الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«جيلي» الصينية تنافس «لادا» في الأسواق الكوبية

«جيلي» الصينية تنافس «لادا» في الأسواق الكوبية
10 أكتوبر 2009 22:53
ظلت السيارة البسيطة «لادا» الروسية طيلة ثلاثة عقود السيارة المفضلة لدى المسؤولين الكوبيين، غير أن الوضع تغير بقدوم السيارة الصينية «جيلي»، حيث بدأ المسؤولون الكوبيون وضباط الشرطة يتخلون عن «لادا»، المعروفة بصعوبة آلية توجيهها اليدوية، باستخدام «جيلي» الصينية ذات الآليات الهيدروليكية السهلة الناعمة، وفي نفس الوقت فإن هذه السيارة ترمز الى تحالف هافانا الجديد مع بكين. وترسخ الصين ( ثاني أكبر شريك تجاري مع كوبا بعد فنزويلا)، قدرتها على سرعة الاختراق والهيمنة على الأسواق في كافة أنحاء العالم بكثير من منتجاتها. غير أن الكوبيين يقولون إن عشقهم للسيارة «لادا» سيبقيها في الشوارع الكوبية. ويقول ديفيد بينيا (39 عاماً) ميكانيكي السيارات الذي أسس مؤخراً النادي الكوبي للسيارات الروسية: «لا أعتقد أنه سيكون من السهل الاستغناء عن لادا، فهذه السيارة أشبه ما يكون بأحد أفراد أسرتنا». وتشتهر كوبا بالسيارات الأميركية العتيقة التي تجوب شوارعها التي ترمز الى كوبا ما قبل الثورة وتجسد مهارة أهل الجزيرة وقدراتهم الإبداعية. غير أن السيارة «لادا» فاقت السيارات الأميركية عدداً حيث يقدر عددها في كوبا بنحو 100.000 سيارة مقارنة مع 60.000 سيارة أميركية عتيقة. أما السيارة «جيلي» المرتكز تصميمها على تصميم «دايو» والتي تبلغ سعة محركها المرخص من «تويوتا موتور» 1.5 لتر (أو 0.4 جالون) فقد بدأ ظهورها يتزايد في شوارع هافانا، وهي في الواقع تتميز بشكل انسيابي عصري ومجهزة بمكيف هواء ونوافذ كهربية ومشغل اسطوانات سي دي. ولم تظهر السيارات الصينية إلا بأعداد قليلة جداً في شوارع هافانا، إلا أنه من المتوقع أن تنتشر بالتوازي مع تنامي العلاقة الاقتصادية بين الصين وكوبا واهتمام بكين بترسيخ مصالحها التجارية في الجزيرة.وصدرت الصين أكثر من 1500 سيارة «جيلي» الى كوبا هذا العام لغاية شهر يونيو بحسب صحيفة «ميامي هيرالد» الكوبية. وتواجه «جيلي» منافسة صعبة مع السيارة «لادا» المتواضعة الخالية من البهرجة والتي أضحت محفورة في قلب الكوبيين سواء لفائدتها أو تواجدها وتحملها. وأحد مظاهر تشبث الكوبيين بالسيارة «لادا» هو تجمع العشرات المتعصبين المتمسكين بالسيارة لادا شهرياً في ساحة لينين على مشارف هافانا لاستعراض سياراتهم لادا والتحدث عنها. وكان الاتحاد السوفييتي السابق قد طوى كوبا تحت جناحه عام 1961 عقب مرور سنتين على تولي فيدل كاسترو السلطة ولغاية تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 كان يمطر الحكومة الكوبية بالمساعدات والبضائع ومن ضمنها سيارات «لادا». ومنذ وصولها في سبعينات القرن الماضي اتسمت «لادا» بالتقشف والتواضع لدرجة أنه لم يكن لعجلاتها غطاء وهو ما يناسب كوبا آنذاك. وكانت رخيصة السعر واكتسبت شهرة المتانة وسهولة تصليحها إذا عطلت. وهناك من يشكك ويقول إن «جيلي» الجديدة وإن كانت أزهى وأبهى لكنها ليست في صرامة وقوة «لادا» وإنها لن تتحمل مشقة شوارع كوبا المليئة بالحفر. ويقولون إن الزمن وحده كفيل بإثبات ذلك. ويعد اقتناء سيارة في بلاد مثل كوبا شيئاً عزيزاً وغير يسير، وفي ظل الحكومة الشيوعية فإن أي شخص يريد شراء سيارة يلزمه الحصول على موافقة رسمية وفي معظم الأحيان حتى وإن اشتريت تظل ملكاً للحكومة. ولا يملك سيارات غير أولئك الذين منحوا حق شراء سيارة مقابل إنجازات سياسية أو شخصية. ويعبر الكوبيون عن حبهم لسيارات «لادا» من خلال استعراض ملكاتهم الابتكارية، فالبعض غطى لوحة العدادات بخشب قيم والبعض الآخر ركب لها محركات قوية مع كربريتور مقوى أو حتى عن طريق إعادة اختراع التصميم السوفييتي الأصلي من خلال لحام سياراتين معاً لتشكيل ليموزين. ويقول مانويل أريس نائب رئيس نادي السيارات الروسي: «تشتكي زوجاتنا كثيراً لأننا نخصص وقتاً طويلاً جداً ونقوداً كثيرة لسياراتنا لادا». «عن انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©