الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض الشارقة يكشف ملامح من فنون الأزياء الإسلامية

معرض الشارقة يكشف ملامح من فنون الأزياء الإسلامية
13 ابريل 2014 21:00
«الرقي والفخامة والأصالة» ثالوث جمالي حط رحاله في معرض الأزياء الإسلامية الخميس الماضي، مقدماً نفحات من عبق حضارتنا الإسلامية العظيمة، حيث زينت خمسون قطعة صالة العرض في قلب الشارقة حاملة معها جمال ورونق الحضارة الإسلامية لتكشف الملامح الجمالية للأزياء من مختلف بقاع المسلمين، وذلك في إحدى قاعات المباني الجديدة لمؤسسة الشارقة للفنون في قلب الإمارة الباسمة، بالتزامن مع فعاليات أيام الشارقة التراثية التي انطلقت من 6 إلى 25 أبريل الجاري.وشكلت هذه القطع التي تمثل 18 دولة لوحة فنية إسلامية جمعت جماليات فن الحياكة من مختلف الأصقاع الإسلامية، مجسدة بذلك الإرث التراثي للأزياء الإسلامية، حيث جمع المعرض نخبة ما أفرزته قرائح المبدعين في مجال الأزياء التي ضمت تطريزات وأشكالاً هندسية لقطع تلاحمت فيها الخيوط بالإبداع لتؤلف هذه التوليفة الأنيقة. هلا عراقي (الشارقة) وزعت القطع على أقسام المعرض الستة التي ضمت مجموعات متنوعة من الأزياء والزينة والمقتنيات الشخصية والمنزلية التي تمثل تراث المجتمع الإسلامي من الأقاليم الإسلامية الرئيسية، وهي بلدان شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وشمال شرق أفريقيا، وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وتعود بعض القطع إلى القرن 19 وأوائل القرن العشرين. واستطاعت هذه القطع أن تضع بصمة تكشف من خلالها جانباً من حكاية التراث من خلال ما احتفظت به بين خيوطها من ذكريات أيام مضت تأملها الجمهور بإعجاب، مستشعراً الذوق الرفيع لأسلافنا الذين أبدعوا في تصميمها وأتقنوا فن حياكتها لذا كان الجمال حاضراً بقوة في كل ركن من أركان المعرض. ملامح مشتركة في بداية جولة الزائر تستقبله الأزياء التقليدية في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، التي تمتلك ملامح خاصة مشتركة لفنون أبدعها أبناؤها واتخذت على الرغم من اختلاف موطنها سمات مشتركة تقرب بيــن مـفاهـيم الفنون وقد يلمس ذلك التشابه الواضح في الأزياء الخليجية الــذي فرضــته طبيعــة البيئة والمناخ في اختــيار نوع الأقمشــة وكذلك الألوان ويمكننا أن نستخلص تقارب الأزياء التقليدية في الإمارات وعمان مع الأزياء التقـليدية بجيرانها الكويت وقطر والبحرين والسعودية والعراق من حيث الشكل العام وخطوط التفصيل،. وتوزيع الزخارف هذا على الرغم من أن لكل شعب من تلك الشعوب أزياء معينة، وإن اختلفت في بعض التفاصيل البسيطة فهي بذلك تعلن هويته المشتركة وتجسد شخصيته القومية والحضارية، ولكن يبقى للباس الوطني سحره الخاص الذي ما إن تنظر إليه حتى يأخذك الحنين لزمن الأجداد. ونجح المعرض في تسليط الضوء على الأزياء الإسلامية لحقب وفترات بعيدة ومناطق مختلفة مثال شمال أفريقيا التي ما زالت مجتمعاتها تحتفظ بكثيرمن الألبسة التراثية والشعبية الزاهية. وبالنسبة للمغاربة مثلا، فهم لم يتخلوا منذ قرون عن الألبسة التقليدية، خاصة في الأعراس والمناسبات الدينية. ويعتز المغاربة بالقفطان كأحد رموز الثقافة الشعبية المتشبعة بأصالتها، وتتميز الخياطة التقليدية في دول شمال أفريقيا بانتمائها إلى مناطق وأمكنة لها إبداعاتها في التطريز والزخارف. رسوم وعادات وشكل المعرض نافذة نتأمل من خلالها ما أبدعته أيدي المسلمين في آسيا الوسطى، حيث جاءت أزياؤهم خليطاً غنياً تتمثل فيه الرسوم