عبد الله بن زايد ورئيس بنما يستعرضان فرص الاستثمار في البلدين

استقبل ريكاردو مارتينيلي رئيس جمهورية بنما أمس في قصر الرئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والوفد المرافق. ويضم الوفد معالي ريم الهاشمي وزيرة دوله، و خالد الغيث مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، وسلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس إدارة دبي العالمية وموانئ دبي العالمية، وعددا من أعضاء الوفد بحضور وزير الخارجية البنمي بجانب خوان أريولا وزير الطاقة. وقد رحب رئيس جمهورية بنما بسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، وأعرب عن أمله أن تعزز هذه الزيارة علاقات الصداقة والتعاون الثنائي بين البلدين، مؤكدا ضرورة تنميتها من خلال بناء جسور تعاون جديدة فى مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية والسياحية والثقافية والتجارية عبر زيارات متبادلة للمسؤولين في البلدين، إضافة إلى تشجيع ودعم القطاع الخاص ورجال الأعمال فيهما من خلال استثمار متبادل وتعاون مشترك من منطلق اهتمام وحرص قيادتي البلدين على تأسيس تعاون بناء وفتح آفاق أرحب لتحقيق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة لشعبي البلدين الصديقين. توسعة قناة بنما وألقى الرئيس البنمي الضوء على أهم المشاريع المستقبلية في بلاده، وخاصة مشروع توسعة قناة بنما من خلال خطة استراتيجية تبلغ تكلفتها خمسة مليارات و 250 مليون دولار أميركي ويتم إنجازه خلال 10 سنوات، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيوفر حوالي تسعة آلاف فرصة عمل جديده للبنميين، موجها الدعوة للإماراتيين للاستثمار في مصارف وبنوك بلاده. وأشاد خلال اللقاء بتجربة دولة الإمارات الحضارية التي تعد نموذجا نهضويا تنمويا انفتاحيا، بينما تمنى للإمارات تقدما ورفعة في ظل قيادتها الحكيمة، مؤكدا حرص بلاده على التعاون وتوسيع جوانب العمل المشترك مع دولة الإمارات ترجمة للرغبة المشتركة الصادقة في تعزيز علاقات ثنائية متميزة تخدم مستقبل البلدين وشعبيهما. من جانبه أوضح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن زيارته لبنما تأتي في إطار التواصل والتقارب بين دولة الإمارات وعدد من الدول الصديقة، بما يعزز ويوثق علاقات التعاون والصداقة معها، مشيرا سموه إلى أن حالة السوق في الإمارات أصبحت قوية وصلبة لأننا احتضنا وشجعنا الاستثمارات الأجنبية من خلال تبنينا سياسة الاقتصاد الحر، وتشجيعنا رأس المال الخاص للاستثمار في مختلف الأنشطة الاقتصادية الخدمية والإنتاجية، فضلا عن حرصنا المتواصل على أن تواكب تشريعاتنا وقوانينا المستجدات الدولية والإقليمية والمحلية التي تضمن حقوق المستثمر إضافة إلى أن استقرارنا السياسي والأمني وحرية الحركة والانتقال داخل الدولة وخارجها عزز النمو في سوقنا وجذب الاستثمارات، مؤكدا أننا تغلبنا على الأزمة المالية وحققنا تعافيا اقتصاديا بشكل كامل. ودعا سموه الجانب البنمي إلى ضرورة وأهمية توقيع اتفاقيات تعاون مشترك وخاصة اتفاقيتي منع الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمار. ووجه سموه الشكر لحكومة جمهورية بنما للدعم الذي قدمته للإمارات بشأن استضافة مدينة أبوظبي مقر وكالة الطاقة المتجددة «إيرينا»، موجها لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر التحضيري للوكالة المزمع انعقاده خلال شهر يناير القادم في أبوظبي. ودعا سموه القطاع الخاص الإماراتي للتعرف على المشاريع والفرص الاستثمارية في بنما خاصة في مجالات الطاقه والسياحة والبناء والبترول والكهرباء. وتم خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات والمستجدات الراهنة على الصعيدين الإقليمى والدولى بجانب القضايا ذات الاهتمام المشترك، وما يتعلق بالاستثمار المتبادل بين البلدين إضافة إلى دعم كل ما يتعلق بمستقبل العلاقات الاقتصادية وتنمية المبادلات التجارية بينهما وتنشيط الاتصالات بين رجال الأعمال والشركات والمؤسسات المختلفة فيهما تعزيزا للعلاقات الثنائية، فضلا عن بحث إمكانات إيجاد فرص استثمارية في المجالات التجارية والسياحية يكون للقطاع الخاص في البلدين الصديقين دور رئيسي فيها. من جانب آخر قام سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والوفد المرافق بزيارة قناة بنما التي تصل بين المحيطين الأطلنطي والهادي، بينما تتمتع منطقتها بالغابات المطيرة ما جعلت بنما من أكبر الدول في القارة الأميركية احتواء للمحميات الطبيعية النباتية والحيوانية، مما يشكل جذبا للسياح من هواة الطبيعة . وقدم مديرها العام شرحا مفصلا حول كونها واحدة من أهم المسطحات المائية باعتباره ممرا مائيا مسافته80 كيلو مترا، استغرق شقها ثماني سنوات وتم افتتاحها عام 1914 بتكلفة قدرها 380 مليون دولار أميركي في ذلك الوقت لتلتقي مياه برزخ بنما بمياه المحيطين الأطلنطي والهادي ،بدءا من مدينة بنما على ساحل المحيط الهادي وحتى كولومبيا على المحيط الأطلنطي ،مشيرا إلى أن حوالي 120 ألف سفينة تعبرها سنويا . يذكر أن حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية بنما بلغ العام الماضي 2008 حوالي 23 مليونا و631 ألف درهم.