أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتش إير وايز» أمس اعتزامها شطب 1700 وظيفة من أطقم الخدمة، وذلك لمواجهة التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية التي تعاني منها الشركة العريقة. ومن المنتظر أيضا تجميد الرواتب لمدة عامين وذلك طبقا لبيان الشركة الذي صدر بعد أشهر من المفاوضات مع النقابات العمالية .
وبموجب هذا القرار سيتم تخفيض عدد موظفي أطقم الخدمة البالغ عددهم حاليا 14 ألفا إلى 12 ألف و300 موظف.
في الوقت نفسه، أكدت الشركة أن هذا الإجراء لا يسري على موظفي أطقم الخدمات على متن طائرات الشركة وإنما يسري على موظفي الإدارة. تأتي هذه التطورات في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعاني منها الشركة البريطانية وشركات طيران أخرى حيث سجلت «بريتش اير وايز» في السنة المالية الماضية خسائر بقيمة 401 مليون جنيه استرليني (432 مليون يورو).
وفي سياق متصل، أعلنت الشركة البريطانية أنها سجلت خسائر خلال العام الحالي. ويؤثر برنامج ترشيد النفقات الذي تطبقه الشركة على 7000 موظف لدى «بريتش اير وايز» حيث سيضطر بعضهم إلى التنازل عن راتبه.
من ناحية آخرى، بدأت «بريتش إير وايز» في توفير خدمة تقتصر فقط على درجة رجال الأعمال من لندن إلى نيويورك، وسوف تتجه الشركة أيضاً إلى إلغاء بعض الرحلات قصيرة المدى من أجل المحافظة على مستوى الإيرادات.
حيث شهدت أسعار التذاكر تراجعاً حاداً في المسارات بين الدول الأوروبية بعد أن تمكنت شركات الطيران المنخفض التكلفة (الاقتصادي) مثل «ريانير وايزي جيت» من اقتناص حصة سوقية كبيرة من «بريتش اير وايز».
وفي ظل الأزمة يبدو أن المسار الذي يربط بين لندن وباريس والذي ارتادته شركة «بريتش إير وايز» عبر تسيير أول خدمة دولية للطيران في عام 1919 أصبح المرشح الأول للإلغاء بسبب انكماش هوامش الأرباح وتأثير خدمة «يوروستار» للسكك الحديدية السريعة المنافسة كما يشير هاوارد ويلدون كبير الاستراتيجيين في شركة «بي جي سي بارتنرز « في لندن.
وشركة الخطوط الجوية البريطانية تعتبر الشركة الناقلة الأكبر ما بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
ومن هنا فإن تجربة تسيير رحلة تقتصر بالكامل على درجة رجال الأعمال من مطار مدينة لندن إلى مطار كيندي الدولي سوف تساعد ويلي والش الرئيس التنفيذي للشركة على تحديد ما إذا كان بإمكان الشركة ملء الطائرات بأشخاص يسافرون فقط من وإلى العاصمة البريطانية، أو أن الشركة ما زالت تحتاج إلى شبكة أوروبية أكبر حجماً لكي تغذي رحلات المسافات الطويلة بالمسافرين من كافة أنحاء المنطقة.
وغالبية أرباح «بريتش إير وايز» تاريخياً من حجوزات الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال حيث تمكنت في العام الماضي من تحقيق 45 في المئة من إيراداتها من التذاكر الغالية الثمن والتي لم تساهم سوى بحوالي 13 في المئة من مبيعات المقاعد.
ولكن إيرادات «بريتش إير وايز» انخفضت بنسبة 12 في المئة في فترة الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو بينما تكبدت خسائر صافية بمقدار 106 ملايين جنيه استرليني (ما يعادل 169 مليون دولار)، كما ذكرت الشركة في يوليو الماضي. وأدى الركود إلى معاناة الشركة من انخفاض في الحجوزات طيلة العام الماضي. وتراجعت كذلك حجوزات المسافرين في المقاعد الفخمة بنسبة 12 في المئة في أغسطس الماضي مقارنة بمكاسب بمعدل 1.3 في المئة في المقاعد الخلفية. وكان والش قد اعترف في يوليو الماضي أن الطلب ربما لن يعود إلى كامل الانتعاش مرة أخرى.
«عن إنترناشونال هيرالد تريبيون»
عدد اليوم
