أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمس أن الهجمات الجوية الدولية فوق ليبيا التي بدأت منذ أكثر من أسبوعين أدت إلى تدمير 30 بالمائة من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال الجنرال مارك فان أوم وهو أحد كبار الضباط البارزين في الحلف "لقد دمرنا 30 % من القدرة العسكرية لقوات القذافي". وأضاف أن الليفتانت جنرال تشارلز بوشار قائد عمليات الناتو في ليبيا عرض هذا التقييم خلال اجتماع مع سفراء دول الحلف.
وقال الحلف إن المنطقة المحيطة بمدينة مصراته الليبية تمثل الأولوية الأولى للضربات الجوية لحلف الأطلسي الآن. وقال الجنرال أوم انه خلال اليوم السابق أصابت الضربات الجوية حول مصراته دبابات القذافي ونظم الدفاع الجوي التابعة له وعربات مدرعة أخرى. وقال انه بالقرب من البريقة في الشرق حيث يتواصل القتال لليوم السادس على التوالي ضربت طائرات حلف الأطلسي منصة اطلاق صواريخ ومستودعات ذخيرة في مناطق اخرى.
وشنت قوات حلف شمال الأطلسي امس غارة جوية على قوات القذافي على مسافة نحو 30 كلم شرق ميناء البريقة النفطي حيث تدور منذ ايام معارك للسيطرة على هذه المدينة التي تقع على بعد 800 كلم شرق طرابلس . واستهدفت الغارة موقعا على بعد حوالى 30 كلم شمال البريقة حيث دمرت شاحنتي بيك آب عسكريتين تابعتين لقوات القذافي كانتا تتقدمان في المنطقة. ولم تسفر الغارة عن ضحايا ذلك ان الجنود الذين كانوا بداخل الشاحنتين تمكنوا من الفرار.
وتصاعد الدخان من بقايا الشاحنتين المحملتين بمدافع آلية قرب مدخل المنطقة السكنية الشرقية في البريقة الجديدة وتصاعد دخان من الإطارات المحترقة. وتقدمت شاحنات صوب وسط البريقة وعليها منصات اطلاق صواريخ ومدافع آلية.
ورد حلف الأطلسي على الانتقادات من جانب المعارضين بأن القوة الجوية الغربية أصبحت أقل فاعلية منذ أن تولى الحلف القيادة قائلا ان الوجود العسكري في سماء ليبيا مستمر. غير أن فان أوم قال ان استخدام القذافي للمدنيين دروعا بشرية واخفاء مدرعاته في مناطق سكنية يحد من قدرة الحلف على ضرب الأهداف. وأكد ان الضربات الجوية لحلف الاطلسي قتلت العديد من المدنيين في بلدة البريقة في الأيام الأخيرة. وقال انه في "حادث مؤسف" تحركت قوات الحلف للدفاع عن النفس بعد ان أطلق معارضون النار في الهواء احتفالا.
الى ذلك تراجع معارضون ليبيون من مدينة البريقة تجاه الشرق إلى مدينة أجدابيا بعد قصف مكثف شنته قوات القذافي. ويأتي التقهقر بعد يوم من سيطرة مقاتلي المعارضة على أجزاء من المدينة الاستراتيجية.
ودفع القصف المستمر بالصواريخ وقذائف المورتر قافلة شاحنات وعربات المقاتلين المعارضين باتجاه معقلهم في بنغازي في أكبر تقهقر في بضعة أيام من المعارك غير الحاسمة. ومازالت صواريخ متفرقة تضرب باتجاه عربات المعارضة المسلحة التي تتشكل في مجموعات صغيرة فتضرب الصحراء قرب الطريق على مسافة 20 كيلومترا من البريقة. وقال زياد الخفيفي (20 عاما) وهو أحد مقاتلي المعارضة المسلحة "منذ اليوم الذي تولى فيه حلف شمال الأطلسي السيطرة على الغارات ونحن نتراجع". وقال مبروك المجبري (35 عاما) "قوات القذافي تقصفنا بصواريخ جراد". وأضاف "هناك خطأ ما، عندما أعطت الولايات المتحدة السيطرة للحلف توقف القصف. لا أدري سببا لذلك". وبدأ التقهقر عندما سقطت الصواريخ قرب مجموعة من المعارضين ينتظرون شاحنات مزودة بمدافع آلية عند البوابة الشرقية للبريقة . وفي منطقة قريبة تصاعد الدخان من بقايا شاحنتين حكوميتين محملتين بمدافع آلية وتصاعد الدخان من الإطارات المحترقة. وقال معارضون إن الشاحنتين دمرتا في ضربة جوية غربية. وحاول أفراد المعارضة المسلحة في باديء الأمر الرد بإطلاق النار من قاذفاتهم غير أن عشرات منهم قفزوا في الشاحنات وانطلقوا بسرعة ولم يتوقفوا إلا على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من الحدود الشرقية للبلدة.
