الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعاية طالبان تخاطب استياء الأفغان

دعاية طالبان تخاطب استياء الأفغان
2 أغسطس 2008 23:08
يذهب المراقبون للشأن الأفغاني إلى أن الاعتقالات العشوائية التي تقدم عليها القوات الأميركية في أفغانستان، فضلاً عن قصف القوات الدولية لبعض معاقل المتمردين وسقوط ضحايا من المدنيين··· لا يسهم سوى في تأجيج الغضب والاستياء الشعبي، بل يوفر لحركة ''طالبان'' فرصة لاستغلال هذه الأخطاء وتوظيفها في إطار استراتيجية إعلامية معقدة تجني منها مكاسب كثيرة· فقد أشارت ''مجموعة الأزمات الدولية'' في تقرير نشرته يوم 24 يوليو الماضي إلى خطر الآلة الدعائية الناجحة التي تعتمدها ''طالبان'' في الترويج لأيديولوجيتها، محذرة من ''تآكل الدعم الشعبي لمشاريع إعادة البناء، بل حتى الانضمام إلى طالبان'' إذا لم تضاعف القوات الدولية المنتشرة في أفغانستان من جهودها للتصدي إلى داعية التمرد وتعمل على تطوير استراتيجية إعلامية مضادة· وفيما تبقى الأساليب الدعائية التي تستخدمها ''طالبان'' بدائية في معظمها وموجهة بطريقة فجة ومكشوفة، فإن التقرير يشدد على مهارة الحركة في استغلال الاستياء الشعبي والتواصل بفعالية مع مختلف شرائح الشعب الأفغاني· وفي هذا السياق تستخدم ''طالبان'' اللغات المحلية على اختلافها، وتلجأ إلى الاستعانة بالوسائط الثقافية التقليدية ذات التأثير الواسع على الأهالي؛ مثل الأغاني والشعر، ما يجعلها أقرب إلى الشرائح المستهدفة مقارنة بالمنظمات الدولية والحكومة الأفغانية نفسها· ويشير تقرير ''مجموعة الأزمات الدولية'' أيضاً إلى استخدام ''طالبان'' لبعض الوسائل التي كانت تحرمها إلى فترة قريبة، مثل الصور وشرائط ''دي·في·دي''، وغيرها من الوسائط الحديثة· وتواجه القوات الدولية تحديات أخرى تتعلق بمصداقية تقاريرها ودقتها؛ مثل وصف القوات الدولية للضحايا المدنيين الذين سقطوا في القصف الجوي يوم السادس من يوليو المنصرم، خلال حفل زفاف في إحدى البلدات، بأنهم عناصر تنتمي إلى العدو! والحقيقة أن القوات الدولية العاملة في أفغانستان ليست هي وحدها من يفتقد المصداقية، بل كذلك أيضاً المجتمع الدولي برمته، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها· والخطر الذي حذر منه تقرير ''مجموعة الأزمات الدولية''، يتعدى جهود الدعاية وحرب الكلمات، إلى احتمال استقطاب الحركة لعدد متزايد من الأفغان إلى صفوفها، لاسيما أن أغلبية الشعب، كما يقول التقرير، ''تترقب وتوازن بين جميع الخيارات المطروحة أمامها'' قبل أن تأخذ قراراً قد لا يكون بالضرورة في صالح القوات الدولية والحكومة المركزية· لكن المتحدث المدني باسم ''حلف شمال الأطلسي'' (الناتو)، مارك لايتي، ينفي أن تكون الآلة الدعائية لحركة ''طالبان'' قد حققت أي نجاح على حساب القوات الدولية، موضحاً ذلك بقوله: ''إذا كنت تقصد بالنجاح نشر المعلومات المضللة، فذلك متاح لأي شخص قادر على تلفيق معلومات كاذبة، لكن على المرء التدقيق في المعلومات التي يتلقاها ويخضعها للتمحيص''· هذا الطرح يعارضه ''زبير بابكر'' من ''وكالة الأنباء الأفغانية المستقلة'' (باجهوك)، حيث يؤكد أن التقارير التي تنشرها ''طالبان'' تكون سريعة، ما يساعد على عرضها في موعدها المحدد، بينما يرى في المقابل أنه ''من الصعب الاتصال بمسؤول حكومي، أو بالناطق الرسمي في مكتب الرئيس للتزود بمعلومات حول موضوع معين، وغالباً ما تصل المعلومات بعد فوات الأوان''· ويضيف ''بابكر'' أن المعلومات التي تصل من القوات الدولية ليست أكثر مصداقية من غيرها، ''فطالبان تدعي شيئاً، وفي المقابل تدعي القوات الدولية شيئاً آخر، ونحن لا نصدق أيا منهما في ظل غياب مصادر محايدة''· في هذا السياق يقر ''عليم صديق''، المتحدث باسم الأمم المتحدة في أفغانستان، بأن ''طالبان'' تتفوق على الحكومة والقوات الدولية في التواصل مع وسائل الإعلام العاملة في البلد، وهو ما يساعدها على بث دعايتها ويجعلها أكثر قدرة على التحكم في المعلومة وتوجيهها· ومن جهته يلوم ''زمراي باشري''، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، وسائل الإعلام المعتمدة في أفغانستان والتي لا تنقل، على حد قوله، سوى الأخبار السيئة التي تصب في مصلحة ''طالبان'' وتخدم دعايتها· ويعزو ''باشري'' التأخير في تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات إلى الحرص على التأكد من دقتها وصحة ما جاء فيها قبل نشرها· غير أن ''مارك لايتي'' يرد بأن البطء في إيصال المعلومات إلى وسائل الإعلام، لا يعني بالضرورة أنها ستكون دقيقة وذات مصداقية، موضحاً أن ما يعيق وصول المعلومات بسرعة هو ''بعد الأماكن التي تقع فيها الحوادث عن المركز في كابل، فضلاً عن السرعة التي تتطلبها عملية نقل الجثث ودفنها، بحيث لا تتاح الفرصة أحياناً للتدقيق في عدد القتلى والتمييز بين المدنيين والمتمردين''· ويتابع ''لايتي'' قائلاً إن الفرق بين القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وتتسبب في سقوط ضحايا معظمهم من المدنيين، وبين قوات حلف شمال الأطلسي المسماة اختصارا ''إيساف''، ليس واضحاً لدى العديد من الأفغان، بل غالباً ما يتم الخلط بين الاثنين! أونوهيتا موجومدار -أفغانستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©