تفاقم الخلافات السياسية مع رفض الرئيس الصومالي إقالة محافظ مقديشو

تفاقمت الخلافات السياسية التي تعصف بالحكومة الانتقالية الصومالية الهشة عندما اصدر الرئيس الصومالي عبدالله يوسف امس قرارا باعادة تعيين أمير حرب سابق في منصب محافظ اقليم بنادر والعاصمة مقديشو· وقال مسؤول حكومي ان الرئيس الصومالي اعاد تعيين رئيس بلدية مقديشو المقال مما يكشف عن شقاق في قمة السلطة· وكان رئيس الوزراء نور حسن حسين اقال الاربعاء الماضي محمد ديري وهو زعيم حرب سابق قوي يرتبط بعلاقات قوية مع يوسف بسبب مزاعم بإساءة استخدام الاموال العامة وتدهور الامن في العاصمة· وقال ديري انه يسعده التنحي لكن فقط اذا صدق الرئيس يوسف على امر حسين باقالته· وقال مسؤول حكومي كبير لرويترز طالبا عدم نشر اسمه ''قال الرئيس ان محمد ديري ما زال المحافظ وايضا رئيس بلدية مقديشو·'' واضاف ''الرئيس قال ان··· اقالة رئيس الوزراء لرئيس البلدية ليست قانونية''· ويتولى ديري منذ اوائل 2007 ادارة المدينة التي تعمها الفوضى وشاركت الميليشيا التابعة له بكثافة في در ميليشيا ''المحاكم الاسلامية'' التي كانت تسيطر على المدينة قبل طردها من قبل القوات الاثيوبية المتحالفة مع يوسف· وفي احدث هجوم القيت باللائمة فيه على مسلحي ''المحاكم'' انفجرت قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق لتقتل جنديا اوغنديا امس· وكان الضحية احد افراد قوة حفظ سلام صغيرة تابعة للاتحاد الافريقي تتمركز في العاصمة· وقال ضابط في قوة السلام طالبا عدم كشف اسمه لوكالة فرانس برس ان ''قافلة قوات السلام كانت قادمة من المطار عندما اصابها انفجار عبوة زرعت على الطريق فقتل احد جنودها المنتمي الى القوات الاوغندية''· واكد عدد من الشهود لوكالة فرانس برس ذلك الهجوم· وقال احد السكان محمد علي نور ان ''القافلة المستهدفة المكونة من ست آليات كانت قادمة من المطار ودمرت احدى آلياتها فطوقت قوات الاتحاد الافريقي المنطقة''· واكد الاتحاد الافريقي من مقره في اديس ابابا في بيان ان جنديا من قواته ''قتل في انفجار لغم مضاد للاشخاص فجره عن بعد متمردون يعارضون السلام والاستقرار في الصومال''· وجاء في البيان ان الاتحاد الافريقي ''يندد دون لبس بهذا العمل الجبان والهمجي الذي استهدف جنديا من قوات السلام المنتشرة في مقديشو لحماية حياة الصوماليين''· وتابع البيان ان ''هذا العمل الذي يهدف الى نسف عملية السلام في الصومال لن يردع الاتحاد الافريقي والشعب الصومالي والامم المتحدة عن عزمهم والتزامهم بتكثيف الجهود من اجل المصالحة والسلام والاستقرار طبقا لاتفاق (الهدنة) المبرم في جيبوتي''· وتعد قوات الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة المنتشرة منذ مارس 2007 في الصومال حيث تدور حرب اهلية منذ 1991 حاليا 1650 جنديا من اوغندا و850 من بوروندي على ان يرتفع عديدها الى ثمانية الاف رجل لاحقا· وكان الجنود الاوغنديون اول من انتشر في مقديشو في اطار تلك القوات المشتركة· وتوفي جندي من بوروندي في الثامن من ابريل الماضي متاثرا بجروح اصيب بها في اعتداء بالسيارة المفخخة على موقع عسكري· وتبنى العملية المقاتلون الصوماليون ''الشباب'' المتطرفون· وجرى في التاسع من يونيو الماضي في جيبوتي توقيع اتفاق بين قسم من المعارضة التي يطغى عليها الاسلاميون والحكومة الصومالية لكن رفض من قبل فصيل متطرف من الاسلاميين و''الشباب'' ولم تتوقف المعارك في مقديشو ولا في بقية انحاء البلاد منذ التوقيع على هذه الهدنة·