الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الأهلي يترجم قاعدة «المرونة التكتيكية» بكفاءة عالية في ليلة القبض على الدرع

الأهلي يترجم قاعدة «المرونة التكتيكية» بكفاءة عالية في ليلة القبض على الدرع
13 ابريل 2014 23:07
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب «دورينا» أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري الخليج العربي، يفتح «ستاد الاتحاد» أبوابه، ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم، رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً للعام الثالث على التوالي، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير، مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع، في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وتشرح طرق اللعب، والتغييرات التي أدت إلى الفوز أو الخسارة، ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة، من خلال طريقة اللعب والمتغيرات الأخرى، أثناء مجريات اللقاء، ليجد القارئ نفسه أمام المباراة مرة أخرى، ولكن في شكل جديد. نجح الأهلي من خلال الصبر والثقة بالنفس في أن يحول التأخر بهدف أمام الوصل إلى فوز بهدفين، حيث رفض «البطل» أن يحسم سباق الدرع إلا وهو فائز، وذلك حتى يتوج نفسه بنفسه دون انتظار نتائج الآخرين، وهو أمر يؤكد امتلاك «الفرسان» لمقومات البطولة التي تحدثنا عنها مراراً، حيث كان الأمر كله «مسألة وقت»، حتى ينهي «الأحمر» المسيرة الناجحة بالحصول على لقب الدوري، خاصة أنه كان الفريق الأفضل بالفعل منذ انطلاق المسابقة. واستطاع الروماني كوزمين، مدرب الفريق، استخدام «المرونة التكتيكية»، وتبديل أوراقه واللعب بتشكيلات متغيرة، من أجل الوصول إلى الهدف الذي يريده، وذلك بعد مشاركة جرافيتي، وتغيير مراكز إسماعيل الحمادي وعبدالعزيز هيكل ووليد عباس، ثم بعد مشاركة ماجد حسن بدلاً من عدنان حسين، وتحول حميد عباس إلى مركز الظهير الأيسر، وتغيير الشكل الهجومي في الوسط والأمام، ثم مرة أخرى بعد مشاركة يوسف السيد بدلاً من أحمد خليل، لينتقل وليد عباس مجدداً إلى الجهة اليسرى، ويعود حميد عباس إلى الوسط. كان ذلك أفضل تعبير عن «المرونة الخططية» التي يديرها «الكمبيوتر» كوزمين ببراعة، دون أن يكون هناك أي نوع من «الفلسفة» في محاولة تصحيح خطأ البداية الذي تسبب في تفوق الوصل وتقدمه بهدف، ودون انتظار لمرور المزيد من الوقت، من أجل البحث عن التعديل، وبدأ التبديلات والتغييرات بعد مرور 20 دقيقة فقط، بحثاً عن الفوز دون تأجيل ذلك إلى الشوط الثاني مثلما يفعل الكثير من المدربين، وهو الأمر الذي قد يمنح الفرصة للمنافس لزيادة ثقته. ورغم الخسارة فقد لعب الوصل مباراة كبيرة، وهي تعتبر الأفضل للفريق في الفترة الأخيرة، فقد ظهر بشكل جيد فنياً، حتى وهو متأخر بهدفين لهدف، حيث كان الدفاع أفضل حالاً من مباريات كثيرة سابقة، وكان الوسط قادراً على صناعة الأهداف التي أهدرها المهاجمون، خاصة سعيد الكثيري ومحمد ناصر، ولولا ذلك لسبب «الإمبراطور» حرجاً بالغاً للأهلي، خاصة أن أداء «الأحمر» عابه عدم اللجوء إلى تغيير إيقاع اللعب بعد التقدم 2- 1، دون أن تكون هناك «مجازفة» هجومية تجبر الوصل على التراجع، وذلك من خلال زيادة الاستحواذ ومحاولة الاقتصاد في الجهد. كان يمكن للأهلي أن يلجأ إلى عملية تمرير الكرة وتدويرها