الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية تنتهي بـ «حرب كلامية»

حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية تنتهي بـ «حرب كلامية»
14 ابريل 2014 00:20
انتهت أمس حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر بعد أن وصلت حرب كلامية نادرة الحدة ذروتها، حيث اتهم الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة أكبر خصومه علي بن فليس «بالإرهاب»، بينما واصل هذا الأخير التنديد بمخاطر التزوير، متهماً خصمه، ضمناً، بـ«المحسوبية». والجزائريون مدعوون إلى مراكز الاقتراع الخميس لاختيار رئيس في انتخابات تبدو محسومة سلفاً ويعتبر فيها بوتفليقة الأوفر حظاً للفوز فيها رغم مشاكله الصحية التي حرمته من القيام بالحملة بنفسه. واختتم موفدو الرئيس الذين منعهم معارضو ولاية رابعة لبوتفليقة أحياناً من الكلام، حملته الانتخابية في إحدى قاعات المجمع الرياضي محمد بوضياف غرب العاصمة التي زينت بالمناسبة بالأخضر والأبيض والأحمر، ألوان العلم الجزائري، وأشادوا بـ«المعجزة» التي حققها بطلهم الذي «أخرج الجزائري من الظلمات إلى النور». وباستخدام الإيحاءات الدينية نفسها وأمام عدد كبير من أئمة المساجد، طلب سلال من الجزائريين أن «يؤدوا الأمانة كما أمرهم الله» يوم 17 أبريل. ولم يكن ينقص سوى بوتفليقة ليكتمل المشهد، لقد حضروا كلهم، عبد القادر بن صالح والعربي ولد خليفة رئيسا غرفتي البرلمان وعمار غول وعمارة بن يونس الوزيران في الحكومة الحالية، بالإضافة إلى الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم، والأمين العام لاتحاد العمال، النقابة المقربة من الحكومة، والجمعيات الطلابية والنسوية ومنظمات رجال الأعمال. ولملء الفراغ الذي تركه بوتفليقة الغائب عن الحملة الانتخابية، بث المنظمون خطابات قديمة للرئيس المنتهية ولايته. وخرج بوتفليقة الذي غاب عن الحملة الانتخابية التي انطلقت في 23 مارس، مساء أمس الأول عن صمته بلهجة غير معهودة تماماً بمناسبة لقاء مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو. وبصوت ضعيف يكاد يكون همساً، وفق مشاهد عرضها التلفزيون الرسمي، اتهم بوتفليقة بن فليس بالعنف وذهب إلى حد استعمال عبارة «الإرهاب». وقال: «هناك مرشح يوجه تهديدات للولاة والمسؤولين بالحذر على أبنائهم وعائلاتهم في حالة التزوير ماذا يعني هذا، إنه الإرهاب عن طريق التلفزيون». وكان يشير إلى تصريح بهذا الخصوص أدلى به بن فليس للتلفزيون حول مخاطر التزوير. واعتبر بوتفليقة أيضاً أن الحملة الانتخابية «خلت أحياناً من اللياقة». وقال «كانت هناك دعوات للعنف وتصرفات غير لائقة ومنافية للديمقراطية». وفي رد على الوزير الإسباني الذي اعتبر أن هذه الحملة «قاسية»، أجاب بوتفليقة أنها كذلك وأن«هناك مدونة أدبيات لا يجوز الابتعاد عنها». وفي اتصال أجرته وكالة فرانس برس مع حملة بن فليس في وهران (غرب)، لم يشأ المصدر الرد على الفور. وكانت حملة بوتفليقة نددت في بيان بـ«عنف مستغرب» وبـ«خطر كبير» من قبل خصم اتهمه أيضاً بالعنف. واتهمت حملة بوتفليقة أنصار منافسه الرئيسي علي بن فليس بارتكاب أعمال عنف. وقالت إدارة حملة بوتفليقة في بيان إنها أخذت علماً باستمرار السلوك العنيف من جانب أطراف معادين لحسن سير الحملة الانتخابية، محملة «ممثلين لبن فليس» مسؤولية ارتكاب أعمال عنف. وأضافت أن ممثلين لبن فليس هاجموا منظمي لقاءات انتخابية لأنصار بوتفليقة في غرداية (جنوب) وسطيف (شرق) والجزائر ومناطق أخرى في البلاد. كذلك، اتهم أنصار بوتفليقة خصومهم بإشعال حريق داخل مكتب انتخابي وارتكاب «اعتداءات بالسلاح الأبيض وترهيب ناشطين شبان وصحفيين». لكن حملة بن فليس نفت هذه الاتهامات بشدة، وقال لطفي بومغار مدير الحملة «إنها تصريحات تهدف إلى تشويه سمعتنا واتهامات لا أساس لها». وأكد أن بن فليس «سيرد باقتراحات»، معتبراً أن «كل مسيرته السياسية تظهر تمسكه بالاستقرار السياسي للجزائر». من جهته، هاجم علي بن فليس، «أولئك الذين يتجاهلون تطلعات الجزائريين إلى مستقبل أفضل» واتهمهم بـ«الفشل في تقديم اقتراحات فعالة وبناءة تسمح بمعالجة مشاكل البلاد». وقال بن فليس، في تجمع انتخابي بولاية وهران مساء أمس الأول، إن أنصار الرئيس المرشح «يلجؤون إلى الأكاذيب والافتراءات كوسيلة لمواجهة التجمعات الانتخابية التي نشطها»، لافتاً إلى أن مشواره السياسي «يشهد على تصميمه من أجل الحفاظ على السلم والأمن في البلاد». وأكد بن فليس أن الديمقراطية واحترام الحريات هما الضمان لانتخابات ديمقراطية وشفافة، وهو الطريق الوحيد برأيه نحو استقرار البلاد. وكان بن فليس اتهم خصمه بوتفليقة ضمناً بالمحسوبية، وقال خلال حملة قام بها في غرب الجزائر أحد معاقل الرئيس المنتهية ولايته «إذا انتخبت، فلن أجلب إخوتي وأصدقائي إلى الرئاسة». ولقي بن فليس في غليزان التي شهدت مجازر كبيرة في 1998 ومستغانم معقل واحدة من أهم الزوايا، ووهران كبرى مدن الغرب الجزائري، استقبالاً حافلاً وألقى خطبه في قاعات اكتظت بالحضور. وقال بن فليس في وهران إن «زمن السلطة الفرعونية والمستبدة ولى»، معبراً عن أسفه لمجتمع ليس أمام الشباب فيه «سوى الاختيار بين المخدرات والهجرة». وأكد بن فليس أن «دولة مبنية على التزوير والكذب لا يمكن أن تعمل». وعبر عن استغرابه لتمكن بوتفليقة من جمع «أربعة ملايين توقيع خلال 48 ساعة» ليتمكن من الترشح، بينما أمضى هو شخصياً «أكثر من شهر» لجمع 180 ألف توقيع فقط. (الجزائر - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©