الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجواء التوتر والغضب تحاصر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

أجواء التوتر والغضب تحاصر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين
9 أكتوبر 2009 00:23
سيطرت أجواء التوتر والغضب على مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل استعداد شرطة الاحتلال لاقتحام باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بينما رابط المئات من المُصلين المقدسيين الذين واصلوا الاعتكاف داخل الحرم القدسي للدفاع عنه وحمايته، وسط تخوف من الإقدام على حماقة جديدة قد تقلب الطاولة من جديد. وتصاعد التوتر بعد أن فرض الاحتلال حصارا كاملا على المسجد والبلدة القديمة، وأبلغ مفتي الديار المقدسية الشيخ محمد حسين بأنه سيسمح لمجموعات يهودية «بدخول الأقصى والصلاة فيه لمناسبة الأعياد اليهودية» مما فجر الغصب بين جموع المسلمين ليس فقط المرابطين حول الأقصى، الذين أصيب العشرات منهم دفاعا عن أولى القبلتين، إنما أيضا في مختلف بقاع العالم. واستنكرت منظمة المؤتمر الإسلامي بشدة اقتحام المتطرفين الإسرائيليين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك. كما صدرت إدانات أخرى من عدة دول ومنظمات عربية وإسلامية. واعتبر الأمين العام للمنظمة، أكمل الدين إحسان أوجلي، أن تصاعد الاعتداءات على المسجد الأقصى، يأتي ضمن حملة تهويد المدينة المقدسة ويشكل استفزازا لمشاعر المسلمين، محذراً من الآثار الخطيرة لتزايد هذه الاعتداءات على مقدسات المسلمين. ودعا أوجلي، المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل وإلزامها بوقف انتهاكاتها والالتزام بأحكام القانون الدولي واتفاقيات جنيف. اعتداءات بالجملة و رصد تقرير أصدرته مؤسَّسة القدس الدولية مؤخرا حول الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى في الذكرى السنوية لإحراقه - الذي حدث يوم 21 أغسطس عام 1969 على يد المتطرف الصهيوني مايكل روهان- وجود 25 حفرية و43 اقتحاماً للمسجد وذكر أن الاحتلال اتخذ قراراً بتقسيم أولى القبلتين، محذراً من الأفكار الرامية إلى تدويله. ويرصد التقرير الاعتداءات على المسجد الأقصى خلال الفترة من 21-8-2008 إلى 21-8-2009، موضحا أن هناك محاولات مستمرة للدفع باتجاه تثبيت «أحقية اليهود في الصلاة في جبل الهيكل» وإنجاز بناء «المدينة اليهودية المقدسة»، ويأتي هذا المشروع بموازاة طرح فكرة تدويل القدس ومقدساتها من قبل بعض القوى الدولية بحيث تصبح مقدسات المدينة مفتوحة أمام الأديان الثلاثة (الإسلام، والمسيحية، واليهودية)، وهذا ما يعني -حسب التقرير- «إضفاء شرعية دولية على الرؤية الصهيونية للقدس». وعبرت جموع المسلمين في العديد من العواصم عن غضبها وتنديدها لما يواجه الأقصى من تعديات مستمرة، انطلاقا من المكانة المقدسة التي يشغلها المسجد الأقصى في قلب كل مسلم. ويبتهل المسلمون في كل بقاع الأرض إلى الله تعالى أن يفك أسر الأقصى وأن يعيده إلى أحضان أمته العربية والإسلامية، حتى يشدوا الرحال إليه. فقد ارتبطت قدسية الأقصى بعقيدة المسلمين منذ بداية الدعوة. فهو يعتبر قبلة الانبياء جميعاً قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو أيضا القبلة الأولى التي صلى إليها النبي قبل أن يتم تغير القبلة إلى مكة. المسجد الأقصى قيمة إسلامية سامية توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى ليلة الاسراء والمعراج حيث أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي إماماً بالانبياء ومنه عرج إلى السماء. وفي السماء العليا فرضت عليه الصلاة. يقول تعالى «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» وتجلي هذه الآية الكريمة الرباط الوثيق بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، الذي وصفه الله تعالى بـ»الذي باركنا حوله» بما يدل على بركة المسجد ومكانته عند الله وعند المسلمين. ويعتبر المسجد الأقصى هو المسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، فقد قال صلى الله علية وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». وروي عن أم المؤمنين أم سلمة أنها سمعت رسول الله يقول: «منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» (سنن أبي داود) وللصلاة في المسجد الأقصى ثواب يعادل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد. قال: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة». والأقصى هو المسجد الذي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم - الصحابة بالبقاء قربه، روى أحمد في مسنده عن ذِي الأصَابِعِ قَال: قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©