السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هبة القواس: دوري أن أنقل المستمع العربي إلى حالة الجدية

هبة القواس: دوري أن أنقل المستمع العربي إلى حالة الجدية
10 أكتوبر 2009 01:06
هبة القواس، منجز إبداعي أسهم في تأسيس الغرابة في الغناء العربي، هل هي المغنية والموسيقية والمؤلفة العربية الوحيدة في ساحة إبداعية لا يجرؤ أحد أن يدخل إليها سواها؟ من أهم إنجازات هبة القواس أنها أكملت 90 عملاً موسيقياً في إطار التعامل مع الصوت البشري والموسيقى البحتة ومنها «بلوزيز رقم 1» و «اسبريشن رقم 1» و «لحظات في كراكوف» و»وجد» و»أنشودة المطر» و»يانسيم الريح للحلاج». هبة القواس، منجز إبداعي أسهم في تأسيس الغرابة في الغناء العربي، هل هي المغنية والموسيقية والمؤلفة العربية الوحيدة في ساحة إبداعية لا يجرؤ أحد أن يدخل إليها سواها؟ من أهم إنجازات هبة القواس أنها أكملت 90 عملاً موسيقياً في إطار التعامل مع الصوت البشري والموسيقى البحتة ومنها «بلوزيز رقم 1» و «اسبريشن رقم 1» و «لحظات في كراكوف» و»وجد» و»أنشودة المطر» و»يانسيم الريح للحلاج». ولأنها مختلفة، وتناقش الموسيقى بأفكار لم يعهدها حتى المثقف العربي، تراها تطرق موضوعات تمس بنية الثقافة الغربية و عظم الموروث العربي القديم، باحثة في أوراق الأندلسيين والعباسيين والأمويين قبل ألف وخمسمائة عام عن جذور موسيقانا العربية لتقدمها، وقد قدمتها فعلاً للطفل العربي في مناهجنا الدراسية في بيروت وكذلك لمعلميهم في مناهجهم التي لابد أن ترقى بالموسيقى والغناء. حصلت على جوائز عدة وأهمها جائزة مؤلف موسيقي في العالم عام 2000 في مهرجان كراكوف للتأليف الموسيقي المعاصر، ثم اختيرت ضمن أهم 18 مؤلفاً في العالم لافتتاح «ميوزيك باو» في هولندا عام 2005. خلال تواجدها في أروقة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، واستعدادها لتقديم حفل موسيقي في أبوظبي بعد أشهر كان لـ «الاتحاد الثقافي» هذا الحوار مع هبة القواس: ? هل ترى هبة القواس أن منتجها قد حقق مشروعها الإبداعي؟ ?? أجد أن ما أنتجته قد حقق قاعدة إبداعية للمشروع الذي أهدف إليه اليوم، ألا وهو الأوبرا العربية المتكاملة. أنا لحد الآن قدمت الآريا العربية أو ما يمكن تسميته بالأغنية الأوبرالية العربية، ومن ناحية ثانية فقد قدمت أعمالاً سيمفونية بحتة دون صوت وأعمالاً متنوعة من موسيقى الحجرة وصولاً إلى الأوركسترا الفلهارمونية مع الكورال الكبير، ولكن عندما نقول الأوبرا العربية المتكاملة فإنني أقصد أن هذا هو العمل المسرحي الأوبرالي المتكامل، الذي لا يحصل إلا إذا نقلت التجربة التقنية للصوت التي أوجدتها الى أصوات أخرى. إنني الآن في مرحلة تأسيس مؤسسة تتبنى أصواتاً جديدة من العالم العربي في مشروع إبداعي كبير كي أنقل تجربتي وخبرتي في تشكيل تقنية الصوت وحضور الصوت وإصداره إلى الآخرين والتي هي تقنية تعتمد تقنية الأوبرا العالمية ولكنها معدلة تتناسب مع الحرف العربي بكل أبعاده وثقله وصعوبته وجماليته، وكذلك مع تقليد الغناء العربي. الموسيقى العربية ? ألا يحتاج هذا التشكيل الصوتي أو لنقل استقبال هذا النوع من الفن إلى مستمع عربي مثقف بالأصل الغربي لهذه التقنية؟ ?? أنا بحاجة إلى مجتمع ومتلق منفتح لأن الموسيقى العربية الحقيقية عندما أتحدث عن الموسيقى، لا أتكلم عن آخر 100 سنة من الإنتاج العربي، ولكن أرجع إلى الأقدم إلى العصرين الأموي والعباسي حيث يمكن أن نلقط آثار إبداعهم الغنائي والموسيقي من خلال أماكن معينة مثل الأندلس والمغرب العربي وبغداد في ذلك الزمان القديم. نقلت أوروبا علم الصوت وكذلك علم الموسيقى في تلك الفترة عن العرب وبخاصة بالنسبة للصوت عند زرياب والموسيقى عند الفارابي وآخرين، والإنتاج الموسيقي جميعه في ذلك الوقت. إذاً فنحن نمتلك تشكيلاً موسيقياً مفتوحاً وإن ضيق الإعلام العربي في الفترة الماضية المساحات أو الآفاق الموسيقية المفتوحة بحيث احتفى بالموسيقى والغناء الجديد «المصري واللبناني» وفي آخر 10 سنوات وصلنا إلى الموسيقى الاستهلاكية التي ليس لها علاقة بالموسيقى أساساً. من هنا كان لابد أن أقدم دوري ليس على صعيد التأليف والغناء وإنما أمتلك دوراً في نقل حالة المستمع العربي إلى حالة السماع الجاد. اللغة العربية ? إذاً كيف تعاملت مع اللغة العربية وقوانينها الصارمة إلا إذا التجأت إلى الفصحى؟ ?? أنا ألّفت موسيقى أوبرالية باللغة العربية وغنيت أوبرالياً بجميع لغات العالم تقريباً، وأجد أن اللغة العربية هي الأكثر جمالاً وأناقة. وأستطيع أن أضيف إحساسي الخاص بأنني أتلذذ بلغة عربية شفيفة وأنا أغني بها وإن كانت العربية أصعب بإصدار الصوت أوبرالياً بسبب طبيعة الحروف التي تخرج من الحنجرة مثل الحاء والعين، وإن ظلت تقنية الصوت تتطلب أن يصدر الصوت من الخدود والرأس لفتح إمكانيات الصوت. من هنا عملت على إيجاد الوضعية الأنسب لحمل الحرف العربي لمساحات صوتية واسعة وطبقات عالية من دون تشويه مخارج الحروف العربية ومن جهة أخرى من دون كسر الصوت من هذه التقنية يجب ألا تكون تماماً تقنية غربية ولا الحنجرة الشرقية التي تستعمل حالياً فوجدت أن تبسيط الحرف صوتياً من دون تضخيم أو تفخيم أوروبي هو ما يناسبنا ويبقى الحرف سلساً. ومن هنا أقول يمكن استعمال المد الفيبراتو والتنقل بالأبعاد الموسيقية مع إبقاء النفس الشرقي والتقليدي الغنائي وإبقاء العرب والتزيين في آن. وهذا ما ساعدني عليه أنني قد حصلت على جوائز في التجويد القرآني منذ عمر الـ 12 عاماً. ? ألا يعيق هذه النظرية أو لنقل هذا المفهوم العملي تاريخ الفن الأوبرالي الغربي؟ ?? نحن الآن في خطواتنا الأولى في هذا الحقل المعرفي نظرياً وعملياً وليس من ناحية الصوت فقط، وإنما أيضاً من حيث التأليف الموسيقي. أنا كمؤلف موسيقي عندما أتعامل مع النص العربي أتعامل مع الكلمة تقطيعاً ووقعاً وجرساً فيخرج اللحن من قلب هذا التقطيع والجرس. وفي نفس الوقت أغلب الموسيقى التي أكتبها هي من روح عربية وأكيد ولكوني من لبنان أجدها من روح متوسطية، أي بتوسط عرب شرق. من هذا الجانب فإنني أفرق تماماً بين تجربة الأوبرا العربية وبين تجربة الأوبرا بالعربية، فنقل الأوبرا من الغربي إلى العربي ترجمة لأي أوبرا معروفة عالمياً لا يجعل منها عربية لأن النص الموسيقي والفكري الذي كتب الأوبرا هو غير عربي، ولهذا أجد أن النص الغربي يمتلك صفاته الخاصة. أنا لست ضد الترجمة، بل العكس أنا مع كل التنوع، ولكن أنا ضد الاختباء وراء الآخر. من هنا أنا أفتح طريقاً من خلال نقل هذه التجربة للآخر صوتاً وتأليفاً لأنني أؤمن بأنني في بداية الطريق ولابد أن يأتي الآخرون ليكملوا ما بدأته وهذا لا يتحقق إلا من خلال شخصيات تتوالى في المستقبل. إنجاز مدينة ? ما مشروعك المستقبلي؟ ?? لدي في ديسمبر حفل في العيد الوطني للبحرين وأحضر لمشروع كبير لبعد سنتين يعتمد على تاريخنا وتراثنا الماضي. وفي نفس الوقت سيكون لي حفل موسيقي في أبوظبي عام 2010 سوف أعلن عنه قريباً، وفي نهاية نوفمبر أنا بصدد إصدار (سي دي) جديداً بعد أن كان قد صدر الفيلم القصير «نور»، وأنهيت قريباً التسجيل في روما للعمل الجديد «لأني أحيا»: أحبك لأني أحيا في نقطة سماء أنا الطامعة وبالسماء كلها» وهي من قصيدة لندى الحاج ويتضمن القرص المدمج قصائد للشعراء أنس الحاج، الحلاج، عبدالعزيز خوجة، هدى النعماني، وكي لا أخلط بين العملين اللذين سجلتهما واللذان سيترافقان بالظهور فإنني أقول إنني سوف أنجز 4 أعمال في سنة واحدة، وربما هذه تعد سنة إنجاز أتوقع منها الكثير. الآن أنتِ في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبوظبي، كيف تنظرين إلى هذه التظاهرة السينمائية؟ الذي أبصره حقاً أن مدينة أبوظبي وبشكل خاص قد تحولت الى أحد أعمدة الثقافة والركن المهم من أركان الإبداع استقطاباً في العالم العربي. كذلك أرى أن المبدع العربي كما العالمي فإنه يتجه إلى أبوظبي لتحقيق حلم إنجاز أعماله وكأن أبوظبي تأخذ على عاتقها نقل المنطقة معرفياً وإبداعياً إلى أماكن جديدة في عالم الحضارة، وهذا الوعي يحقق إنجاز مدينة جديدة. أنا كإنسان في دهشة أشهد ولادة مدينة جديدة تعي تماماً مركز الثقل لتحقيق هذه المدينة هو بالثقافة والفن، وأنا أحضر افتتاح هذا المهرجان لأول مرة فإنني أتصور أنه سيكون لهذا المهرجان أثر كبير في تطوير السينما العربية وحضور الغرب في العالم العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©