وأبدى كمال المغربي المعارض العائد من بريطانيا ليقاتل إحباطه من التفوق العسكري لقوات القذافي. وقال إن القوى غير متكافئة مشيرا إلى مدافع الكلاشنيكوف التي تستخدمها المعارضة. وقال "هؤلاء الناس لا يمكنهم أن يحاربوا بهذا السلاح".
قال طبيب إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا حينما قصفت قوات القذافي منطقة سكنية في مدينة مصراته المحاصرة الليلة قبل الماضية. وقال الطبيب الذي ذكر لرويترز في اتصال هاتفي من المدينة إن اسمه رمضان "قسم الاستقبال في المستشفى مليء. تأكد مقتل خمسة أشخاص في الساعتين الأخيرتين ويوجد خمسة آخرون في حالة حرجة". وقال مسعف آخر إن القصف المدفعي الأخير لمصراته أسفر عن إصابة عدد من الناس ولكن الفرق الطبية لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب استمرار القصف المتقطع.
وواصلت قوات القذافي، قصف مدن منطقة الجبل الغربي الخاضعة لسيطرة الثوار ما اوقع "الكثير" من الضحايا. وقال أحد الأهالي "أطلقت كتائب القذافي قذائف جراد على مدينة نالوت". وأوضح الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه "لقد تمكنوا من السيطرة على مدينة كتلة بعد قصف مكثف والان يريدون الاستيلاء على نالوت"، مشيرا الى أن عددا من الثوار جاؤوا من الزنتان لدعم ثوار نالوت. وقال اخر من سكان هذه المنطقة "قتل الكثير من المدنيين وأصيب عدد كبير اخر في القصف العشوائي لمدن هذه المنطقة" الجبلية.
من جانبه سحب الجيش الاميركي امس الأول المقاتلات التي تشارك في الحملة الدولية في ليبيا. واعلن الكابتن دارين جيمس، المتحدث باسم البنتاغون انه اعتبارا من الساعة 22,00 تغ من مساء الاثنين لم تعد أي مقاتلة اميركية تقوم بأي طلعة ولكنه أشار مع ذلك الى ان المقاتلات ستبقى مستعدة للتدخل "في حال طلب الحلف الاطلسي ذلك".
كاميرون يزور قاعدة عسكرية في إيطاليا
روما (ا ف ب) - قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس الأول بزيارة مفاجئة لقاعدة ايطالية تتمركز فيها طائرات حربية بريطانية تشارك في العملية الدولية في ليبيا. واعلن كاميرون الذي يقوم بأول زيارة له من هذا النوع منذ بدء العمليات في ليبيا، خلال زيارته لقاعدة جيويا ديل كولي عن تعزيز الوسائل الجوية البريطانية التي تشارك في هذا العملية مع نشر اربع طائرات اضافية "خلال الايام المقبلة". وقال كاميرون "هذا يعني انه ستكون لنا ما مجموعه عشر مقاتلات تيفون للمشاركة في منطقة الحظر الجوي" في ليبيا وكذلك "اثنتا عشرة طائرة تورنايدو هجومية في الجو". وأوضح ان الطائرات البريطانية قامت خلال نهاية الأسبوع بـ"تدمير عشر مدرعات وثلاث دبابات" ليبية. وجدد التأكيد على انه لن تكون هناك "قوات على الأرض ولا احتلال". وقال كاميرون ايضا "يجب أن يحصل في وقت ما وقف حقيقي لإطلاق النار كي يمكن أن تبدأ معه العملية السياسية، حتى الآن، يجب أن نبقى على الضغط".
عدد اليوم
