في خطوة نوعية في تاريخ معارض الكتاب العربية، يشهد معرض أبوظبي للكتاب محاولات للعثور على تمويل لتقديم أول بطل عربي خارق بالقيم العربية للعالم من أبواب «هوليوود» عبر سلسلة أفلام مثل «الفهد الأسود» «Black Panther»، وذلك بالتزامن مع عام زايد، الذي يمثل احتفال دولة الإمارات بالقيم العربية الأصيلة التي رسخها وجددها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وانضم عنترة بن شداد إلى الأبطال الخارقين في الولايات المتحدة، مثل «سوبر مان» و«الرجل الحديدي»، بعد إصدار شركة «آي دي دبليو» العالمية العدد الأول من القصص المصورة «comics» «عنتر الفارس الأسود» «Antar The Black Night» وطرحتها في السوقين الأميركي والعالمي، حسب كاثرين نيكلسون المدير العام لـ«مينا سينما فاينانس»، لتمويل الإنتاج الإعلامي والاستشارات.
وتعمل كاثرين في قاعة «عنتر الفارس الأسود» بمعرض الكتاب في أبوظبي على هذا المشروع بالتعاون مع جيف جوميز المدير التنفيذي لشركة «ستار لايت رانر» «Star Light Runnre»، ومقرها نيويورك، المختصة في زيادة أرباح أفلام شهيرة مثل «قراصنة الكاريبي» و«أفاتار».
وقالت كاثرين إن هناك «اهتمام من مستثمرين خليجيين»، مضيفة أنه لا يمكنها الإدلاء بمعلومات عنهم حالياً وفقاً لرغبة كل الأطراف. وحول حجم التمويل الذي يتطلبه الفيلم قالت «إنه يقع بين 100 إلى 150 مليون دولار»، مؤكدة أن هناك استوديو في الولايات المتحدة مهتم أيضاً بإنتاح الفيلم، مضيفة أنه لا يمكنها أيضاً كشف هذه المعلومة في الوقت الحالي.
وولدت فكرة تحويل شخصية عنترة بن شداد إلى قصص مصورة عالمية وتقديمه إلى العالم، في أبوظبي، عندما واجهت كاثرين سؤالا من مواطن قالت إن ما تذكره هو أن اسمه الأول كان «غانم»، عندما قال لها «لماذا لا نرى أبطالا عرباً في السينما الأميركية؟»، فأجابت «لأننا لا نعرف عنهم شيئاً»، وتابعت «فأخبرني عن عنترة بن شداد، وجذبت القصة اهتمامي، واستغرق الأمر عامين لدراسة كل الروايات والجوانب المختلفة لقصته، تلى ذلك خطوات أخرى إلى أن قامت آي دي دبليو بإنتاج السلسلة التي طبع منها العدد الأول»، مشيرة إلى أن «آي دي دبليو» شركة مستقلة، وثالث أكبر دار نشر للقصص المصورة على مستوى الكرة الأرضية.
والتقت كاثرين بالمدير التنفيذي لشركة «ستار لايت رانر» جيف جوميز خلال رحلتها البحثية في تاريخ عنترة بن شداد، خلال ندوة كان فيها المتحدث الرئيس في معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصوّرة بدبي، حيث تلاقت أهدافهما، وذلك لأن جيف يهتم بترخيص وامتلاك الدول لتاريخها وأساطيرها المحلية، وقام بالترويج لذلك في الصين والهند وألمانيا، وأستراليا وغيرها.
وقال جيف إن أبحاث شركاتنا اكتشفت أن بعد الأجيال الجديدة عن تراثها وأساطيرها يتسبب في العنف والتطرف والفقر، ذلك لأن القيم الموجودة في تلك الشخصيات تغيب عن المجتمع بداية من التعاطف إلى الشجاعة مروورا بكل القيم الأخرى، وبالتالي يختار الأجيال الجديدة أبطالا لهم مثل تجار المخدرات، كما يحدث في بعض الدول أميركا الجنوبية، وليس «زورو»، الغني الذي يتعاطف مع الفقراء ويدافع عنهم. وأضاف أنه بالبحث في الأساطير ستجد أن أغلبها تتشارك قيما إيجابية جيدة تصلح لأن ينشأ عليها الأطفال، فيشبون وهم يريدون أن يكونوا مثل عنترة ابن شداد الذي هو في واقع الأمر فارس نبيل وشاعر ومحب.
وحول تخصص شركته أوضح جيف أنها تقوم بدراسة كل تفاصيل العمل الفني واختيار الأسلوب الأمثل للسرد القصصي لبيئات النشر المختلفة العادية والرقمية والمصورة، وعبر كل الوسائل المتاحة، لخلق عالم كامل حول العمل الفني. وأوضح أن ذلك يتضمن تحويل العمل الفني إلى مسلسل، وفيلم كارتون أو مسلسل كارتوني، ولعبة إلكترونية، وخلق تواجد له وتفاعل معه على وسائل التواصل الاجتماعي، إلخ. وتابع أن مهمة فريق عمله أيضاً قبل البدء في العمل الفني هو تحديد وجهة التناول التي ينجح معها فيلم «كابتن أميركا آند ونتر سولدجر» في الصين على سبيل المثال، وهو ما حدث بالفعل.
عدد اليوم
