5 آلاف سيارة أجرة لا تكفي احتياجات سكان الشارقة

خمسة آلاف سيارة أجرة تسير في طرقات وشوارع الشارقة ومئات حافلات النقل لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة من السكان المواطنين والمقيمين لوسائل النقل العامة، حسب سكانٍ في المدينة اشتكوا أزمة نقص في سيارات الأجرة والحافلات، عوضاً عن سوء معاملة السائقين مع الركاب، ورفضهم الذهاب إلى بعض الأماكن بالتحديد· وأطلقت مواصلات الشارقة مؤخراً 1000 سيارة أجرة جديدة من خلال شركات الامتياز المعتمدة لديها، في الإمارة التي يبلغ عدد سكانها 724859 نسمة وفق إحصائيات وزارة الاقتصاد لعام ،2005 ''بيد أن الحال لم يتغير وخصوصاً في أوقات العطل الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع والإجازات'' حسب حسين الحديثي الذي أكد أن هناك مشكلة نقص حقيقية يعاني منها مستخدمو سيارات الأجرة في الشارقة· وأضاف الحديثي، (25 عاماً، مهندس مدني)، ''إن أغلب سائقى مركبات الأجرة عصبيون، وكثير منهم يرفض توصيل الشخص إلى المكان الذي يرغب الوصول إليه بالتحديد·'' ويصف أحمد علمين (27 عاماً محام)، الحصول على تاكسي في شوارع المدينة أقرب إلى ''الحلم''، معتبراً ''أن السائقين أصبحوا مدللين ويتعاملون مع الراكب على أساس أنه متسول·''، وتتفق معه الطالبة منى العمري (20 عاماً)، التي تشتكي من ''الروائح الكريهة في سيارات الأجرة، فضلاً عن رفض السائقين توصيل الراكب إلى وجهته أحياناً بحجة أنها تقع في بؤرة مزدحمة·'' بدورهم، يرفض سائقوا سيارات الأجرة هذه الاتهامات، حيث وصف أحدهم، (فضل عدم ذكر اسمه) أن ما يشاع عن زملائه ''ظلم وإجحاف''، مؤكداً أن مهنة سائق الأجرة متعبة وتستمر لـ 12 ساعة عمل في اليوم· وأضاف: ''يتحمل السائق أية أعطال تقع على المركبة أو مخالفات تحصل رغماً عنه، مقابل راتب زهيد لا يكاد يكفي لتلبية متطلبات الحياة·'' وقال آخر: ''إن الخطأ ليس دائماً على السائق، حيث إن بعض الزبائن يتعاملون معنا بدونية''، مطالباً الآخرين بتفهم الظروف النفسية التي يمر بها السائق كالقيادة لساعات طويلة في شوارع مزدحمة، واختناقات مرورية تؤثر سلباً على التركيز والأداء·'' أما بخصوص حافلات النقل العام، فيشتكي مستخدموها من الازدحام الشديد في المواقف، مطالبين بضرورة زيادة الأسطول لتلبية الاحتياجات المتزايدة· وقال مهند معلوله (36 عاماً موظف في شركة تأمين) اعتدت وعائلتي الذهاب إلى مدينة العين بواسطة الحافلات لزيارة شقيقي وأسرته المقيمة هناك، لكن في كل مرة نضطر للوقوف في الدور نحو 45 دقيقة على الأقل لنحصل على أربعة مقاعد· عبدالله الزري مدير عام مؤسسة مواصلات الشارقة لم ينكر الشكاوى من سيارات الأجرة وسائقيها، مؤكداً أن المؤسسة سبق وأن رصدت هذه الظاهرة من خلال تلقيها شكاوى هاتفية عبر مركز الاتصال للمؤسسة، وكذلك من خلال مراقبي الجودة الميدانيين التابعين لها· وذكر أن المؤسسة تلقت خلال النصف الأول من العام الجاري 4240 شكوى، وكانت أبرزها الطيش في القيادة، وعدم التحميل، وعدم التوقف، وفي خلال الشهر الفائت تم التحقيق مع 7 سائقين وتم إنهاء خدمات 3 منهم وتغريم الآخرين· وأضاف الزري: ''قامت إدارة المؤسسة