أنور إبراهيم (القاهرة)
رغم الخروج الحزين للمنتخب الإسباني في دور الـ16 لبطولة كأس الأمم الأوروبية على يد منتخب «الأزوري» الإيطالي، فإن المهاجم «ألفارو موراتا» كان من القليلين الذين أجادوا في الفريق وسجل ثلاثة أهداف.. ولم يمر هذا التألق مرور الكرام على نادي ريال مدريد، الذي ينتمي إليه اللاعب، والذي كان معاراً لفريق يوفنتوس تورينو الإيطالي في الموسمين الماضيين وتألق فيهما أيضاً.
هذا التألق اللافت أغرى النادي الملكي، فقرر إنهاء إعارته لليوفي وإعادته مرة أخرى إلى ريال مدريد، ودفع الشرط الجزائي الموجود في عقد الإعارة وهو مبلغ 30 مليون يورو.
وبالفعل «عاد الطائر المهاجر إلى عشه الأول» مع «الميرينجي» على حد قول موقع «سو فوت» الفرنسي، الذي كتب تقريراً بعنوان «الحياة الثانية لألفا موراتا في البيت الملكي» يقول: في بداية الأمر بدت هذه العودة كأنها مؤقتة، حيث فكر النادي الملكي في الاستفادة من ارتفاع سعر موراتا في بورصة النجوم في ظل موجة الارتفاع الجنونية التي يشهدها السوق، لا سيما بعد دخول المستثمر الرياضي الصيني في المزاد بطرح مبالغ خيالية على النجوم لاستقطابهم إلى الدوري الصيني.
وأصبحت إدارة الميرينجي حائرة بين الاحتفاظ باللاعب أو إعادة بيعه بعد أن وصلت قيمته السوقية إلى 70 مليون يورو، وبات مطمعاً لأكثر من نادٍ في إنجلترا على وجه التحديد، وهو ما يعني أن الريال بمقدوره أن يربح 40 مليون يورو بالتمام والكمال لو فكر في إعادة بيعه.
وفي المقابل وجدت إدارة الريال أن المدير الفني زين الدين زيدان يبدي تمسكه باستمرار اللاعب مع الفريق في الموسم الجديد، لأنه يرى فيه المهاجم الصريح الذي من الممكن أن يفيد النادي كثيراً في مركز رأس الحربة، سواء لعب أساسياً أو جلس احتياطياً للفرنسي كريم بنزيمة.
وتلك مشكلة أخرى قد تجعل موراتا يفكر ألف مرة قبل الاستمرار مع الفريق أو الرحيل مرة أخرى، فحقيقة الأمر أن الموسمين اللذين أمضاهما موراتا مع اليوفي، حفر خلالهما اسمه بحروف من ذهب في قلوب الجماهير العاشقة لـ«السيدة العجوز»، نظراً إلى إسهاماته في انتصارات الفريق والفوز معه ببطولتي دوري وبطولتي كأس، بل كان موراتا صاحب فضل في مباراة نهائي كأس إيطاليا الأخيرة ضد ميلان عندما نزل في الوقت الإضافي وسجل هدف الفوز، وأيضا بفضل تألقه في دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج» وإطاحته في الموسم قبل الماضي بريال مدريد من البطولة، وإن كان اليوفي قد خرج بعد ذلك على يد فريق بايرن ميونيخ.
وعلى الجانب الآخر استفاد موراتا كثيراً من اللعب في الدوري الإيطالي، خصوصاً على المستوى التكتيكي الذي تتميز به هذه البطولة أكثر من الدوري الإسباني فصقل موهبته، وفي ظل الدفاعات الإيطالية الصارمة استطاع موراتا أن يسجل 27 هدفاً، ويمرر 19 تمريرة حاسمة في 93 مباراة لعبها مع اليوفي في مختلف المسابقات.
ولهذا كله بات مطلوباً من موراتا أن يثبت للجميع جدارته باللعب لريال مدريد، ويؤكد أنه هداف حقيقي ورأس حربة يُعتمد عليه، وهذا لن يتحقق إلا إذا شارك موراتا في المباريات بكثرة مع الريال.
