نتيجة ضغوط الحياة وإفرازاتها السلبية، كثيراً ما تواجهنا بعض المشاعر المتقلبة، التي نحس فيها بشيء من الضعف والإحباط، والشعور بعدم القدرة على المواجهة، وبهذا تتعطلُ بعض القدرات، حيث نشعر بالضيق والتعب، والإرهاق الجسماني والمعنوي. هذه المشاعر المتقلبة تحتاج منا في التعامل معها لشيء من الحكمة والصبر، والمثابرة على تحقيق الأهداف، والأخذ بالأسباب والعوامل الإيجابية، التي تمنحنا الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الصعاب، مهما اشتدت في قسوتها على قلوبنا ونفوسنا. ومن تلك العوامل التي تمكننا من التغلب على الكثير من المشاعر السلبية المحبطة لممارسة القراءة بشكل يومي، فالقراءة هي مفتاح كل خير، للفرد والجماعة. في عالم القراءة الجميل والممتع، نعايش عوالم من التلاقي والتعارف مع ثقافات متعددة ومختلفة الجوانب والمؤثرات، ومن تلك الثقافات ما يتفق معنا، ومع أفكارنا، ومنها ما يختلف مع منظومة أفكارنا وعاداتنا. وفي كل الأحوال، نحن نكتسب المزيد من المعرفة وتجديد الفكر، الذي لا يمكن أن يتجدد ويتطور، إلا بالقراءة الواعية.
إذا أردنا أن نكون أقوياء، في مسيرة التنمية الشاملة، ومن أجل تنشئة أجيال واعية متسلحة بالعلم والمعرفة، من أجل صنع مستقبلٍ مزدهر للوطن والأمة، فعلينا بالقراءة، فهي التي تفتح لنا مجالات الابتكار والإبداع في المجالات كافة. وما أحوجنا لمثل تلك المجالات الإبداعية؟ والتي تُـنمي من قدراتنا ومواهبنا، وتسهم في الارتقاء بمستويات العمل والعطاء. وهكذا هي القراءة، نتعلم منها أسمى القيم والمعاني، وتنطلق بها ومعها العقول وتستـنير بها من ظلمات الجهل، إلى أنوار المحبة الصادقة، والثقافات العالمية المتنوعة، وتتحرك معها المشاعر، حيث تُبعد عنا الشعور بالسلبيات، وتمنحنا الشعور بالإيجابية، من معاني وقيم الراحة والتفاؤل والفرح والسعادة، في لحظات القراءة. إلى جانب التزود بشتى المعارف والعلوم والثقافات الإنسانية، التي تمكننا من استشراف المستقبل، على أسس قوية علمية وعملية. ولا يمكن استشراف المستقبل إلا بهذه الأسس القوية، كما أن استشراف المستقبل لا يمكن أن تتضح صوره ومعالمه، إلا بوضع الأهداف والاستراتيجيات المستقبلية الواضحة المعالم، ويأتي هذا من خلال دراسة وقراءة تلك الاستراتيجيات المتنوعة والمتعددة الأهداف. ما أجمل وأمتع لحظات أوقاتنا مع القراءة التي تُضيء لنا معالم الطريق بهدي العلم والمعرفة.
همسة قصيرة: في لحظات التأمل، تتجلى لحظات خاصة للقراءة.
عدد اليوم
