الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابنتا الرجل الصالح.. إحداهما تزوجت موسى

3 يونيو 2017 18:36
محمد أحمد (القاهرة) ابنتا الرجل الصالح هما المرأتان اللتان سقى لهما موسى عليه السلام عندما فر من فرعون وزبانيته إلى مدين، كريمتان أظهرت قصتهما في القرآن الكريم الأخلاق الحسنة والحياء الشديد، والذكاء والفراسة، جاء ذكرهما في سورة القصص، وكان لإحداهما دور في حياة النبي الكريم، قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىَ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىَ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِين * قَالَ ذَ?لِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَىَ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ»، «سور القصص: الآيات: 23 - 28». خرجت ابنتا الرجل الصالح ومعهما الغنم تريدان أن تسقيها، وكان لقاؤهما بالنبي موسى الذي هرب من مصر متجهاً إلى مدين بالشام، فوجد جمعاً كبيراً من الناس يسقون ماشيتهم، كانتا تنتظران انصراف الرجال لتسقيا غنمهما، فدعت الرحمة موسى لسؤالهما عن سبب ابتعادهما عن السقي فأخبرتاه بأنهما تنتظران فراغ المورد من الرجال، وليس لهما رجل يسقي لهما إلا أب لا يقوى على ذلك لشيخوخته، فسقى لهما. حرصت الفتاتان على تبليغ أبيهما بما فعله ذلك الرجل معهما، فأمر إحداهما أن تدعوه ليحضر إليه، فجاءت موسى تمشي بحياء شديد، ليجزيه أجر ما سقى لابنتيه، وعادت إلى أبيها ومعها الرجل كريم الخلق، الذي جاء ملبياً الدعوة، وأخبر موسى الرجل الصالح بقصته، فطمأنه وبشره بالنجاة من القوم الظالمين، وقالت إحداهما لأبيها استأجره ليرعى الغنم، لما وصفته بالقوة والأمانة. رضي الرجل الصالح بدين موسى وخلقه وأمانته ومروءته لما رآه منه عندما سقى لابنتيه وفر بدينه من الطغاة، وكذلك لثناء ابنته عليه، فرغب في مصاهرته، فعرض عليه الزواج بابنته ولأن موسى - عليه السلام - كان فقيراً فطلب صداقاً لابنته عملاً يؤديه إليه، ويخبر السياق بعد ذلك عن قبول موسى لعرض الرجل الصالح وعن إتمامه لأجل الإجارة، ثم مسيره بأهله بعد انقضاء المدة. اشتاق موسى للعودة إلى بلاده فعزم على زيارتهم في خفية من فرعون، ورافقته زوجته ابنة الرجل الصالح، فسلك بهم في ليلة مطيرة مظلمة باردة فنزل منزلاً، ثم رأى ناراً تضيء على بعد، فقال امكثوا حتى أذهب إليها أو آتيكم بقطعة منها لعلكم تستدفئون بها من البرد. والعبر من القصة عديدة منها رغبة الفتاتين في النأي عن الرجال، حيث تكثر العيون وتظهر الفتن، كذلك عند طلب إحداهما لأبيهما أن يستأجر موسى دلالة على الرغبة في اجتناب تلك المواضع، ومنها أن الحياء والعفاف من علامات الإيمان والفطرة السليمة والنشأة الطيبة، ومنها أن الفراسة ودقة النظر هي فضل يؤتيه الله من يشاء من عباده، ويتبين من قول إحدى الفتاتين لأبيها باستئجار القوي الأمين، رغم أنها رأت النبي لفترة وجيزة، وقد قيل إن الرجل الصالح هو نبي الله شعيب عليه السلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©