الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صالح المنهالي: أنا جائع كرة قدم !

صالح المنهالي: أنا جائع كرة قدم !
18 يوليو 2016 20:54
عبدالله القواسمة (أبوظبي) يتمتع صالح المنهالي لاعب بني ياس بقيمة فنية كبيرة، لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن أبرز اللاعبين الذين مروا على كرة القدم الإماراتية في العقدين الأخيرين. ولا يزال المنهالي متمسكاً باللعب، وتقديم الحضور الفني الذي يلبي تطلعاته الشخصية وأحلام فريقه، ورغم أنه نشأ وترعرع في الوحدة، فإن ارتباطه الروحي مع بني ياس الذي انتقل إليه قبل سبعة مواسم، لا يقل أهمية عن ناديه الأم، وهو دائماً ما يبدي مشاعر الاعتزاز والفخر لمشاركته مع الناديين، في حين أن تجربته على صعيد المنتخبات الوطنية، حفلت بالعروض القوية، وتحديداً مع «أبيض الشباب» في نهائيات كأس العالم 2003، التي أقيمت في الإمارات، حيث شهدت البطولة إحرازه هدفاً في مرمى بنما، ما زال عالقاً في أذهان الجماهير، لكن الفرصة لم تُتح له للوجود مع المنتخب الأول، ليقتصر حضوره على الجانب المحلي فقط. «الاتحاد» حاورت المنهالي «32 عاماً» في العديد من القضايا التي تشغل الجماهير، سواء المتعلقة بنادي بني ياس أو البعيدة عنه. أكد صالح المنهالي أن قلة عدد الدقائق التي خاضها مع بني ياس في المواسم الماضية، تعود إلى سبب رئيس، يتمثل في ازدحام منطقة المقدمة باللاعبين الأجانب، والحال لا ينطبق على فريقه فقط، بل على الأندية الأخرى المشاركة في الدوري، وأعداد اللاعبين المواطنين قليلة مقارنة بنظرائهم الأجانب، ومن هنا لا يتاح له اللعب لوقت طويل، لكن هذا الأمر لا يعني تقاعسه عن التدريب، بهدف البقاء في المستوى الذي يؤهله للمشاركة، والوجود مع «السماوي» بشكل دائم. ونفى المنهالي وصوله إلى مرحلة التشبع من ممارسة كرة القدم، قائلاً: متى ما دخل المرء عالم «الساحرة المستديرة»، فإنه من الصعوبة الخروج منه بسهولة، ورغم أن معدل دقائق المشاركة قليلة، فإنني أشعر بـ«النهم»، وأرغب دائماً في البقاء على تواصل مع اللعبة، لذلك تجدني دائماً أُقبل على التدريبات بحماس كبير. وتطرق المنهالي إلى مشوار بني ياس في الموسم الماضي، مؤكداً أن تقييم الفريق من خلال الأرقام التي حققها بمعزل عن الظروف التي مر بها منقوص، إذ يملك «السماوي» الإمكانيات التي تؤهله لتحقيق الإنجازات، في حين أن شركة كرة القدم، وكذلك الأجهزة الفنية والإدارية تجتهد دائماً في سبيل رفعة الفريق، لكن الظروف عادة ما تقف سداً منيعاً أمام التطلعات، وهو الأمر الذي لا يعني التقاعس أو الاستسلام أمام «سوء الطالع»، إذ يجب العمل دائماً للوصول إلى الهدف المنشود، وهو اعتلاء إحدى منصات التتويج المحلية. وأضاف: بعيداً عن بطولة الدوري التي حالت فيها العديد من الظروف دون تحقيق مركز متقدم على لائحة الترتيب، فقد نجح بني ياس في إظهار المستوى الحقيقي في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، عندما نجح في بلوغ نصف النهائي، وكان قاب قوسين من التأهل إلى المباراة الختامية، عندما تعادل مع العين في الزفير الأخير من عمر الوقت الأصلي، ولكن سوء الطالع سرعان ما أطل برأسه في الأشواط الإضافية التي شهدت إحراز «الزعيم» هدف التأهل، وأعتقد أن «السماوي» قدم المستوى الحقيقي في المباراة، والتي يجب أن تكون بمثابة مقياس حقيقي لأداء الفريق وقدراته من مختلف النواحي. وأكد المنهالي أن بني ياس يضم مزيجاً رائعاً من الأجانب والمواطنين، وشدد على أن الأجانب يعتبرون الأفضل على الصعيد المحلي، عند النظر إلى الأرقام التي حققها كل من خواكين لاريفي وإسحق بلفوضيل، واللذين أحرزا 26 هدفاً في دوري الخليج