الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب الخوف!

9 أكتوبر 2009 00:24
النتائج التي نشاهدها أمامنا لغاية الآن عن انطلاقة العام الدراسي تخبرنا بأنَّ وزارتي التربية الصحة كانتا محقتين بشأن التقليل من مخاوف أولياء الأمور من أن تتحول عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة إلى كابوس يتسبب في انتشار الفيروس، سيئ السمعة، «انفلونزا الخنازير». أول أسبوعين من الدراسة مرا بسلام ولله الحمد، ولم ترد أي مؤشرات أو أخبار عن انتشار للفيروس، ولا عن طلاب أصابتهم العدوى بسبب تواجدهم في فصولهم الدراسية، ولا عن مدارس اضطرت الوزارة إلى إغلاقها، وكلُّ ما حصل بعض الإجراءات الاحترازية البسيطة بإغلاق بعض الفصول، كما أقدمت عليه منطقة أبوظبي التعليمية. أولياء الأمور الذين توقفوا عن إرسال أبنائهم للمدارس في أول أسبوع ترقباً لما سيسفر عنه الوضع، عادوا وأرسلوا أبناءهم للدراسة بعد أن تأكد لهم أنَّ مخاوفهم كانت مبالغ فيها. كما أنَّ الوعي بالمرض، والاقتناع بأنَّه قابل للسيطرة قد زاد على الأقل في هذه المرحلة، صحيح أنَّ محاولات التقليل من المخاوف قد ظهرت مبكراً، إلاَّ أنَّ الناس كانوا بحاجة لكي يعيشوا التجربة، قبل أن يقتنعوا بصحة ما يسمعون. لكن يبدو أنَّ تبدد المخاوف من العودة إلى المدارس ليست نهاية المطاف، الجمهور استبدل الخوف من العودة إلى المدارس بالخوف من التطعيم، وكأنَّ هناك حالة ادمان على حب الخوف من الصعب علاجها. نسمع هذه الأيام تزايد موجة التشكيك في جدوى التطعيم والتقليل من سلامته، ويغذي هذه الشكوك ما حصل في السبعينيات عندما تعرَّف العالم على انفلونزا الخنازير لأول مرة. عدد الوفيات التي تسبب بها التطعيم فاق الوفيات الناتجة عن المرض في أميركا، بمعنى أنَّ التطعيم في تلك الفترة بدل أن يكحِّلها عماها!! واليوم المخاوف تتجدد، مع أنَّ هناك تطوراً طبياً هائلاً قد حصل منذ السبعينيات ولغاية الآن، وأخطاء الماضي من الصعب أن تتكرر مرة أخرى، كما تؤكد ذلك منظمة الصحة العالمية، وكل الجهات الطبية الرئيسية، بأنَّ التطعيمات آمنة، ولا يوجد مجال للتشكيك فيها. لكن من يستطيع اقناع الناس بهذا الكلام؟ الخوف طبع بشري، والناس سيظلون يخافون من كل ما يثير شبهتهم، وعندما يحين موعد التطعيم لن نستغرب إذا رأينا الكثير من الناس يقاطعون التطعيم مثل ما قاطعوا الدراسة في بداية العام الدراسي، لكن مع مرور الوقت سيقتنعون ويقبلون على التطعيم. سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©