بين لاعبيه، وتغيير إيقاع اللعب من وقت إلى آخر، دون الحاجة إلى بذل جهد كبير، خاصة أن الفريق يضم بين صفوفه العديد من اللاعبين القادرين على القيام بهذا الدور من خلال المهارة في المرور، والقدرة على التمرير السليم والاحتفاظ بالكرة، وأيضاً كانت هناك «فجوة» بين رأس الحربة جرافيتي، ولاعبي الارتكاز حميد عباس وهوجو، في آخر تشكيل للقاء، في حين كان سياو وإسماعيل الحمادي على الطرفين، وهو ما أعطى للاعبي الوصل فرصة السيطرة على منطقة الوسط في فترات كثيرة من الشوط الثاني. لعب الأهلي في البداية بالرسم الخططي 4-2-3-1، والتي تغيرت فيما بعد أكثر من مرة، وذلك في وجود حميد عباس وهوجو في الارتكاز أمام رباعي الدفاع، وأمامهم الحمادي وسياو وعدنان حسين خلف رأس الحربة أحمد خليل، وذلك لمنح الفرصة لبعض البدلاء مثل عدنان وعباس وسالمين خميس وأيضاً أحمد خليل، وذلك في ظل الانشغال بالمباراة الآسيوية المقبلة وأيضاً مباراة الجزيرة على لقب كأس الخليج العربي، ولقاء العين على كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهو ما يستدعي تجهيز البعض وإراحة بعض الأساسيين، ولا توجد مشكلة لدى الأهلي في ذلك، لأنه يملك قاعدة كبيرة جاهزة. ووضحت على الأهلي الجدية الكاملة، وهو يبحث عن الفوز بالمباراة رغم حسمه للقب «منطقياً» منذ فترة، وهو يملك السمات الإرادية المطلوبة لتحقيق ذلك، وهو ما كان أحد أهم أسلحة الفريق طوال مسيرة الدوري، وذلك من أجل تحقيق الفوز مهما كانت الظروف، سواء كانت نقصاً عددياً، أو في ظل القصور البدني أو الفني، لأن الخبرة تعوض هذا النقص في المواقف الصعبة، وهو ما يجعل الفريق يحقق الفوز ولو في اللحظات الأخيرة من المباريات، مثلما حدث من قبل في أكثر من مباراة أمام دبي والشعب والوحدة والشارقة. ووضح أن كوزمين يملك «الكاريزما» التي تقنع لاعبيه لتنفيذ ما يقول، وهو يملك القدرة على استخراج أفضل ما لدى كل لاعب، وهو ما حدث مع حميد عباس، الذي لم يكن مؤثراً في تشكيلة النصر قبل الانتقال للأهلي، وهو يملك أيضاً القدرة على التعامل مع كل ظروف وتقلبات المباريات والتعامل معها وفق المطلوب دفاعياً أو هجومياً، مع القدرة على إيجاد الحلول، خاصة أنه يملك نوعية جيدة من اللاعبين القادرين على تحقيق ذلك، بالقوة البدنية والمهارات العالية. ولعب الوصل المباراة بطريقة 4-4-2، من خلال رأسي الحربة أوليفييرا ومحمد ناصر وخلفهما في الارتكاز خوليو وعبدالله مال الله، وتحرك دوندا وخليفة عبدالله على الطرفين أمام رباعي الدفاع، وكان هدف أوليفييرا المتميز من ضربة حرة مباشرة سبباً في زيادة ثقة لاعبي الفريق في أنفسهم، والحصول على دفعة معنوية هائلة أعادت للاعبين بعض البريق المفقود، خاصة أن «الإمبراطور» كان هو الوحيد الذي حقق الفوز على الأهلي في الدور الأول. ولعب الوصل بتوازن كبير في الدفاع والهجوم، وشارك الأهلي في عملية الاستحواذ، وإن مال ذلك لمصلحة «الفرسان» عقب هدف أوليفييرا، لكن ظل الوصل متميزاً، خاصة في الوسط الذي تفوق ميدانياً، ونجح في صناعة العديد من الفرص التي أهدرها المهاجمون، ولو لعب «الفهود» بالروح نفسها والأداء والرغبة في الفوز في بقية مبارياته، سيكون قادراً على تحقيق الفوز، خاصة أنه يملك مجموعة متميزة من اللاعبين القادرين على تحقيق الأفضل بمزيد من الثقة فقط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©