الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أهالي بغداد يستمتعون مجدداً بزيارة الأسواق والحدائق

2 أغسطس 2008 01:19
بعد طول انتظار، قرر عزيز هادي (43عاماً) اصطحاب زوجته وأولاده الأربعة إلى حديقة الزوراء كبرى منتزهات بغداد الملاصقة لجانب من المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط العاصمة العراقية لقضاء أوقات ممتعة بفضل التحسن الكبير في الوضع الأمني هناك· ولم يكن بوسع الأسر العراقية منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 الخروج لقضاء أوقات ممتعة في الأماكن العامة والمنتزهات والمطاعم جراء انهيار الأمن وانتشار أعمال عنف وانفجارات مدمرة واغتيالات عشوائية وعمليات خطف جماعية مما أدى إلى إغلاق تلك الأماكن وعزوف الناس عن ارتيادها· أما الآن، فالحال تغير بشكل كبير وتنفس العراقيون الصعداء وأصبح من بين أهم اهتماماتهم قضاء أوقات في الحدائق العامة والأسواق· وشرعت أمانة بغداد في توسيع رقعة المناطق الخضراء وحدائق الألعاب بإقامة منتزهات صغيرة داخل الأحياء مجهزة بالألعاب لاستقطاب العائلات وإفساح المجال أمام الأطفال للهو واللعب كما قامت بتشجير الساحات وتقطاعات الطرق وإحاطتها بأسيجة حديدية· وقال عزيز بعدما وصل إلى الحديقة مبكرا ''الاستقرار الأمني منحنا فرصة الخروج من أجواء المنزل وقضاء أوقات جميلة في هذه الحديقة بعد أن حرمنـــــــا منها لسنوات ''· وأضاف '' لقد حفزنا فقدان الطاقة الكهربائية طوال ساعات النهار على اللجوء إلى هذا المكان والاستمتاع بالمناظر الجميلة وسط هذه الأجواء للتخلص من حرارة الشمس العالية وقضاء أوقات تحت ظلال الأشجار، فضلا عن لهو الأطفال في الألعاب''· وإلى جانب عائلة عزيز هناك مئات العائلات افترشت تحت ظلال الأشجار وقرب النافورات في الحديقة برفقة أبنائها للتنزه والترفيه واللهو والاستظلال والهروب من حرارة الشمس، كما يتجمهر آلاف من العراقيين كل يوم جمعة منذ الصباح في ''سوق الغزل'' لبيع الطيور والحيوانات الأليفة والمتوحشة في شارع الجمهورية وسوق الكتب الشهير في شارع المتنبي وأسواق التحف والخردة في الباب الشرقي والميدان وقرب مرآب النهضة وأسواق متفرقة في بغداد الجديدة ومدينة الصدر· ويشاهد الناس قردة وذئابا وكلابا مدربة وأفاعي وطيورا واسماكا غريبة في سوق الغزل وتحفا تعود لسنوات طويلة وكتبا تاريخية لعمالقة الكتاب العرب والأجانب وسلعا وملابس تباع بأسعار رخيصة· ورغم أن العطلة الأسبوعية في العراق أصبحت الجمعة والسبت إلا أن أهالي بغداد يعتبرون الجمعة ''يوماً مباركاً'' لقضاء أجمل المناسبات وأداء الصلوات في المساجد وزيارة الأماكن الدينية والتبضع في الأسواق وتناول وجبات الطعام في المطاعم، وقد أنستهم الأوضاع الأمنية السيئة في البلاد طوال السنوات الخمس الماضية بريق هذا اليوم وتقاليده· أما اليوم فالأوضاع تغيرت بعد رفع حالة حظر التجوال نهار كل جمعة المفروضة منذ انطلاق خطة ''فرض القانون'' يوم 14 فبراير العام الماضي مما أتاح للناس إلى الخروج بحرية وقضاء يوم جميل كل واحد حسب طريقته وفي ظل تعايش أخوي بعيداً عن الطائفية· وكأجراء احترازي، أحاطت الحكومة العراقية الأسواق الكبيرة أماكن الترفيه العامة والشوارع المؤدية إليها حواجز اسمنتية كبيرة وكلفت أعدادا كبيرة من جنود الجيش والشرطة بتأمين الحماية لزوارها· وإذا كانت الحدئق والأسواق قد عاودت نشاطها، فإن دور السينما والمسارح لاتزال مغلقة وأصبحت بعضها أماكن مهجورة تتجمع فيها النفايات والأوساخ بعد توقف الحركة الفنية بصورة شبه كاملة وفرار الممثلين الكبار إلى خارج البلاد فيما يجري عرض عدد محدود من المسرحيات في وقت النهار على جمهور المثقفين في صالة المسرح الوطني·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©