السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالب الدوس: الخطوط الحمراء هي السبب في تخلف الدراما الخليجّية!

طالب الدوس: الخطوط الحمراء هي السبب في تخلف الدراما الخليجّية!
9 أكتوبر 2009 00:21
ا يزال كاتب المسلسلات القطري طالب الدوس يحمل الكثير بداخله من أفكار ورؤى يود طرحها بالشكل الذي يلقى أكثر نسبة قبول بين الناس، فهو يعمل بصمت محافظا على وتيرة النجاح التصاعدي في حياته العملية كي يدعم موهبته ويواصل نجاحاته في مجال التأليف التلفزيوني. ولاء تلفزيوني ينفي الدوس بداية «غياب أعماله عن الشاشة الفضية مؤخرا، حيث يقول: «لم أغب عن الشاشة بالذات في هذا العام، فقد تم عرض مسلسل لي «آخر صفقة حب» على قناة الوطن، ويتم إعادة عرضه الآن على قناة الـ mbc، وهناك مسلسل «امرأة وأخرى « عرض على قناة الرأي. فيما كتبت مسلسل «امرأة وأخرى» منذ عام وقد أنتج هذا العام». وعن قصة تركه التعاون مع تلفزيون قطر، ووجود خلاف بينهما، يقول: «أدين لشاشة تليفزيون قطر بتأكيد بداياتي حيث أول عمل لي «درب الخطايا» تم عرضه حصريا على تلفزيون قطر ولم يكن من إنتاجه! إنما التليفزيون لم يطلبني إلا مرة واحدة ضمن ورشة عمل لكتابة عمل ضم خمسة مؤلفين، وأنجزنا من العمل ما يقارب (12) حلقة ثم توقف المشروع دون معرفتنا بالأسباب! إضافة إلى أن عمل «الدنيا لحظة» بطولة الفنانة حياة الفهد قدمته لتليفزيون قطر قبل أن أقدمه لتليفزيون دبي ولم أحصل على أي رد من التليفزيون». يضيف: «أعتقد أنه منذ عام 2002 لم ينتج التلفزيون أعمالا بشكل مباشر إلا من خلال المنتج المنفذ الذي يقوم باختيار الأعمال، ولم يطلب مني أحد عملا باستثناء الفنان عبد العزيز جاسم، لكنني موجود على الساحة ويبقى ولائي لتليفزيون قطر دائما لو طلب مني أي عمل». تجربة فريدة أنهى الدوس مؤخرا كتابة عمل درامي بعنوان «أيام السراب» يقول عنه: «أعتبر أن هذا العمل سيكون الأول من نوعه عربيا من ناحية عدد الحلقات (200 حلقة) فالعمل اجتماعي عائلي يحاكي -من خلال أسرة- قضايا اجتماعية كثيرة وصراعات بين مفاهيم ثلاثة أجيال تعيش معا تملك قوة السلطة والمال، وتواجه سلطة القيم والأخلاق والتمسك بالحقوق ويعالج العمل الكثير من القضايا الحالية ويطرح حلولا لبعضها». يضيف: «استفدت من هذه التجربة كثيرا على المستوى المهني، فهي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، وقد كلفتني قناة (mbc) بأن أكون مسؤولا مباشرا لورشة كتابة هذا العمل التي ضمت كتابا من سورية والبحرين والأردن. والحمد لله نجحت التجربة على مستوى الكتابة والتنفيذ، أما المشاهدة فمرهونة بتقبل المشاهد العربي لهذه التجربة، خاصة أنه أصبح مثقفا دراميا ويعي الكثير من مفاهيم الدراما ويستطيع أن يميز ما بين الجيد والسيئ». الموهبة وصقلها في معرض حديثه عن الكتابة والأدب، أفاد الدوس بأنه لا يفكر بدخول عالم كتابة القصة أو نشر روايات له، يقول: «لي بعض التجارب البسيطة في مجالات أدبية أخرى مثل القصة والشعر، فكل أفرع الأدب تكمل بعضها، فلا تستطيع أن تكتب علما دراميا دون أن تكتب له قصة أو رواية، على الرغم من ضرورة التخصص لأنه يكسب الكاتب المهارة والتميز فيما ينجزه». أما عن كيفية اكتشافه لموهبته وصقلها، يقول: «الكتابة عمل التوحد كما اسميها، لأنك تختار الوحدة والتفرد مع نفسك ليصبح شخوص العمل هم أهلك وأصدقاؤك أثناء الكتابة، لذا من الصعب أن يختار الشخص التوحد، وأعتقد بأن كل إنسان في مكنونه موهبة الكتابة ومتى ما تم الاكتشاف وصقل هذه الموهبة، يستطيع أن يكون كاتبا، فالكثير من الناس استطاعوا تعلم التأليف لكن الكثير فشلوا في أن يكونوا مبدعين». يضيف الدوس: «صقلت موهبتي بالقراءة المتواصلة في كل المجالات العلمية والأدبية، وارتباطي بالمسرح جعلني اقرأ الكثير من المسرحيات العربية والعالمية خاصة «شكسبير» إضافة لمتابعتي الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية». الجرأة وخدش الحياء يهتم الدوس بالقضايا الاجتماعية ويعتمد الجرأة في طرحه، يضيء هذا الجانب ويقول: «تشمل كتاباتي قضايا إنسانية يتم طرحها من خلال علاقات ومشاكل اجتماعية، ودوما نسعى من خلال أدبنا المرئي إلى حالة التطهير، لذا الجرأة بالطرح مهمة لمواجهة القضية المطروحة، فلا يمكن الوصول لأي إصلاح أو