي دعم من جنوب السودان، معتبرين أن اتهامات الجيش السوداني ما هي إلا ذريعة لعدم المضي قدماً في المحادثات المقررة في أديس أبابا بإثيوبيا. وتحدث ارنو نغوتولو لودي من (الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال) لوكالة فرانس برس عن “مواجهات عنيفة داخل تلودي”، واتهم الجيش السوداني “بالدعاية الحربية”. وقال لودي إن القوات السودانية كانت مدعومة من سلاح الجو. وأضاف “نستخدم مدفعية عادية استولينا عليها منهم، ومدفعيات هاون ودبابات”، مشيراً إلى أن المعلومات عن دعم من الجنوب “خاطئة”. وتابع أن “الزمن سيكشف من ربح معركة تلودي”، لكنه أوضح أن المتمردين لم يسيطروا على المدينة بعد. وتلودي هي ثالث مدينة في جنوب كردفان وتبعد حوالى خمسين كيلومتراً عن الحدود المتنازع عليها مع الجنوب. وتأتي هذه التطورات في وقت يحاول الجانبان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تجاوز خنادق القتال ورسم خريطة طريق جديدة تمهد الأجواء لاجتماعات الآلية السياسية والعسكرية المنعقدة في أديس أبابا للوصول إلى نتائج تعيد الاستقرار والأمن في البلدين برعاية ودعم الوساطة الأفريقية. واجتمع الوفدان أمس بحضور الوسيط الأفريقي، للتحضير لاجتماعات الآلية الأفريقية، بغرض تهيئة أرضية التفاوض بين الخرطوم وجوبا، واحتج وفد جنوب السودان على ما أسماه تقليص وفد السودان للمفاوضات. وانتقد كبير مفاوضي جنوب السودان، باقان أموم، في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع الوفدين أمس، عدم حضور وزيري الخارجية والدفاع السودانيين بجانب عدم حضور رئيس هيئة الدفاع السوداني، واصفاً الخطوة بالسلبية وتعكس تراجعاً في موقف الحكومة السودانية. وقال باقان إن موقف حكومة بلاده ثابت من قضية السلام والتفاوض، وجدد رغبة بلاده في التوصل لاتفاقيات مع السودان. وأضاف: “نحن هنا نحاول احلال السلام، لكن حكومة السودان تشن حربا على جنوب السودان” مؤكدا أن “حكومة السودان تقصفنا في هذا الوقت الذي أتحدث فيه إليكم” مشيرا إلى قصف جديد استهدف أمس مدينتي مانغا وبناكواش في ولاية الوحدة حيث اندلعت المعارك الاثنين. وقال إن المفاوضات علقت بعد أن اتهم السودان جنوب السودان باجتياح أراضيه مؤكدا أن ذلك “غير صحيح على الإطلاق”. وأضاف المفاوض أن السودان ينوي شن هجمات جديدة على طول الحدود المتنازع عليها بين البلدين. وقال إن الخرطوم “تخطط لاجتياح وشيك في ولاية الوحدة” موضحا أن جنوب السودان سيمارس، إذا اقتضى الأمر، حقه المشروع في الدفاع عن النفس وان “من حق حكومة جنوب السودان أن تدافع عن نفسها”. وقدم الوفد السوداني إلى رئيس الآلية المشتركة الأفريقية؛ ثامبو أمبيكي، تقريراً بشأن اعتداءات جنوب السودان وحشد قوات الجيش الشعبي لمهاجمة هجليج وقصف منطقة تلودي الأمر الذي يمثل عائقاً أمام المفاوضات بين البلدين. وقال وزير الداخلية السوداني؛ المهندس إبراهيم محمود حامد في تصريح من أديس أبابا: “نقلنا لأمبيكي أن اعتداءات الجيش الشعبي وهجومه على هجليج والاعتداء على تلودي واشتراك الفرقة الرابعة للجيش الشعبي في عمليات لصالح المتمردين تجعل من المستحيل الاستمرار في التفاهمات”. من جهة أخرى التقى الوفد الحكومي المفاوض رئيس الوزراء الأثيوبي؛ ملس زيناوي، وقدم تقريراً عن اعتداءات جوبا الأخيرة على منطقتي هجليج وتلودي. وفي الخرطوم ، قال السفير العبيد مروح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية أنه تم الاتفاق خلال المحادثات أمس على أن يقدم كل طرف رؤيته ومقترحاته لكيفية إحداث التهدئة وتقديمها للاجتماع الذي يعقد اليوم الاثنين. وقال العبيد “انعقد اليوم (أمس) بأديس أبابا أول اجتماع مباشر بين الجانبين بحضور أمبيكي حيث اتفق الجانبان على نقل الحوار المباشر من اللجنة الفرعية إلى اللجنة الرئيسية “.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©