العالم يتعهد إنقاذ الكوكب ويحمل على انسحاب أميركا من اتفاقية باريس للمناخ

برلين (وكالات) تعهدت الصين وأوروبا أمس، توحيد جهودهما لإنقاذ كوكب الأرض الذي وصفته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه «الكوكب الأم» في موقف حاسم مضاد لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ. وأشار زعماء آخرون إلى التزامهم الاتفاق، من بينهم الرئيس الهندي. فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لن يحكم على ترامب بسبب قراره على الرغم من أنه يرى أن الولايات المتحدة كان عليها البقاء في الاتفاقية، لكنه حذر من تأثير الاتفاق على الوظائف والفقر. وأعلن ترامب يوم أمس الأول أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس، منفذاً بذلك وعداً رئيساً قطعه خلال حملته الانتخابية. وقال، مستخدماً رسالة «أميركا أولاً» التي رددها عندما فاز بالرئاسة، إن اتفاقية باريس ستقوض الاقتصاد الأميركي، وستكلف الولايات المتحدة وظائف، وستضعف السيادة الوطنية الأميركية، وستضع البلاد في موقف سيئ دائم مقارنة ببقية دول العالم. لكن القرار قوبل بإدانات من حلفاء لواشنطن وقادة أعمال حول العالم. وقالت فرنسا إنها ستعمل مع مدن وولايات اعترضت على قرار ترامب، وأبرزها كاليفورنيا، لمواصلة مكافحة التغير المناخي. وانتقد عدد من الشركات ورواد الأعمال والقطاعات الصناعية قرار ترامب، فيما ركز آخرون على ما قد يعنيه قراره بالنسبة لتجارتهم. وقال قطاع صناعة السيارات الألماني الضخم إن أوروبا تحتاج لإعادة تقييم معاييرها البيئية للبقاء في موقف منافس بعد القرار الأميركي «المؤسف». وقدر مسؤول من منظمة الأرصاد العالمية التابعة للأمم المتحدة، أمس، أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، قد يزيد درجات الحرارة العالمية بواقع 0.3 درجة بحلول نهاية القرن في أسوأ سيناريو محتمل. وقالت ميركل، وهي ابنة قس تلتزم عادة الخصوصية فيما يخص معتقداتها الدينية، إن الاتفاقية مطلوبة «للمحافظة على وجودنا». ومضت قائلة وسط تصفيق النواب «إلى كل من يهمه مستقبل كوكبنا أقول: لنواصل السير في هذا الطريق حتى ننجح من أجل الكوكب الأم». وهيمن قرار ترامب على اجتماع كان محدداً سلفاً أمس بين رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج ومسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقال مصدر أوروبي إن الصين والاتحاد الأوروبي لم يتوافقا على إصدار بيان مشترك حول المناخ أمس في بروكسل بسبب استمرار الخلافات حول قضايا تجارية. وأوضح المصدر أن «الاتحاد الأوروبي والصين لم يوقعا بياناً مكتوباً حول المناخ بسبب خلافات حول وضع اقتصاد السوق في الصين». لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قال «لا تراجع عن التحول في مجال الطاقة. ولا تراجع عن اتفاقية باريس». فيما قالت الصين إنها دولة مسؤولة، تعمل بجهد كبير لمواجهة التغير المناخي.