الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة الأثاث في غزة تلهم سكانها بإعادة تدوير القديم منه

أزمة الأثاث في غزة تلهم سكانها بإعادة تدوير القديم منه
9 أكتوبر 2009 00:22
الحاجة أم الاختراع، هذه العبارة أصبحت تقليدية لأنها تتكرر كثيرا في غزة المحاصرة منذ حوالي السنوات الثلاث، غزة التي أصبحت سجنا كبيرا ولكن له سماء زرقاء، السجن الذي يطبق على حوالي مليون ونصف مواطن، فلذا أصبح الكثر من هؤلاء يبحثون عن الاختراع. يوسف أبو حصيرة هو صاحب أكبر وأشهر المطاعم في غزة، وهو مطعم أبو حصيرة القابع على شاطئ بحر غزة الجميل، حيث يقدم أسماكه الطازجة لزبائنه منذ سنوات طويلة، ولعل أهم وأكثر ما يجذبك حين تدلف إلى مطعمه هو الأثاث المميز له، والمكون من كراسي مصنعة من الخيزران، وكراسي من الحديد والمنجدة بألوان مميزة للمطعم وهما اللونان الأحمر والأسود. هذا المنظر العام كان ممكن أن يشاهده الزبائن في المطعم قبل ثلاث سنوات، ولكن حديثا قرر صاحب المطعم أن يجدد ديكور المطعم حين لاحظ تعرض أثاثه للاهتراء فقرر أن يجدده. يقول أبو حصيرة: «اعتقدت أن الأمر سيكون هيناً وبسيطاً، ولكني وجدت أن الأمر أشبه بمعجزة، فالعثور على مقاعد جديدة في غزة هو المستحيل، فقد درت على جميع المحال التي تبيع الأثاث في غزة من شمالها لجنوبها ولكني اكتشفت أن محال بيع الأثاث في غزة فارغة، ومعظمها قد أغلق أبوابه، أو قد تم تحويلها لبيع أشياء أخرى غير الأثاث». ويضيف:«عرض علي بعض الأصدقاء تجديد ديكور المحل باستخدام كراسي بلاستيكية، ولكن ذلك أيضا كان صعبا على نفسي، فمطعمي تميز بالكراسي الخيزرانية والخشبية والمعدنية، والتي أضع لها مقاعداً ومساندا باللونين الأسود والأحمر لتميز المحل وتصبح علامة فارقة له بين المطاعم الأخرى، وفكرت أنني لا يمكن أن أستبدل المقاعد هذه بمقاعد بلاستيكية معرضة للكسر سريعا، فقررت أن أتوجه إلى باعة الأثاث المستعمل، وهناك وجدت لديهم الكثير من الكراسي المستعملة والمهترئة، والتي يبدو عليها القدم، فقررت أن أشتري عددا كبيرا منها وعدت بها إلى باحة المطعم الخارجية، وبدأت عملية إعادة تصنيعها فصنفرتها ونظتفها، وقررت أن أستغلها ولكن كنت بحاجة لمن يساعدني». ويبين أبو يوسف وهو يعيد تنجيد أحد الكراسي:«أخبرت صديقا لي وهو سامح أبو حصيرة، وطلبت منه أن يساعدني في فكرتي، فأبدى موافقته خاصة أنه كان يملك مشغلاً لصنع أغطية الأثاث في غزة، ولكنه فقد عمله بسبب الحصار على غزة وأصبح بلا عمل. وبدأنا في تنفيذ الفكرة واستقدمنا أحد الشباب العاطلين عن العمل واسمه محمد الطول، وعهدنا له مهمة تنظيف الكراسي من الصدأ وسنفرتها، وبدأنا العمل ثلاثتنا في أول أيام شهر رمضان».واللافت، أن أبو يوسف يتحدث عن عمله بسعادة وهو يوشك على الانتهاء من تجديد كرسي قديم، ويقول:«أقوم بطلاء الكراسي بعد أن ينظفها محمد من الصدأ، ثم أقوم بإعداد الفرش وأختار الألوان المناسبة والمتناسقة، وأنجد المقاعد والمساند للكراسي بالإسفنج الذي أستخرجه من المقاعد القديمة، وفي النهاية نحصل على كرسي جديد بمواصفات رائعة»، مضيفة:«بهذه الطريقة انتهيت من تجديد ديكور مطعمي، وتفاجأ الزبائن بجماله وروعته، ولكني لا زلت مستمرا في هذا العمل، حيث أشتري الكراسي القديمة من محال الأنتيكة والرابش، وأقوم بإصلاحها وبيعها، لقد فتح هذا العمل بابا للرزق لصديقي سامح الذي فقد مصدر دخله بسبب الحصار، وكذلك للشاب محمد، وأنا سعيد بهذا الإنجاز. رغم أنه متعب ويستغرق مني أنا سامح ومحمد حوالي عشر ساعات من العمل المتواصل يوميا».ويشار إلى أن مشكلة الأثاث أصبحت أرقا يقض مضاجع المقبلين على الزواج، والمهتمين بتأثيث محالهم وأماكن رزقهم، بسبب منع إسرائيل إدخال الأخشاب لغزة أو حتى إدخال الأثاث المستورد لها، علما بأن خسائر قطاع الصناعات الخشبية والأثاث قد وصلت إلى 200 مليون دولار، بسبب توقف الورش عن الإنتاج لعدم توفر المواد الخام ومنع تصدير منتجاتها، فيما أغلقت نحو 600 ورشة ومصنع للأثاث في غزة، وفقد أكثر من سبعة آلاف من العاملين فيها أماكن عملهم ومصدر دخلهم، وباتوا يبحثون عن أعمال بديلة.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©