عواصم (وكالات)
توغلت مليشيات «الحشد الشعبي» العراقية في وقت متأخر أمس الأول، في بلدتي البواردي وقصيبة بعمق 10 كلم في الأراضي السورية في ريف الحسكة، ما أدى لفرار مئات العائلات خوفاً من الانتقام. فيما أعلن الجيش الأميركي تعزيز «قوته القتالية» حول معبر التنف جنوب سوريا، محذراً مجدداً، من أنه يعتبر اقتراب المقاتلين الذين تدعمهم إيران، تهديداً لقوات التحالف التي تقاتل تنظيم «داعش» بالمنطقة. وجاء توغل «الحشد الشعبي» في الأراضي السورية، قبيل تحريره قرية ومخفر تل صفوك الحدودية غربي قضاء البعاج، وبلدة چاير جلفاس الحدودية بالمنطقة نفسها، واللتين تعدان أهم خطوط الإمداد الرئيسة لتنظيم «داعش» بين سوريا والعراق. وقال الخبير العسكري العميد في الجيش السوري النظامي هيثم حسون أمس، إن «أمر التقدم إلى دير الزور محسوم بالنسبة للقوات الحكومية ويتم بالتنسيق مع قوات (الحشد الشعبي) المتقدمة من الأراضي العراقية»، مشيراً إلى أن التكامل بين القوات السورية والعراقية سيقطع الطريق على أي تقدّم للقوات الأميركية باتجاه دير الزور، حسب قوله.
أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل ريان ديلون، في تصريح من بغداد، في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، بالقول «لقد عززنا تواجدنا وعددنا وأصبحنا مستعدين لأي تهديد من القوات المؤيدة لنظام الأسد». وقال ديلون إن عدداً قليلاً من القوات المدعومة من إيران، بقي، بعد الضربة الأميركية التي نفذت في 18 مايو المنصرم، على قوة متقدمة منها، داخل ما أطلق «منطقة عدم الاشتباك» بمحيط معبر التنف التي تهدف لضمان سلامة قوات التحالف بقيادة واشنطن. وكانت منشورات قدرت بـ90 ألفا أسقطتها قوات التحالف الدولي الأسبوع المنصرم، أبلغت المقاتلين المدعومين من إيران، بأن أي تحرك باتجاه التنف «سيعتبر عملاً عدائياً وسوف ندافع عن قواتنا».
وقال العميد حسون «عمليات الجيش السوري في الريف الشرقي لحمص متزامنة مع عمليات أخرى باتجاه أقصى شمال شرق ريف دمشق، وهذان المحوران يلتقيان في عدة أهداف أساسية: أولاً تأمين مؤخرة القوات السورية المتجهة شمالاً انطلاقاً من مدينة تدمر للوصول إلى الحدود العراقية وبالتالي الوصول إلى مشارف دير الزور». وأضاف «كما أن عملية الجيش السوري تهدف للوصول والسيطرة على الحدود الأردنية السورية العراقية في منطقة المثلث (محيط معبر التنف)، ومنع أي تمدد لما يسمى (جيش العشائر) أو (مغاوير الثورة) وهي مجموعات (إرهابية) مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والأردن».
في الأثناء، بسطت «قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي، أمس سيطرتها على بلدة المنصورة الاستراتيجية في ريف الرقة الغربي. وأعلنت قيادة عمليات «غضب الفرات»، على صفحتها الرسمية في فيسبوك، أن القوات المشاركة في العملية اقتحمت البلدة التي تقع على الطريق بين مدينتي الرقة والطبقة بعد اشتباكات عنيفة مستمرة منذ الخميس، أسفرت عن القضاء على عدد من إرهابيي «داعش». ومنذ نحو شهر، أعلن ممثلو قوات سوريا الديمقراطية، أن بلدة المنصورة تشكل هدفاً رئيساً لمقاتليهم في ريف الرقة الغربي بعد تحرير مدينة الطبقة وسد الفرات، وذلك في إطار العمليات العسكرية الرامية لعزل الرقة تماماً قبل الانقضاض على فلول «داعش» ودحرها في معقلها الرئيس بسوريا.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت مصادر محلية أن التنظيم الإرهابي يحتجز 5 آلاف مدني في بلدتي المنصورة وهنيدة على الضفة الجنوبية من نهر الفرات في ريف الرقة الجنوبي الغربي، وذلك لاستخدامهم دروعاً بشرية. من جهته، أكد التحالف الدولي المناهض «لداعش» أن عدد النازحين الذين فروا من مدينة الرقة بلغ، مع اقتراب المعركة الحاسمة لتحريرها، نحو 200 ألف شخص بينهم 92 ألف شخص باتوا في مخيمات للنازحين معظمها في عين عيسى على بعد 30 كلم شمالي الرقة.
لافروف يثمن مساهمة الأكراد في مكافحة الإرهاب
موسكو (وكالات)
أكد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أن الأكراد يسهمون بشكل نشيط في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا. جاء تصريح لافروف خلال لقائه رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، على هامش منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، مؤكداً أن روسيا تعير اهتماماً خاصاً للمسألة الكردية. وأضاف لافروف أن موسكو تثمن سعي إقليم كردستان العراق لتطوير التعاون مع روسيا، مؤكداً أهمية استمرار المشاريع المشتركة. من جهته، أعرب بارزاني عن أمله في تطوير العلاقات مع موسكو، قائلاً «لدينا تاريخ طويل في العلاقات مع روسيا الاتحادية. وزيارتنا إلى سان بطرسبورج هي فرصة جيدة لتطوير هذه العلاقات في الاتجاهات كافة، في مجالات الطاقة والسياسة والاقتصاد. لقد ناقشنا هذا مع الوزير لافروف وسنواصل الحديث مع المسؤولين الآخرين. لدينا علاقات جيدة مع روسيا، ونأمل أن تكون أفضل».
عدد اليوم
