محمد حامد (دبي) - أصابت الصحف الألمانية كبد الحقيقة حينما طرحت سؤالاً منطقياً أثار جدلاً كبيراً، فقد قالت عقب اكتساح البايرن لأرسنال بالثلاثة في ذهاب دور الـ 16 لدوري الأبطال “ما الذي يمكن أن يضيفه بيب جوارديولا للعملاق البافاري؟”، وأعادت طرح السؤال بعد أن نجح الفريق في الابتعاد عن أقرب المنافسين في البوندسليجا بـ 20 نقطة، وحاجته إلى نقطتين لا أكثر لحسم اللقب قبل 6 مراحل من نهاية السباق، وعلى صعيد كأس ألمانيا نجح البايرن بقيادة الثعلب العجوز يوب هاينكس في الوصول إلى الدور قبل النهائي، والذي يشهد مواجهته مع فولفسبورج.
والأمر على هذا النحو يعني أن هاينكس قد ينجح في تحقيق الحلم البافاري، وهو الحصول على الثلاثية التاريخية للموسم الحالي، وهي “دوري الأبطال والدوري الألماني وكأس ألمانيا”، الأمر الذي من شأنه إصابة جوارديولا بالتوتر قبل أن يتسلم مهام منصبه رسمياً مع نهاية الموسم الحالي، كما أن إدارة البايرن سوف تكون مطالبة بالإجابة على السؤال الصعب “لماذا يرحل هاينكس وماذا سيضيف جوارديولا؟.
عقب فوزه بالتسعة على هامبورج في مباراته الأخيرة بالدوري الألماني، وهو الفوز الأكبر للعملاق البافاري منذ ربع قرن، خرج هاينكس عقب المباراة ليؤكد أن فريقه ظهر في صورة الفريق الذي يلعب كرة قدم “كما يقول الكتاب” على حد تعبيره، في إشارة إلى درجة الانضباط والتألق خلال المباراة.
وأضاف الثعلب العجوز: “الأهمية الكبرى من هذا الفوز العريض على هامبورج، هو أنه يضاعف من حجم ثقتنا في أنفسنا قبل المواجهة الهامة أمام يوفنتوس في دوري الأبطال، لقد قدمنا كرة قدم كما يقول الكتاب، ولكن القصة سوف تكون مختلفة كلياً أمام يوفنتوس، فالفريق الإيطالي سوف يخوض المباراة بكل حماس بحثاً عن نتيجة إيجابية، ونحن من ناحيتنا نبحث عن تقديم مباراة كبيرة، وتحقيق الفوز الذي يقربنا من التأهل إلى الدور قبل النهائي”
يذكر أن هاينكس يملك تاريخاً كبيراً لاعباً ومدرباً، فقد فاز مع المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 1974، وتوج كلاعب أيضاً مع مونشنجلادباخ بلقب الدوري 4 مرات، وخاض 501 مباراة محرزاً 327 هدفاً، من 1965 حتى 1978 مما يجعله أحد أساطير الكرة الألمانية.
وعلى المستوى التدريبي يسعى هاينكس 67 عاماً، إلى الظفر بالثلاثية لتدعيم سجله الذي يضم لقباً لدوري الأبطال مع الريال عام 1998 ، وبالمصادفة كان على حساب اليوفي في المباراة النهائية، مما يمنحه تفوقاً معنوياً في مواجهة فريق السيدة العجوز، ولايزال المدرب الألماني يشعر بمرارة خسارة نهائي النسخة الماضية أمام تشيلسي، مما يحفزه لمواصلة مشوار النسخة الحالية وصولاً إلى النهائي التاريخي في ويمبلي، ويطمح هاينكس إلى تعميق مكانته على الساحة الألمانية، فقد خاض في 23 فبراير الماضي مباراته الـ 1000 في البوندسليجا سواء لاعباً أو مدرباً.
على الجانب الآخر، يترقب المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي المدير الفني لفريق السيدة العجوز مواجهة الليلة بلهفة كبيرة، فهي واحدة من المواجهات التي يسعى من خلالها إلى إثبات أحقيته بمنافسة أفضل المدربين في القارة العجوز، خاصة أنه أصبح شريكاً أصيلاً في غالبية التقارير التي تتحدث عن حاجة الأندية الأوروبية الكبيرة لمدرب جديد، وهو ما يؤكد أن نجاحاته مع اليوفي أصبحت مثار إعجاب العالم.
وفي آخر تصريحاته أكد كونتي أنه جاهز لمواجهة لبايرن، مشيراً إلى أنه لا يخشى الفريق الألماني، ووفقاً لما نقلته صحيفة “توتو سبورت”، أضاف كونتي: “في إيطاليا نحن نسير في الطريق الصحيح، ولكن أمامنا تحدي لإثبات الذات على المستوى القاري، سوف نواجه البايرن بأعلى درجات الثقة، نعلم جيداً أن الفريق الألماني هو أحد أقوى الأندية في أوروبا في الوقت الراهن، ولكننا أحلامنا سوف تصمد في وجه أي فريق”.
يذكر أن كونتي 43 عاماً، نجح في تعزيز مكانته ضمن كوكبة الوجوه التدريبية الشابة في القارة العجوز، وهناك مقارنات بين تجربته مع اليوفي، وبين ما فعله بيب جوارديولا مع البارسا، على الرغم من الاختلاف الكبير بين المدرستين سواء اليوفي أو البارسا، ونجح كونتي في إعادة كبرياء السيدة العجوز منذ أن حصل على مقعد الإدارة الفنية في مايو 2011، فقد قاد الفريق في 86 مباراة بمختلف البطولات، لم يعرف خلالها الهزيمة إلا في 6 مباريات، وحقق الفوز في 55 مواجهة، والتعادل في 25 مباراة، وصنع كونتي فريقاً هو الأكثر تماسكاً وتجانساً ورغبة في الأداء الجماعي في أوروبا.
وسبق أن أكد جوزيه مورينيو المدير الفني للريال أن أي فريق سيواجه اليوفي في دوري الأبطال يمكن القول انه غير محظوظ، نظراً لقوة فريق السيدة العجوز علي تكتيكياً، خاصة من الناحية الدفاعية، فقد دخل مرماه 4 أهداف في 8 مباريات خاضها في دوري الأبطال للموسم الحالي، كما أنه لم يتعرض لأي هزيمة في البطولة القارية حتى الآن.
عدد اليوم
