«كود» جديد للطاقة في أبوظبي يجعل البنايات صديقة للبيئة

تعمل دائرة شؤون البلدية في أبوظبي حالياً من أجل تعميم نظام جديد لاشتراطات ومواصفات البناء «الكود»، وبما يعزز مسيرة التنمية المستدامة في الإمارة، وذلك بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في أنظمة البناء. وقد تم أختيار «الكود الأميركي»، لتطبيقه بعد إدخال تعديلات عليه وإدخال بعض التغييرات بما يتماشى مع الظروف المحلية في إمارة أبوظبي. وقال ماثيو بيرام مستشار تخطيط الاستدامة البيئية في دائرة شؤون البلدية إن « كود الطاقة « الذي سيتم تطبيقه في أعمال العمران والبنايات الحديثة بإمارة أبوظبي، سوف يوفر الكثير من معدل استهلاك الطاقة الحالي والذي يصل الى 250 كيلو واط في الساعة لكل متر مربع وفق آخر الدراسات المحلية. وقال مستشار التخطيط بالاستدامة البيئية إن كود الطاقة تم أخذه من الكود المطبق في الولايات المتحدة الأميركية والذي تم تحديثه من قبل جميعة المهندسين الأميركيين المختصين في أنظمة التبريد وتوليد الطاقة للبنايات والأبراج السكنية في عام 2004. وأضاف بيرام «أن الكود الذي سيتم تطبيقه بالفعل مع بداية العام المقبل ، والذي يختص بالطاقة يتسم بدرجة أعلى من التطوير تصل نسبتها الى 30 % عن الذي يطبق حالياً في الولايات المتحدة الأميركية . وأشار مستشار الاستدامة البيئية أن البنايات الحالية في إمارة أبوظبي ليست بالمستوى اللازم الذي يتماشى مع خطط الإمارة في الرغبة لتوفير الطاقة وتحقيق الاستدامة البيئية، ويتميز «الكود « بتطبيق أعلى مستويات المعايير والمقاييس التي تساهم بشكل فعال في التخفيف من كمية أستهلاك الطاقة بالإضافة الى ضرورة وعي المستهلكين بضرورة الترشيد في استهلاك الطاقة. وقال : «إذا ما تم تطبيق كود الطاقة الجديد وزادت نسبة الوعي بين المستهلكين لترشيد الطاقة ستصل النسبة الى أقل من 80 كليو واط في كل متر مربع في الساعة على مدار السنة. وأوضح ماثيو بيرام مستشار تخطيط الاستدامة البيئية في دائرة شؤون البلدية أن المعايير والاشتراطات على البناء الحديث تشكل خطوة ناجحة لضمان عمر أطول للبنايات، حيث سيصل العمر الافتراضي لكل بناية مطبقة لنظام الكود الجديد حوالي 50 عاماً كحد أدنى. ومن جهته قال أريك ماكيلا المدرب الأميركي والخبير في مجال كود الطاقة للبناء إن تطبيق الكود سيجعل البنايات صديقة للبيئة بحيث تساهم في توفير الطاقة والماء والمواصلات وطريقة استخدام الأرض، بالإضافة الى عمليات الصرف الصحي والتخلص من المخلفات. وأشار أن كود الطاقة يتم تطبيق من خلال تغير نسبي في التصميم والإشراف والبناء، حيث لابد من مشاركة كل من الاستشاريين والمصممين والمقاولين في تطبيق كود الطاقة الجديد، مؤكدا أن البناية ستعيش لفترات أطول من العمر الافتراضي الحالي لها. وقال خبير الكود الأميركي إن الطاقة هي أهم اشتراطات البنايات الخضراء والتي تطمح إمارة أبوظبي لزيادتها في بناياتها، مشيرا أنه تكمن أهمية الطاقة وتطبيق أفضل الممارسات فيها من خلال تشغيل أنظمة التكييف والتبريد والأجهزة الإلكترونية التي يتم تشغيلها حيث تطلق غازات في الجو تؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة في الجو وتغير المناخ العالمي المرتبط مع بعضه البعض ، مما يؤثر سلبا على سكان الأرض، حيث بدأت الدول المتقدمة بتطبيق أفضل الممارسات للتقليل من كمية بث الغازات المضرة للسكان. وقال خبير كود الطاقة إن البنايات الحديثة وتطبيق ممارسات الطاقة الحديثة يلزمه بعض التعديل في تصميم البناية الجديدة من جانب الشكل الخارجي والمواد العازلة التي تساهم في التقليل من تغير درجات الحرارة الداخلية للشقق والبيوت، ومنع دخول الحرارة الخارجية عبر الشبابيك الذي يلزم تبديل نوعية الزجاج وأحجام النوافذ وبالتالي لا يلزم السكان بتشغيل أجهزة التبريد لوقت طويل أو طاقة عالية. كما يمنح الشقق فرصة كافية لدخول الإنارة بحيث يقلل السكان من الإضاءة الداخلية أو استخدام الأنواع التي تستهلك كميات أكبر من الطاقة وتزيد من درجات الحرارة الداخلية. كما أن كود البناء سيؤدي إلى استخدام حجم أقل من الحالي في التكييف ، مشيراً إلى أهمية تغيير نوعية المواد العازلة في الجدران والأسقف. وأكد الخبير العالمي لـ « كود الطاقة « أن تكلفة تطبيق « الكود « سيكون أقل من البناء الحالي في حال تقليل استهلاك الطاقة ، اضافة إلى عمر البناية الذي سيصل الى أكثر من 50 عاماً ، وسيلاحظ السكان الفرق من خلال رسوم وفواتير تشغيل الطاقة المنزلية. وأوضح أن ذلك سيؤدي إلى فوائد كثيرة لجميع المستفيدين ، حيث إن الحكومة لن تحتاج إلى بناء محطات كهرباء بنفس المعدلات التقليدية في حال إذا تم تطبيق كود الطاقة.