الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصة ومعنى

4 يونيو 2017 03:56
كان لرجل كبير في السن ابن بلغ مرحلة الشباب، فأراد والده أن يسعى ابنه للعمل وكسب رزقه ويعتمد على نفسه بدلاً من البقاء في البيت والتسكع في الحي، فأبلغ الأب ابنه بأن يبدأ من الغد بالخروج والعمل، وعند عودته يسلمه إيراد ما كسبه في آخر النهار، وفي الفجر أيقظ الأب ابنه للصلاة والخروج للعمل، واستيقظ الابن وصلى كعادته صلاة الفجر في المسجد مع والده، وبعد الصلاة دعا له الوالد بالتوفيق، وانصرف الابن في اتجاه المدينة وعاد الوالد إلى البيت. وبعد فترة عاد الشاب إلى البيت متسللاً حتى لا يراه الوالد ونام حتى منتصف النهار، وكانت والدته تحضر له الأكل خلسة إلى غرفته، ويبقى بها حتى نهاية اليوم، ثم يطلب من والدته أن تعطيه مبلغاً ليقدمه لوالده كإيراد كسبه من عمله، ولشفقة الوالدة على ابنها كانت تعطيه المال، وكان والده قد اعتاد الجلوس بالقرب من نافدة مجلسه المطل على النهر مباشرة. تسلم الأب المبلغ الذي قدمه له ابنه، وفتح النافذة ورمى المبلغ في النهر، وعاد إلى جلسته دون أن يقول شيئاً والدهشة واضحة من ملامح ابنه. وفي اليوم الثاني، حدث الشيء نفسه، وتكرر الفعل، وأخد الابن المال من والدته، وقدمه إلى والده، وفعل به كما فعل أول مرة وألقى المال الذي يقدمه ابنه من النافذة، وتكرر سلوك الولد أخذ المال من والدته، وتكرر سلوك الأب. وذات ليلة أخبرت الأم ابنها بأنها لا تملك المال، وكل ما كان لديها أعطته إياه، وأن عليه الخروج لكسب المال حتى لا يغضب أبوه، ولم يجد الشاب حيلة أخرى إلا أن ينفذ ما قالته له والدته، وفي فجر اليوم التالي وكالعادة عندما افترقا هو ووالده وعاد الوالد إلى البيت وذهب الشاب إلى المدينة ودار في أسواقها وحاراتها يبحث عن عمل ولم يجد سوى العمل «حمالاً» وعمل طوال النهار وعاد في نهاية اليوم متعباً، ودخل على والده وسلمه المبلغ، وكالعادة قام الوالد وفتح النافذة ومد يده ليرمي المال، فأسرع الشاب وأمسك يد والده، وعاد الوالد إلى مجلسه وقال لابنه هذا المال من كسبك ومن عرق جبينك لذا لم تسمح برميه، أما الأموال السابقة فلم تكن من كسبك، ولهذا لم تهتم بمصيرها. عيدروس محمد الجنيدي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©