العربي، وهو رقم تهديفي كبير، في حين لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يقوم به مارك ميليجان، والذي يصنَّف على أنه أحد أفضل لاعبي الارتكاز في آسيا، إلى جانب كونه قائد المنتخب الأسترالي الذي حقق نجاحات باهرة في الأعوام الماضية. وأضاف المنهالي: المستوى الفني المتطور للأجانب ووصولهم إلى التجانس المثالي مع المواطنين، إلى جانب التعاقدات النوعية التي أبرمتها شركة كرة القدم في الآونة الأخيرة، وكذلك الاهتمام الإداري الكبير يجعلني أؤكد أن «السماوي» سيكون أحد الأرقام الصعبة في الموسم القادم، لكن يبقى التخلص من «سوء الطالع»، والذي لا أعتقد أنه سيحد من طموحاتنا. ونفى المنهالي أن يكون تراجع أداء بني ياس في الموسم الماضي سببه الجانب الفني، أي الجهازان التدريبيان اللذين قادا الفريق، مشيراً إلى أن تقييم أداء المدرب، يجب أن يكون من خلال العمل الذي يقوم به خارج الملعب، أو قبل المباريات الرسمية، في حين أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعبين، والجهاز الفني يتحمل 30? من المسؤولية، أما النسبة الباقية فتقع على عاتق اللاعبين المطالبين بتنفيذ الواجبات، مع الأخذ في الاعتبار عامل الحظ الذي يقوض من تطلعات الفريق. وتطرق المنهالي إلى رحلته الطويلة مع كرة القدم، والتي بدأها ناشئاً في صفوف الوحدة، حيث لعب معه تسعة أعوام، امتدت من 2001 إلى 2010، مؤكداً أنه يعتز بالفترة التي قضاها مع «العنابي»، في حين أن ارتباطه الحالي مع بني ياس ياس ينبع من كونه أحد أبناء هذه المنطقة، وبالتالي يرى أن الناديين مثل العينين في الرأس، إذ ما زال مرتبطاً بعلاقة روحية مع الوحدة، والحال ينطبق على بني ياس الذي يلعب في صفوفه منذ سبعة أعوام. وبعيداً عن بني ياس رد المنهالي على تساؤل حول الآثار الإيجابية والسلبية لتطبيق نظام الاحتراف، بتأكيد أن الاحتراف أسهم في تطوير اللعبة والارتقاء بمستوى المنافسة، بدليل الإنجازات التي حققها المنتخب الوطني في الأعوام الماضية، وفي الوقت نفسه طالب بعدم المبالغة في العوائد المالية للعقود التي تبرمها الأندية مع اللاعبين، والتي تحول دون احتراف النجوم الإماراتيين في الخارج، وقال: يدرك العارفون بواقع اللعبة في الدولة أن المبالغ الهائلة التي تُدفع للاعبين المتميزين على وجه التحديد، تحول دون خوضهم مغامرة الاحتراف الخارجي، رغم أن العديد من منهم مؤهلون للاحتراف في أقوى الدوريات الأوروبية، ومتى وصل اللاعب إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي جراء العقود التي يبرمها على الصعيد المحلي، فإنه يفقد الدافع الذي يمضي به للعب في الخارج. وعن المنتخب الوطني، أكد المنهالي أنه كان ولا يزال يملك ثقة كبيرة بالجيل الحالي للاعبي «الأبيض»، وقدرتهم على تحقيق حلم التأهل إلى المونديال للمرة الثانية في التاريخ، ويتوقف الصعود على تحقيق نتيجتين طيبتين أمام اليابان وأستراليا في الجولتين الأولى والثانية من الدور الحاسم، أقلها الخروج بأربعة نقاط منهما، لأن ذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام المنتخب للمنافسة بقوة على إحدى بطاقتي التأهل المباشرتين، وقال: لطالما كنت واثقاً بقدرة المنتخب الوطني على التأهل، أعتقد أن اللاعبين مطالبون بوضع هذا الهدف نصب أعينهم، لأنه سوف يكون أقصى إنجاز في مسيرتهم الكروية. ونفى المنهالي رغبته في الابتعاد عن كرة القدم في الوقت الراهن، مؤكداً أن عقده مع بني ياس سينتهي مع نهاية الموسم المقبل، والذي يخصصه لإجراء تقييم شامل لتجربته مع اللعبة، قبل اتخاذ القرار النهائي، سواء بالبقاء أو وضع حد لمسيرته الكروية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©