محسن البوشي (العين)
استضاف مجلس محمد أحمد المحمود البلوشي بمنطقة الطوية في العين مساء الجمعة الماضي ندوة بعنوان (الوطنية غريزة فطرية وضرورة شرعية) ضمن مبادرة مجالس الخير التي تنظمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وفي إطار برنامج أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة تحت إشراف وزارة شؤون الرئاسة.
حضر الندوة جمع غفير من المواطنين، وتحدث فيها كل من الدكتور حسن القصبي أحد العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة وضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات.
رحب صاحب المجلس في بداية الندوة بالحضور والمتحدثين، معرباً عن أمله أن تحقق الندوة التي يحمل عنوانها الكثير من الحكم والعبر أهدافها، لافتاً أن موضوع المواطنة مهم جداً لكل مواطن لان المواطنة تحمل معها الكثير من الدلالات نحو ترسيخ مفهوم الولاء والانتماء والعطاء.
وأشار الدكتور القصبي في مستهل محاضرته إلى أن كلمة وطن وإن كانت تتألف من 3 حروف إلا أنها تحمل في مضمونها معاني كبيرة، فالوطن غريزة تتعدى الإنسان إلى غيرة من سائر المخلوقات، فالوطن غريزة جبل عليها الإنسان وقد جسد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة بجلاء عندما هاجر من مكة إلى المدينة حيث كان شديد الشوق والحنين إلى مكة المكرمة التي هاجر منها ويتلهف كثيراً لسماع أخبارها.
وأكد المحاضر أن الإسلام يحث الإنسان المسلم على حفظ ورعاية وطنه دائماً من خلال تفانيه وإخلاصه في عمله.. فالطبيب، المعلم، المهندس، الداعية والعامل وغيرهم مطالبون بالإخلاص والتفاني في أعمالهم، كذلك الأب والأم يستوجب عليهما القيام بواجبهما في تربية وتنشئة الأجيال على الوجه الأكمل.
وتحدث ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة وطني الإمارات مؤكدا أهمية إرساء مفهوم المواطنة الصالحة هذا المفهوم الذي تجاوز حدود الإماراتيين إلى المقيمين على أرض الدولة والذين ينتمون لنحو 200 جنسية في حالة استثنائية ونادرة للتعايش السلمي، وهو ما يؤكده الواقع المعاش بعد أن صارت الإمارات واحة أمن وأمان ينعم بها المواطن والمقيم على حد سواء، فالكل يعرف حدود ما له من حقوق وما عليه من واجبات ويتحلى بروح المسؤولية المجتمعية والإيجابية التي تجعله دوما متفاعلا مشاركا في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع.
وأضاف رئيس مؤسسة وطني الإمارات: إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإمارات علاقة أبوية تلخص هذا المشهد الرائع الذي يتجلى من خلال هذا الالتفاف الكبير بين القيادة والشعب وهو ما جسدته وتجسده المواقف الصعبة والحوادث والأزمات التي تمر بها دولة الإمارات، وآخرها مشاركة الدولة في عاصفة الحزم لإعادة الأمل إلى اليمن، حيث تجلى الالتفاف بين القيادة والشعب في أوضح وأزهى صورة، وهو ما يجسد بدورة روح المواطنة المتأصلة في وجدان أبناء الوطن من خلال هذا الفيض من مشاعر الانتماء والولاء، مشدداً في ختام حديثة، على ضرورة الاطلاع على دستور دولة الإمارات للتعرف أكثر على ما يتضمنه من حريات ويقره من حقوق وواجبات، والاطلاع كذلك على وثيقة قيم وسلوك المواطن الإماراتي التي تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء في دار الاتحاد بما يحمله من رمزية بتاريخ 27 نوفمبر عام 2012 ، والتي حددت مفهوم المواطنة في سبيل تنشئة جيل إماراتي واع بمسؤولياته وواجباته تجاه وطنه وأسرته ومجتمعه، وتضم الوثيقة اهم الخصائص والسلوكيات والقيم والمهارات التي ينبغي ان يتحلى بها المواطن الإماراتي.
وأشاد بالهول في هذا السياق بدعم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لجهود مؤسسة وطني الإمارات ما مكنها من توزيع نحو 250 ألف نسخة من دستور دولة الإمارات العربية المتحدة ووثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي.
عدد اليوم
