سيد الحجار (أبوظبي)
أكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، أهمية الشراكة التي تجمع بين «مصدر» وهيئة كهرباء ومياه دبي، مشيراً إلى أن شراكات من هذا النوع تدعم مساعي الإمارات لتعزيز مكانتها الريادية في مجال الطاقة، إلى جانب المساهمة في تنويع الموارد الاقتصادية.
وتقود «مصدر» الائتلاف الذي تم تشكيله في عام 2016 لتطوير المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في إمارة دبي، الذي يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق استراتيجية الدولة في توسيع الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، نظراً لما لها من آثار إيجابية ملموسة على الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
ويجري تطوير المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية والبالغة قدرتها الإجمالية 800 ميجاواط من قبل شركة «شعاع 2» التي تـأسست بالشراكة بين كل من هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» وشركة «إي دي إف انرجي نوفل».
وتتألف هذه المرحلة من ثلاثة مشاريع، الأول سيتم تدشينه اليوم، في حين من المتوقع الانتهاء من المشروع الثاني بقدرة 300 ميجاواط عام 2019، وسيكون المشروع الثالث بقدرة 300 ميجاواط جاهزاً للتسليم خلال عام 2020.
وأكد الرمحي لـ «الاتحاد»، أهمية هذه المرحلة من بناء المجمع، لاسيما أن المشروع الأول يتألف وحده من 800 ألف من ألواح الطاقة الشمسية المزودة بتقنيات للتكيف مع حركة الشمس، موضحاً أنه باستكمال المرحلة الثالثة من المشروع في عام 2020، ستكون بمثابة أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث ستبلغ طاقتها الإنتاجية 2.5 مليون ميجاواط/&rlm&rlmساعة من الكهرباء سنوياً، بالتوازي مع تفادي إطلاق 1.4 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وكانت هيئة كهرباء ومياه دبي علنت في يونيو 2016، عن فوز الائتلاف الذي تقوده شركة «مصدر» بمناقصة تنفيذ المرحلة الثالثة من مجمع دبي للطاقة الشمسية، وقامت «مصدر» و«إي دي إف انرجي نوفل» بتشكيل فريق العمل المسؤول عن تنفيذ المرحلة الثالثة من المجمع، وذلك بدعم من شركة «آي أل أف للاستشارات الهندسية». وتتولى أعمال الهندسة والشراء والإنشاءات كل من شركة «جرانسولار» ومجموعة «أكسيونا» وشركة «جيللا» الإيطالية.
وسجل الائتلاف الحاصل على تنفيذ المشروع رقماً عالمياً جديداً في مجال تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بعد تقديم أدنى سعر عالمي بلغ 2.99 سنت/&rlm&rlmدولار لكل كيلوواط في الساعة. ويعتبر ذلك نقلة نوعية في قطاع الطاقة المتجددة بعد تجاوز حد الـ 0.03 سنت/&rlm&rlmدولار لكل كيلوواط في الساعة المعمول به.
وتكتسب هذه المرحلة من المجمّع أهمية خاصة من خلال إنتاجها 800 ميجاواط، إذ أنها تشكل بذلك أكبر مشروع من نوعه، إضافة إلى أن السعر التنافسي الذي تم التوصل إليه، يعد إشارةً واضحة على أن تنفيذ المشاريع واسعة النطاق باستخدام التقنيات الحديثة والمبتكرة وذات الجدوى التجارية بما يسهم في خفض تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وبحسب تقرير صادر عن «مصدر» حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، فإن «مصدر» تمتلك مساهمات بارزة في النهوض بقطاع الطاقة المتجددة، وتعزيز ميزته التنافسية على جميع المستويات محلياً وعربياً وعالمياً.
ومنذ عام 2006 استثمرت مصدر في مشاريع الطاقة المتجددة، بقيمة إجمالية تبلغ 8.5 مليار دولار، وتبلغ حصة الشركة من هذا الاستثمار 2.7 مليار دولار.
وتغطي مشاريع مصدر للطاقة المتجددة كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وموريتانيا ومصر والمغرب والمملكة المتحدة وصربيا وإسبانيا وألمانيا والجبل الأسود. ويبلغ إجمالي قدرة الطاقة الكهربائية الناتجة عن تلك المشاريع، والتي منها ما دخل حيز التشغيل ومنها لا يزال قيد التطوير، قرابة 3 جيجاواط.
وكانت هيئة كهرباء ومياه دبي حققت نجاحاً في مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وذلك في إطار تطبيقها لاستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، لتنويع مصادر الطاقة ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في دبي لتصل إلى 25% بحلول عام 2030، وإلى 75% بحلول عام 2050.
وترمي الاستراتيجية التي تتخذ من الابتكار والبحث والتطوير ركيزة أساسية لها إلى استشراف مستقبل قطاع الطاقة بصورة مستمرة، وإعداد الخطط والمبادرات التي من شأنها مواكبة أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية.
عدد اليوم