والعادات فكانت الأزياء الحريرية قد اقتبست من الأزياء العربية والإسلامية أما غطاء الرأس فأخذ من الزي الصيني أو المغولي. وبرهن المعرض أن الزي الإسلامي لم يحد من جمال المرأة بل زادها سحراً وجمالاً بفضل أسلوب النسيج والحياكة الذي برع به المسلمون، إضافة إلى ما زود به من إكسسوارات جاءت لتكمل دوره التجميلي وفي القسم المخصص لشرق أفريقيا لمسنا كيف أن دخول الإسلام والنهضة العلمية والفكرية التي أحدثتها هجرة العرب من الخليج العربي إلى سواحل شرق أفريقيا قد أثر أيما تأثير في الثقافة الإفريقية السائدة فاصطبغت بالطابع الذي حمله هؤلاء الوافدون، فغدا أثرها واضحاً على عاداتهم وتقاليدهم وكذلك فنون العمران والملابس والأزياء. الثوب العربي فيوم الجمعة يؤدي المسلمون صلاتهم وقد اتشح غالبيتهم بالأثواب العربية التي تحاكي الثوب العربي المستخدم في عمان وكذلك القبعة التي توضع على الرأس، بل إنه في مناسبات الزواج وعقد القرآن لن تفأجأ إذا رأيت العريس وقد تقلد سيفاً عربياً وتمنطق خنجراً عربياً ثم لف رأسه العمامة التي تذكر بعرب شمال البحر، كذلك هو الشأن بالنسبة لزي المرأة الإفريقية التي أخذت طابعاً من ملابس المرأة العربية. المعرض بمثابة رحلة عادت بنا للماضي البعيد، لأوج إبداعات المسلمين حيث كان لهم إسهامات في مجالات عديدة منها الأزياء. وعند مشاهدة أزياء جنوب شرق آسيا نلحظ تأثير المجتمعات العربية في مختلف بلدانها، تأثيراً ثقافيا ً كبيراً ترك بدوره طابعاً تراثياً فنياً مميزاً، حيث داوم أهل تلك المنطقة على ارتداء الأزياء ذات النفس العربي الممتزج مع ثقافات وموروث تلك البلدان. وفي الركن المخصص لبلاد الشام تجلى الفن الراقي بأبهى صوره لأزياء أطلقت أنوارها في جميع أرجاء المعرض، حيث تفتخر دول بلاد الشام بامتلاكها ثروة عريقة من الأزياء الشعبية الأصيلة ذات التنوع الكبير والتراث العريق، وفي أغلبها ألبسة مغلقة تمنع حرارة الصيف وبرودة الشتاء، وهي مصنوعة من القطن وبألوان وزخارف بديعة تصنع يدوياً غالباً، وتتركز تلك الأزياء الشعبية في كل مدن وبلدان وأرياف بلاد الشام. أعمال فنية إن فن التطريز في بلاد الشام يعود بجذوره إلى الكنعانيين، الذين نشروا في العالم الأصباغ والأقمشة والتطريز، وظلت فلسطين طوال العصور الأرض المقدسة التي يأتيها الحجاج والسياح لزيارتها ثم العودة حاملين نماذج من الأعمال الفنية الشعبية الفلسطينية والمطرزات التي عرفت في فلسطين منذ عام 4500ق م ونشر الكنعانيون التحف المعدنية والزجاجية والملابس المطرزة. جذب المعرض فئات عمرية مختلفة، خاصة من النساء فقالت أم مروان “زائرة”: جئت إلى المعرض لمشاهدة هذا الكم الهائل من الجمال: أنا فخورة بالأزياء الإسلامية التي تميزني كمسلمة عن غيري ويعد المعرض شاهداً أرخ للذوق الراقي الذي تمتع به أجدادنا، وقد اكتمل المشهد بالإكسسوارات التي رافقت كل زي مما أضفى على المعرض لمسة جمالية خاصة. وتحدثت أم راشد “زائرة” عن أن زي المرأة ثري جداً استطاع أن يقدم صورة مشرقة لفن راق من فنون المسلمين وهو الأزياء، مظهراً التنوع والثراء في استخدام أدوات وتقنيات تعكس جماليات الحياكة. وأشارت موزة عبدالله، مشرفة في مركز الحرف الإماراتية، إلى أن المعرض تزامن افتتاحه مع أيام الشارقة التراثية وقد شكل نتاج حضارة واهتمام أمة، وجسد الإبداع الثري للمسلمين، وشكلت المعروضات المخزون التراثي الثري في عالم الأزياء الإسلامية متناولاً جذور وأصول فن الأزياء عند المسلمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©