هويدا بريدي: أصمّم الأزياء لمن يحترم اسمي وفني

ارتبط اسم مصممة الأزياء السورية هويدا بريدي بنجمات سوقن إبداعاتها من الخياطة الراقية ، وهن يرفلن بها على السجاد الأحمر في مهرجانات فنية امتدت من القاهرة إلى كان الفرنسية· بيد أن هضم حقها الأدبي من جانب بعضهن جعلها تمتنع عن التعامل مع من لا يقدر عملها · على الرغم من أن بريدي درست الأدب الإنجليزي إلا أن شغفها بالألوان والأقمشة منذ الطفولة دفعها في اتجاه امتهان التصميم للأقرباء والأصدقاء في البداية قبل اقتحام عالم الخياطة والتصميم· - كيف تنظرين إلى مهنة تصميم الأزياء؟ - تصميم الأزياء فن راق يعتمد على الموهبة والثقافة والإبداع، ويحتاج إلى الكثير من الصبر، والمثابرة، والعمل اليدوي المتقن، وهو ليس فناً مجرداً يعتمد على المظهر الخارجي الجميل بل له دلالات إنسانية أعمق، ففي رأيي أن الأزياء هي مرآة لحضارة الشعوب وينعكس من خلالها المفهوم الثقافي والإنساني الذي يميّز شعب عن آخر، فهي كاستقراء تاريخي لمسيرة المجتمع في حقبة ما، ومن خلالها يمكن رصد العادات، والتقاليد، والفوارق الاجتماعية، والفنون، والتراث لبلد ما· - لقد ارتبط اسمك ببعض الفنانات، فكيف تقيمين تجربتك معهن؟ - نعم، لقد صممت للعديد من نجمات الغناء والتمثيل، وأنا فخورة بهذه التجربة التي استطعت من خلالها أن أسوق لعملي إعلامياً، كما أنني سعيدة باختيارهن أزيائي، وأتمنى أن أكون قد نجحت في إظهار كل واحدة منهن بأسلوب يميزها ويليق بها كما يجب، وفي العموم العلاقة بيني وبين من تعاملت معهن من الفنانات مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل، والمصلحة المشتركة التي تحقق الفائدة للطرفين· - في رأيك هل التعامل مع الفنانة أصعب من السيدة العادية؟ - نعم ولا، وهذا يعتمد على عدة أمور أضعها في اعتباري، فعادة ما تكون الفنانة تحت ضغوط معينة كالالتزام بمواعيد البروفات، أو بعض المزاجية في التعامل، بالإضافة إلى أنهن قد يطلبن إنهاء تصميم فستان سهرة سريعاً لحضور مناسبة أو حفلة مفاجئة، وهي أمور غالباً ما أتداركها ولكن ما يزعجني فعلاً هو تعمد التجاهل لحقي الأدبي كمصممة، فأنا أتعب وأجتهد لإنجاز الفستان في فترة قياسية، وأقدمه دون مقابل للفنانة، ثم أتفاجأ بأنها لم تذكرني من قريب ولا بعيد في الإعلام· - هل تقصدين الفنانة أصالة؟ وهل هنالك ما يلزم الفنانة بالتسويق لمصّمم الأزياء؟ - نعم هناك حق أدبي يحتم على الفنانة احترامه وليس بالضرورة أن يكون عقداً مكتوباً، بل هو عرف وثقة بين الطرفين، فكما أخدم فنها بأزيائي من حقي أن تذكر اسمي وينسب عملي إلي· وإلا تعتبر المسألة مضيعة للوقت والمال، والفنانة أصالة جمعتني بها علاقة مودة واحترام ولطالما صممت لها فساتينها، ولكن أزعجني تجاهلها لذكر أسمي عند ارتدائها لأثوابي وفي أكثر من مناسبة· في الوقت الذي لا تتوانى فيه عن شكر المصمم نيكولا جبران وفي كل مناسبة، وهذا حق ولا أنكره عليه، لذلك أوقفت التعامل معها· ولن أصمم أبداً لمن لا يحترم عملي ويقدّر مجهودي وفني· - لمن صمّمت من الفنانات؟ - ألبست الفنانة سلاف فواخرجي عند حضورها مهرجان كان في جنوب فرنسا، وهي فنانة رائعة وراقية في التعامل، وصممت أزياء الفنانة الجميلة ميساء مغربي في برنامجها الشهير موعد في الخيران، وأنجزت أزياء المسلسل الرمضاني ''الليلة الثانية بعد الألف'' وهو من بطولة أمل عرفة وعبد فهد، وألبست سيرين عبدالنور في إحدى الفيديو كليبات التي صورتها، كما سبق وصممت للفنانة السورية نورمان أسعد، والمذيعة الكويتية حليمة بولند، والسعودية لجين عمران، بالإضافة إلى العديد من سيدات المجتمع· - ماذا عن مشاركاتك في عروض الأزياء؟ - شاركت في العديد من العروض وأهمها العرض الذي أقيم في إيطاليا بمشاركة ستة مصممّين أجانب كنت العربية الوحيدة بينهم، وذلك لإلباس ملكات الجمال الإيطاليات، بالإضافة إلى مشاركتي في عدة عروض بين دبي، وروما، وبيروت، وأفتخر بحصولي على تكريم خاص من زوجة ملك البحرين أثناء عقد مؤتمر سيدات الأعمال العربيات في البحرين· - كلمة أخيرة - مازال لدي الكثير من الإبداع والفن لأقدمه عبر السنوات المقبلة، لأني مؤمنة بأن الاستمرار في النجاح أهم من النجاح نفسه·