الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألعاب الأطفال.. ترفيه تتهدده مخاطر يدفع فاتورتها الكبار

ألعاب الأطفال.. ترفيه تتهدده مخاطر يدفع فاتورتها الكبار
2 ابريل 2013 23:47
تشكل الألعاب جانباً مهماً في حياة أطفالنا، لما لها من دور مهم في إثراء المخيلة وتنمية التفكير الإبداعي واستقرار الطفل من الناحية النفسية وإشباع ميوله وإضفاء أجواء من المرح والترفيه عليه، كما أن لها أهمية كبيرة في محيط الصغار، خصوصاً أنهم يرون الحياة من منظورها وتؤدي إلى اعتدال أمزجتهم وتجعلهم يمتثلون إلى أوامر الآباء، لكن في ظل ارتفاع أسعار أنواع عديدة من اللعب، يشعر الكثير من الأسر أن أثمانها مُبالغ فيها للغاية، فضلاً عن بعض الشكاوى الفردية المتمثلة في أن معظم الألعاب لا جدوى منها ولا تضيف للطفل شيئاً ولا تحفزه على التعلم والابتكار. ميثاء الخاجة، واحدة من الأمهات التي اعتادت طفلتها اليازية «تسع سنوات»، على تغيير ألعابها، وهي تحب «الدمى» كثيراً، وقد يصل ثمن الواحدة إلى 300 درهم، وفي إحدى المرات أعجبتْ بأشكال مختلفة منها وعادت إلى البيت بثلاث ولم تنم إلا وهم بجانبها، وأصبحت اليازية منذ عام تقريباً تتابع الألعاب على «الآي باد»، ومن ثم تقرر ما تقتنيه، وبالفعل تذهب معي إلى بعض المحال المتخصصة في لعب الأطفال وتفتح وتشير للبائع إلى اللعبة، ومن ثم نعود بها إلى البيت، أما طفلي مايد، فقد أمسك بسيارة كبيرة الحجم، وكان ثمنها 1200 درهماً ورفض صاحب المحل بيعها بأقل من هذا المبلغ، فاضطررت إلى شرائها، لكن المفاجأة أنها تعرضت للتلف بعد يومين، فضلاً عن أنها لم يكن بها أي شيء مفيد. وفي إحدى العطلات التي اصطحبت فيها أطفالها للترفيه عنهم، ذهبت إلى أحد مراكز التسوق، وهناك وجدت متجراً كبيراً لبيع اللعب والهدايا وتجولت مع أطفالها فلمحت صندوقاً مرسوم عليه قلم والبيانات الموضحة عليه تبين أن الطفل بإمكانه أن يضع سن القلم على أحد الحروف الموجودة على الصندوق فينطقها القلم بسهولة. ونظراً لهذه التوضيحات قررت أن تشتري اللعبة التي تتميز بجانب تعليمي رغم ارتفاع ثمنها، وفور العودة إلى البيت، فوجئت أن القلم غير موجود، وهو ما يعني أنه لا فائدة منها، وحين راجعت المتجر رفض استبدلها بأخرى. مشكلة حقيقية والأمر لم يختلف مع حمد العوادلي أب لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وسبعة، حيث ينفق كل شهر مبالغ كبيرة على شراء الألعاب التي يحبها أبناؤه، رغم أن لديهم أجهزة كمبيوتر لوحي ويحمل كل واحد منهم جهاز هاتف ذكي، ويذكر أن ابنه الصغير الذي يبلغ من العمر عامين يهوى ألعاب الطائرات والقطارات. وقد اشترى له لعباً كثيرة من هذه النوعين وبأشكال متعددة، لكن ما لفت نظره هو أن أسعار اللعب زادت في هذه الفترة الأخيرة وأصبحت مبالغ فيها، فضلاً عن أن معظمها لا ينمي لدى الطفل أية مواهب، لكن المشكلة تكمن في إغراء شركات ألعاب الأطفال بحثاً عن الربح المادي. ألعاب ضارة أبناء مي زيد، وهي ربة منزل وأم لأربعة أطفال لم يتجاوزا العاشرة ولديهم شغف كبير بالألعاب المجسمة، ولأن مثل هذه الألعاب محببة إلى الأطفال، فإنها دائماً تلبي رغبات صغارها وتشترى ما يحلو لهم دائماً من لعب، لكن الأمر الذي أزعجها كثيراً أنها اشترت لعبة غالية الثمن، عبارة عن أدوات مطبخ لطفلتها التي لم تتجاوز الست سنوات، وبعد أن قضت الطفلة ليلتها مع مطبخها الصغير تشكل فيه كيفما تشاء نهضت من نومها، وهي تحك جلدها بأظافرها وبشكل هستيري، فذهبت بها على الفور إلى طبيب أمراض جلدية وبعد أن كشف عليها، طلب منها أن تمنع عنها هذه اللعبة، وأخبرها بأن بعض الألعاب تصنع من ألياف صناعية ضارة، ولفت نظرها إلى ضرورة قراءة البطاقة الملصقة على اللعبة، وأن تتحرى شراء الألعاب الصحية التي لا تسبب الأمراض للأطفال. سلوكيات حميدة أما كريمة النعيمي أم لطفلين، فتشعر بالخجل عندما تذهب بأطفالها إلى أسواق الألعاب، حيث إن العديد من الألعاب لا تتماهى مع قيمنا وتقاليدنا، وأنها تضطر أحياناً إلى شراء ألعاب غالية الثمن، حتى تصرف نظر أطفالها بعيداً عن مثل هذه الألعاب التي لا علاقة لها ببيئتنا، وتذكر أنها اشترت لعبة تتحدث عدة لغات لأحد الطفلين بسعر مبالغ فيه وعندما ذهبت إلى البيت وفتحتها وجدتها تخرج أصواتاً مزعجة جداً، وهو ما يؤثر بشكل أو بآخر على حاسة السمع لدى الطفل. اهتمام بمواصفات الألعاب من واقع تجربته في إدارة أكثر من متجر لبيع لعب الأطفال يرى محمد زنزن مدير أحد محال لعب الأطفال في أبوظبي أن هناك فرقاً بين اللعب التي تباع في محال بسيطة لا تهتم بالجودة، وبين المحال التي تضع مواصفات معينة عند عملية الاستيراد، وما من شك في أن اسم الدولة يسهم في ارتفاع ثمن لعبة عن غيرها، ورغم أن أغلب محال لعب الأطفال تستورد من الصين إلا أن هناك درجات متفاوتة بين كل لعبة وأخرى من حيث مواد التصنيع نفسها. ويبين أن كل متجر يختلف عن غيره في طريقة العرض التي تجذب الأطفال وتدفعهم نحو التمسك بلعبة معينة، ويحدث أحياناً في حال كثرة الطلب على نوع معين من الألعاب أن يتم رفع سعره لفترة مؤقتة، وخلال السنوات الطويلة التي عملت فيها في هذا المجال اكتشفت أن الأطفال يحبون الألعاب كبيرة الحجم، وفي الغالب تكون هذه الألعاب غالية الثمن، وهو ما يجعل بعض الآباء يظنون أن أسعار لعب الأطفال في تزايد مستمر، ويؤكد أن مواد الخام التي تصنع منها الألعاب شهدت ارتفاعاً محدوداً خلال العامين الماضين، لكن هذا الارتفاع لم يستغله التجار بصورة سلبية لأن لعب الأطفال سلعة ترفيهية والإقبال عليها نسبي بين الجمهور. دور «حماية المستهلك» أبوظبي (الاتحاد) - حول المواصفات المطلوب مراعاتها في الألعاب، يقول رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك الدكتور جمعة بلال فيروز، إن كل لعبة تتضمن بطاقة ملصقة عليها بشكل واضح، وتبين هوية الجهة المصنعة وتاريخ اللعبة وطريقة عملها وفي حال وجود أية تحذيرات، فإن الجهة المنتجة تكتب هذه التحذيرات حتى يتم تفاديها من قبل المستهلك، أما الألعاب الخطرة، والتي تؤثر على الجلد والتنفس وما يصدر عنها من أخطار عامة، فإننا على الفور نتخذ الإجراءات اللازمة لسحبها من السوق، ومن ثم نعمل على منع استيرادها مرة أخرى. وبالنسبة لدور بعض الجهات المعنية في النظر لشكاوى المواطنين وحماية السوق من ارتفاع الأسعار وضبط أي تلاعب في مواصفات ألعاب الأطفال، يقول إن الجمعية تقوم بحملات توعية، وتتابع الشكاوى التي يتقدم بها المستهلكين. وبالنسبة إلى أنه في حالة الشك في مواصفات لعبة معينة، فإنه يلفت إلى أن الجمعية تتجه إلى السوق للنظر في مكونات هذه اللعبة للتأكد من خلوها من المواد السامة خصوصاً أن بعض الألعاب تسبب الاختناق وبعضها يحتوي على ألوان ضارة، وكما هو معروف، فإن الطفل يتعامل مع لعبته باللمس وتقترب من عينيه ويتحسسها أحياناً بفمه وفي حالة وجود أخطار في بعض الألعاب فإنه من الممكن أن يتعرض الصغار لمشكلات صحية كبيرة. أهمية الألعاب في تنمية المهارات أبوظبي (الاتحاد) - عن أهمية اللعب في حياة الأطفال ومدى قدرة بعض الألعاب على إذكاء روح العلم في نفوس الصغار، يقول أستاذ أصول التربية بالكلية الجامعية للأم والعلوم الإنسانية في عجمان الدكتور علي الدوري دكتوراه في أصول التربية بالكلية الجامعية للأم والعلوم الإنسانية في عجمان: من المفيد أن يبحث الطفل عن لعبته بنفسه وأن يحاول اتخاذ قرار بهذا الشأن، حتى ولو أخطأ في اقتناء اللعبة المناسبة ودور الآباء هنا أن يصححوا الأخطاء، لكن بطريقة تربوية سليمة دون اللجوء إلى العنف الذي يترك آثاراً سيئة للغاية على المدى البعيد ومن الأهمية بمكان أن يدرك الآباء أن الألعاب الحركية لا يمكن أن ينتهي دورها في عالم الطفولة وليس صحيحاً أن الآيباد والأجهزة الذكية هي وحدها القادرة على تمنية مهارات الطفل واتساع إدراكه، وأثبتت دراسات حديثة أن الألعاب الحركية المطابقة للمواصفات العالمية لها قدرة فائقة على تزويد الطفــل بمهـارات أسـاسية في الحياة. ويتابع: هناك ألعاب تراثية من الممكن أن تطلق ملكات الطفل الفكرية وتجعله يتعامل معها بحواسه حتى تشكل جزءاً من عالمه، وربما تتحرك الشركات المحلية إلى صناعة المزيد من هذه الألعاب، والتي لن تكون غالية الثمن ولن تتكسر سريعاً، وفي الوقت نفسه ستكون صحية وآمنة، خصوصاً أنها ستخضع لرقابة محلية قوية وبجهود وطنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©