الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هل تخشى المجتمعات الفلسفة؟

هل تخشى المجتمعات الفلسفة؟
29 ابريل 2018 01:08
فاطمة عطفة (أبوظبي) تابعت مؤسسة «بحر الثقافة» فعالياتها أول أمس، في جلسة فكرية بعنوان: «فلسفة الجمال: كيف نفكر في الثقافة والفن والطبيعة» شارك فيها د. عائشة الدرمكي من عمان، ود. حسن حماد من مصر، وقدم الضيفين شريف مصطفى بكلمة رد فيها عن سؤال حول الشعرة التي تفصل بين العلم والفلسفة، قائلا: «عندما نطلق قيمة الجمال تكون أرواحنا صافية»، ووجه سؤالا فحواه هل كانت المجتمعات تخشى الفلسفة؟ ردت د. الدرمكي أستاذة علم اللسانيات في الجامعة المفتوحة فرع عمان، قائلة: المجتمعات لا تخشى الفلسفة بمعناها العام، وإنما تعيش المجتمعات حالة من الفلسفة، والفلسفة نمط حياة وليست هي قاعدة علمية لأن كل شيء ينظر له في الحياة من خلال طبيعة الانسجام والتغير والتلاؤم، بمعنى أن الحياة هي طالعة من الفلسفة، وبالتالي لا يمكن أن نعيش بدون فلسفة، لا يمكن أن نعيش من دون أن يكون لنا القدرة على فهم الأمور والمتغيرات، سواء في ما يستجد منها أو ما نفتقدها، وبهذا نرى أن المجتمعات لا تفتقد الفلسفة، بل هي تعيش نمطا من الفلسفة. وحول علم الجمال، أكدت الدرمكي أن هذا العلم يقوم على أسس لأن ثقافة أي عصر تنبع منه، والجماليات تتغير فيه، فالجمال وعلم الجمال والنظرة للجمال تتغير مع الزمن، وهذا يحصل مع التغيرات التي تطرأ على المجتمعات، خاصة في المجتمع الحديث حيث فيه تغيرات كثيرة جدا. وأضافت أن كل مجتمع فيه إثنيات ومذاهب متعددة، وهذه الأشياء المتباينة هي التي تجمع الكل وتؤطر للجمال، مؤكدة أن الجمال قيمة وهي تتغير عند الجميع، وهي جماليات لا يمكن حصرها في معايير ثابتة، ولفتت إلى أن العصر الحديث يفرض العولمة التي تريد أن نعيش على نمط، رغم من ما فيه من تغيرات، لكن هذه التغيرات هي التي تعطينا الجمال. وجاء الختام الجلسة بتأكيد د. حسن أن بصمة الفن هي الأجمل في العالم، وأن الفن بالنسبة للمبدع هي أشبه بالميلاد، لحظة تحمل الألم والفرح معا، وأجمل الفنون هي التي كانت إنتاجا للمعاناة. من جانبه قال: د. حماد أستاذ الفلسفة بجامعة الزقازيق: في القديم، لم يكن هناك فاصل دقيق بين العلم والفلسفة، وإنما كانت تسمى علم الفلسفة، وهي تشمل علم الجمال المتسع في الطبيعة والفن والإنسان، لذلك أرى أن فلسفة الفن هي دراسة الفن باعتباره أعلى تجليات الجمال. وأضاف أن ما يحدث لدينا في العالم العربي من تيارات تكفيرية، أعتقد أنها كارهة للحياة، وكارهة للفن، وللمرأة. وهذه الظاهرة لا أعتقد أنها تتكرر في التاريخ، وأعتقد أن التوافق بين أميركا وإسرائيل والإمبريالية العالمية وجدت في هذه التيارات أداة للتفتيت، إنها جماعات كارهة لكل ما في الحياة من جمال وهي جسد مريض وغياب للوعي. ورأى د. حماد أن الحل يكون بتنمية الإبداع الذي يقتضي إصلاح الإعلام والدعوة إلى رعاية الفنون، قائلا: نحن نعاني من التصحر، وهناك إحجام عن الثقافة بشك عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©