تطهير دون المواجهة والجرأة» يستدرك موضحا: «أراعي فرق حد الشعرة بين الجرأة وخدش الحياء، فلابد أن يعي الكاتب آداب الشاشة الصغيرة سيما أن معظم قنواتنا العربية لا تراعي المراحل العمرية في توقيت العروض ولا تقييم الأعمال المعروضة عمريا ولا تضع إشارات للفئة العمرية». يضيف الدوس: «إن لم يكن الكاتب مصلحا وناشرا للوعي، فلا مانع أن يكون صائدا ماهرا لهذه المشاكل والقضايا وتسليط الضوء عليها، فالكاتب لابد أن يتميز بوعي ونظرة شمولية ثاقبة يستطيع من خلالها الإصلاح ونشر الوعي». أول تجربة سينمائية عن تجربته في تأليف فيلم «طرب فاشن» يقول: «بعد أن قرأت الكثير من الكتب في مجال السينما، لا أنكر أنني حاليا أرى أن التجربة كانت سطحية، لكنني لا أحكم عليها بالفشل إذا تم قياسها بما تقدمه السينما العربية حاليا! لاسيما أنها تسير على منهج هذه الأفلام، وأنا اعتبر أن كل تجربة مهما كانت هي زاد للتجارب الأخرى. إضافة لكون التجربة السينمائية في الخليج عمرها قصير على مستوى الكتابة والتقنيات وثقة الجمهور، فهل يمكن أن نقيس تجاربنا بمن سبقنا بمئات السنين؟». ويلفت الدوس إلى أنه قرأ معظم النقد الذي كتب عن الفيلم ولم يجد ما هو نقد حقيقي إلا سوى عدة مقالات يشكر أصحابها لنقدهم الموضوعي والفني. ويرى المشكلة تتمثل في أن كل من يملك لساناً يعتبر نفسه ناقدا. أما بخصوص منع الفيلم في الكويت، فيوضح قائلا: «لم يكن المنع بسبب أن الفيلم فاشل، إنما لأسباب رقابية بحتة». بدايات مسرحية بدأ الدوس رحلته الإبداعية عبر المسرح الذي يقول عنه: «بداياتي في عالم الكتابة بدأت مع المسرح وقد كتبت الكثير من المسرحيات، لكن حال المسرح الآن في قطر يحتاج لآلاف المقالات كي نذكر بعض همومه وهذا ما جعلني أبتعد عنه، لكن رغم هذه الصعوبات ما زلنا نصنع مسرحا بجهودنا ونتمسك بالقشة». يضيف: «أعمالي المسرحية والكوميدية كثيرة، فقد قدمت من قبل عدة أعمال مسرحية قبل أن أتوجه لكتابة الدراما التليفزيونية، أما في السنوات الأخيرة فقد قدمت مسرحية «خرابة خمس نجوم» وهناك مسرحية كوميدية «مزاد عربي» سيقدمها قريبا الفنان عبد الحسين عبد الرضا». وعن أعماله الكوميدية يقول: «قدمت بعض الحلقات المتنوعة الكوميدية هذا العام من خلال مسلسل «طول بالك» مع طارق العلي. وينوه الدوس إلى أمر شائك ويقول: «الأعمال الدرامية الكوميدية في مفهوم الفنان العربي عامة والخليجي خاصة لابد أن تكتب لنجم كوميدي، وكثيرا ما تضيع القضية من أجل الإضحاك وبروز هذا النجم». اتهام واهتمام في رده على الاتهام بأن الأعمال الخليجية مجرد دموع ومشاكل على الإرث، تطرح بشكل سطحي، يجيب: «كان هذا واقع الدراما الخليجية في فترة ما ، والكتاب ربما معذورين آنذاك بسبب الخطوط الحمراء والتحفظات التي يواجهونها، لكن الآن هناك بعض الحريات التي منحتها معظم المحطات ويفترض تغيير هذه الأفكار عن الدراما الخليجية، خاصة مع وجود كتاب يمكنهم تجاوز هذه المشاكل وسطحية الطرح. كما ألفت انتباه الأساتذة النقاد الذين شاهدوا الأعمال الخليجية منذ ما يزيد على الخمس سنوات واكتفوا بهذا الانطباع! أن يراقبوا الشاشة ليتعرفوا على جديد الدراما الخليجية فربما استطعنا تغيير انطباعهم لأنه بات هناك «اهتمام» بتقديم نصوص جيدة». وعرج الدوس إلى علاقته مع المنتجين والفنانين، إذ يقول في هذا الخصوص: «تختلف العلاقة من شخص لآخر فمن الممكن أن ترى منهم الطيب وترى الخبيث، لأنها صفات بشرية عامة ولا تتعلق بالمهنة، فبعيدا عن أهل الفن إذا قصدت أن تميزهم ستجد بين البشر في كل مهنة الخبيث والطيب». أمنيات وطموحات يصبو الدوس في مجال الكتابة الدرامية إلى تحقيق بعض الأحلام والطموحات، يقول في ذلك: «كلما وصلت لتحقيق حلم صغير أرى حلما غيره وأكبر منه لذلك أحلامي متواصلة، حلمي القادم قد يكون سخرية لغيري لكنه جدي وبمثابة هدف لي، لذا لن أبوح به فهو سري! وأخشى إن بحت به أن لا يتحقق». وعن الأعمال التي يتمنى لو كان كاتبها، يقول: «لم أسأل نفسي هذا السؤال ، لأني عندما أرى أعمال الآخرين لا أرى غير كاتبها فيها، قد تعجبني القصة والحبكة لكني لا أنظر لها من زاوية أن أكون كاتبها، عدا عمل مسرحي وحيد قرأته في بداياتي وتمنيت أنني كاتبه وهو «أوديب ملكاً»
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©