الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السؤال نصف العلم

18 يوليو 2016 23:23
للسؤال أهمية كبيرة في طلب العلم والتعلم، والسؤال مسؤولية، واشتقت منه المسؤولية، وهو الالتزام والفعل الحتمي.. قيل في المثل: إنما شفاء العي السؤال، وقيل إن الفلسفة هي السؤال، وإن الفيلسوف يُقاس بمعيار سُؤاله عمقاً وشمولاً، ويقال «نصف العلم لا أعرف». بعض الأسئلة توليدية تحفيزية وأصحابها كالسنابل المنحنية الملأى بالعطاء. نحتاج أن نسأل أنفسنا دائماً: لماذا نسأل؟ السؤال هو الاستفهام ويطلب به العلم عن شيء كان مجهولاً، ولكن، هل نسأل للاستفهام الحقيقي أي طلباً للفهم والمعرفة، أم نسأل لمجرد طرح الأسئلة والمشاركة، أم من أجل استعراض قدراتنا وثقافتنا والتباهي بما نملكه من رصيد ثقافي ومعرفي، أم نسأل لإحراج الآخرين وحشرهم واستفزازهم؟.. وإذا استفززنا فهل ذلك لنعرف، أم نستفز لنحرج؟ للسؤال مكانة معتبرة عند العرب ولغتهم، وله العديد من الصيغ اللغوية التي تفيد معناه، سواء كانت بألفاظ السؤال المباشرة، مثل: ماذا، وأين، وكيف، ومتى، وهل، وغيرها، أو بإدخال أحرف السؤال على بداية الكلمة مثل أحرف الهمزة، والمد.. يكون السؤال أحياناً استفهاماً (السؤال الاستفهامي)، وأحياناً موقفاً رافضاً مستنكراً (السؤال الاستنكاري)، وقد يكون استهجاناً (السؤال التعجبي). لابد لكل حديث أو حوار من أسئلة، فالسؤال وسيلة تخاطب وتفاهم وتبادل للأفكار والمصالح، وتوجد له مكانة عظيمة، في القرآن الكريم وفي السنة، وهو نوعان: أحدهما ما كان على وجه التبيين والتعلُّم مما تمس الحاجة إليه فهو مُباح أو مندوب أو مأمور به، والآخر ما كان على طريق التكلف والتعنّت فهو مكروه ومنْهيّ عنه. كما جعل القرآن الكريم السؤال منهجاً في الدعوة، وأسلوباً في امتحان غير المسلمين، بهدف إثبات صدق النبوة وصدق القرآن «واسْألْهُمْ عن القرية التِي كانت حاضرة البحر، إذ يعدون فِي السبتِ، إذْ تأتيهمْ حِيتانُهُمْ يوم سبْتِهِمْ شُرّعا ويوم لا يسْبِتُون لا تأْتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفْسُقُون» ، والسؤال في النهاية مسؤولية يوم القيامة «وإذا الْموْءُودةُ سُئِلتْ» ، «ثم لتُسْألُنّ يوْمئذ عن النّعيم» . إسماعيل حسن - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©