باتخاذ اللازم للحد من هذه الظاهرة، وتشددت عقوبة عدم التوقف لتحميل الركاب أو رفض توصيلهم بتطبيق غرامات تصل إلى 1000 درهم، ورصد نقاط سوداء، وفي حال تجاوز أي سائق عدد 16 نقطة سوداء خلال عام، يتم إنهاء خدماته فوراً طبقاً لما جاء بالاتفاقية المبرمة مع الشركات الممنوحة حق تشغيل مركبات الأجرة داخل الإمارة·'' وقال: ''نتوقع أن تخف مشكلة نقص الأجرة في الإمارة بعد تدشين الشركة الجديدة (أجرة الشارقة) وزيارة أسطول مركبات الأجرة في الإمارة وتحسين الخدمات·'' ووفقاً لإحصائيات إدارة المرور والترخيص في شرطة الشارقة، فإن عدد السيارات الخاصة المسجلة في المدينة وصلت إلى 46 ألف سيارة، فيما يبلغ عدد سيارات الأجرة في المدينة 5000 مركبة تعمل جميعها لصالح مؤسسة مواصلات الإمارات من خلال شركات الامتياز المعتمدة لديها· وطلب من الجمهور بالإبلاغ عن السائق الذي يرفض التحميل وذلك بذكر الأرقام المبينة على جانب السيارة وهي ثلاثة أرقام بالإضافة إلى ذكر الرمز المكتوب· وفيما يخص مشكلة الازدحام في الحافلات وصعوبة الحصول على مقعد وتحديداً في الإجازات وعطلة نهاية الأسبوع كشف عبدالله الزري أن شهر اغسطس الجاري سيشهد تشغيل الخط الثاني للمواصلات العامة في مدينة الشارقة، بعد نجاح التشغيل التجريبي للخط الأول (14)، مشيراً إلى أن الخط الجديد سيحمل رقم (8)، وسيكون مساره (النهدة، مروراً بشارع التعاون، وشارع الوحدة، وشارع الملك فيصل، وانتهاءً بميدان الاتحاد)· وأضاف: ''تجري حاليا مناقشات مع دائرة التخطيط والمساحة في الشارقة لتحديد المواقع التي سيتم فيها بناء محطات لهذه المركبات، اذ من المقرر تشييد مواقف مكيفة لها خلال الشهر المقبل·'' وقال إن الخط التجريبي (13) كان ينقل ما بين 5500 - 0006 راكب يومياً، و12 الف راكب في نهاية الاسبوع، حيث تقرر توفير 5 حافلات جديدة للخط الثاني الذي سيتم تشغيله· وزاد: تقرر إضافة 35 مركبة جديدة إلى مركبات أجرة المطار ليصبح المجموع الكلي 140 مركبة، كما تم رصد مبلغ 15 مليون درهم لبناء محطة مركزية لخدمة مركبات الأجرة في مطار الشارقة، وتم الانتهاء من تصميم المشروع ورفعه إلى الجهات العليا للموافقة· وأشار مدير عام مؤسسة مواصلات الشارقة إلى أن المؤسسة اتفقت مع إحدى الشركات السنغافورية العاملة في مجال الإلكترونيات، لتنفيذ مشروع جديدة لإخضاع جميع مركبات الأجرة إلى المراقبة عن طريق الأقمار الاصطناعية· ويبدأ العمل في المشروع الذي يتكلف 30 مليون درهم عقب 15 شهراً، حسب الزري· وكشفت إحصائيات المواصلات العامة في الشارقة أنه تم نقل حوالي مليوني و900 ألف راكب من محطة الجبيل الرئيسية في الشارقة إلى مختلف مدن الدولة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، أي بزيادة قدرها 26% أو 600 ألف راكب زيادة عن نفس المدة في العام الماضي، من بينها مليونان و300 ألف راكب إلى دبي، و250 ألف راكب إلى أبوظبي، و125 الف راكب الى عجمان، و70 ألف راكب إلى كل من العين ورأس الخيمة وخورفكان· وتقرر إنشاء مبنى جديد لمحطة الجبيل المركزية وسيكون موقعها بالقرب من مسجد الملك فيصل وميدان الاتحاد وجاري الآن العمل في التصميمات الجديدة لهذا المبنى·