الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إسماعيل الرفاعي يمزج الألوان الهادئة بالتكوينات الغريبة

إسماعيل الرفاعي يمزج الألوان الهادئة بالتكوينات الغريبة
4 أغسطس 2008 02:04
افتتح في غاليري توتال آرتس في دبي مساء أمس الأول معرض الفنان السوري إسماعيل الرفاعي، الذي عرض عشرة من أعماله التي تشكل نقلة نوعية في تجربته وخطوة جديدة لقراءة المكان والوجوه، معتمدة على التجريد في بعض ملامحها، كونها تجربة لا تعرف التوقف عند نقطة محددة· لوحات تجسد رؤى الفنان تجاه موضوعات مختلفة، المرأة والرجل وعلاقتهما السحرية أو القادمة من المخيلة، حيث الطاقات المدمرة للبشر، والصياغة الجديدة للعلاقات البشرية، وللكائنات وحضورها في حياتنا بشكل عام· تحضر عند الرفاعي المواد المختلفة من الألوان الزيتية والأكريليك، وتختلط الكائنات في علاقات متعددة، سواء كان الكائن حيواناً أو إنساناً، أو رجلاً أم امرأة، أو كائناً واقعياً أم خرافياً أسطورياً· كشف المعرض عن عوالم ورؤى تحاول التعبير عن نفسها، بالألوان والتكوينات الغريبة، ضمن تداخلات تنطوي على قدر من الحوارية بين العناصر التي تخلق توازنات معينة قائمة على الكتلة واللون، وكأننا أما تجربة لونية يتراجع فيها الصخب الذي كنا نشاهده في أعمال أخرى· يبدو هدوء الألوان هو المهيمن، مما يعطي شعوراً بالسكينة، بما يعني بالنسبة للفنان قدراً من السيطرة على الموضوع وتشكيل اللون واختمار التجربة اللونية والرؤيوية، دون أن يكون في ذلك إلغاء للشحنة العاطفية التي تنطلق منها التجربة التشكيلية كلها· كائنات الرفاعي قادمة من مخيلة تحتشد بذكريات الزمان والمكان، الا انه يلعب بها بما يلائم المشاعر والأحاسيس التي ترافق إنتاج العمل، ويبدو الفنان هنا مسكوناً بعوالم تجمع بين الذاكرة والتخييل والرغبة في التنفيس عن رؤاه في عالم القسوة والغربة التي يعيشها، فهو- كما يقول- يرسم ليواجه عالم الغربة والاغتراب الذي يحيط بالبشر اليوم، لذلك فهو مضطر أن يلجأ إلى الخيال وعالم الطفولة لمواجهة التشوهات والخراب والانهيارات· حضور طاغ للمرأة، بالقناع أو من دونه، الا أنه ثابت، بينما يظهر حضور الرجل متحولاً وعارياً من الأقنعة، وكأن ثمة بؤرة للتوتر يريد الفنان خلقها في عمله، كما أن هذا الحضور المتعدد والمختلف يشكل رؤية للعالم وموقفاً منه في آن، حيث المبالغات الشبقية ومحاولات أسطرة بعض الكائنات البشرية والحيوانية، والخروج بها من طبيعتها الأساسية· تجربة جديدة يخرج فيها الفنان من عوالمه المكانية والطفولية، ويذهب باتجاه رؤية جديدة تقوم على مواجهة لونية وتكوينية مبهرة، يعتمد فيها على الألوان الدافئة التي تمنح شعوراً بالعمق والهدوء اللذين يشعان من اللوحة· وهو في هذه التكوينات يجمع بين أعضاء بشرية وأخرى حيوانية في كيان واحد، فهنا نجد رجلاً برأس حيوان، أو حيواناً برأس إنسان، تعبيراً عما يجري في الكون من تغريب لكل شيء· إسماعيل الرفاعي منسق الإعلام العربي في بينالي الشارقة، ذو تجربة ممتدة ومتميزة، سواء من خلال مشاركاته المحلية والعربية والدولية، أو من خلال الجوائز التي حصل عليها، فهو صاحب تجربة مهمة في التشكيلين السوري والعربي· شارك في المعارض السنوية لفناني سوريا في المتحف الوطني، وفي معارض نقابة الفنانين في صالة الشعب في دمشق، كما ساهم في بينالي بنجلاديش ـ دكا ـ ،2003 وفي المعرض السنوي العام لرواق الشارقة للفنون ،2004 وفي البينالي الثالث للفنون المعاصرة ـ طهران ،2004 والمعرض السنوي العام لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية ·2005 وفاز بجائزة نقيب الفنون الجميلة بسوريا ،2002 وبجائزة اللوحة المتميزة برواق الشارقة للفنون وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية 2004.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©