ولكن موقع «سو فوت» قال إن المشكلة الحقيقية التي ربما تؤرق موراتا الآن هي وجود الفرنسي كريم بنزيمة الذي يلعب أساسياً في خط الهجوم، طالما كان سليماً، وتابع الموقع: صحيح أن بنزيمة مكروه من قطاع ليس قليلاً في فرنسا، إلا أنه يحظى بالاحترام الكامل في إسبانيا، بل إنه لم يظهر بمثل هذه القوة التي ظهر بها في الموسم المنتهي، خصوصاً منذ وصول مواطنه زين الدين زيدان على رأس الجهاز الفني للريال، الأمر الذي عزز ثقته بنفسه لأن المدير الفني يؤمن بموهبته وفنه، حتى وإن كان يكبر موراتا بخمس سنوات.
وتفيد كل المؤشرات بأن الريال سيظل يعتمد على بنزيمة كرقم واحد في الهجوم مع ثنائي الأطراف كريستيانو رونالدو وجاريث بيل، بل إن فلورينتينو بيريز رئيس النادي، الذي يعتبر بنزيمة ابنه المدلل على استعداد لأن يقترح على النجم الفرنسي عقداً مدته خمس سنوات قادمة مع رفع راتبه السنوي إلى 6 ملايين يورو، ولهذا من المتوقع أن تكون منافسة ألفارو موراتا لكريم بنزيمة صعبة، وسواء كان البعض يحب أو يكره بنزيمة، فإن إحصائياته وأرقامه وأهدافه تتحدث عنه، وإذا كان بنزيمة قد نجح من قبل في «تطفيش» الأرجنتيني جونزالو هيجوايين، فلن يكون موراتا هو اللاعب الذي يخيفه الآن. وهناك نقطة أخرى مهمة على المستوى الفني والتكتيكي، إذ إن زيدان ينوي الاستمرار في اللعب بطريقته الأساسية 4/ 3/ 3، بحيث يكون «المثلث الهجومي» مكوناً من رونالدو وبيل وبنزيمة، أو بمعنى آخر سيلعب برأس حربة واحد ولكي يخرج بنزيمة ويشرك بدلاً منه موراتا، يتعين أن يكون هذا الأخير في أفضل حالاته البدنية وجاهزاً تماماً، لأن أكبر عيب في بنزيمة هو أن معدل لياقته البدنية يبدأ في الانخفاض بدءاً من الدقيقة 60.
ولكن قد يلجأ زيدان إلى إشراك موراتا في بعض المباريات من البداية لاختبار مدى قدرته على إكمال المباراة بنفس القوة، وهناك ملاحظة أخرى بالنسبة إلى موراتا لا بد من وضعها في الحسبان وهى أنه عندما كان يلعب في الدوري الإيطالي كان يوفنتوس يلعب باثنين في المقدمة الهجومية، ولم يكن موراتا سوي خيار ثالث بعد باولو ديبالا وماريو مانذوكيتش، ولم يلعب أساسياً إلا في 16 مباراة في الدوري وسجل خلالها 7 أهداف.
وعلى أي حال فإن «الميركاتو الصيفي» سيغلق أبوابه بعد أقل من ستة أسابيع، ولا تزال أمام موراتا الفرصة والوقت للتفكير في الأمر، وعليه أن يزن الأمور ويحدد ما إذا كان بمقدوره تحقيق الهدف الذي يريده من وجوده في الريال، وما إذا كان سيتأقلم على اللعب «بديلا» لبنزيمة لحين ميسرة، أو أن الرحيل مرة أخرى هو الحل في ظل الإغراءات المالية الكبيرة في بورصة النجوم خلال الميركاتو الصيفي الحالي.
جوتزه يقترب من العودة إلى دورتموند
ميونيخ (د ب أ)
اقترب لاعب الوسط الألماني الدولي ماريو جوتزه من العودة إلى بروسيا دورتموند مع دخوله في مفاوضات مع فريقه الحالي بايرن ميونيخ بشأن القيمة المالية للصفقة. وذكرت تقارير إعلامية ألمانية أمس أن بايرن يسعى للحصول على نحو 28 مليون يورو (30?9 مليون دولار) مقابل الاستغناء عن اللاعب الذي اشتراه من دورتموند في 2013 مقابل 37 مليون يورو، وهي الصفقة التي كانت الأعلى في تاريخ الكرة الألمانية في ذلك الحين.
وأكد كارل هاينز رومينيجه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ، أن فريقه دخل في مفاوضات مع دورتموند ووكيل أعمال جوتزه بشأن انتقال اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، والذي يتبقى له عام واحد في عقده مع النادي البافاري. وقال رومينيجه: «هناك سعر محدد، عندما يتفق عليه سنكون على أهبة الاستعداد لإتمام صفقة الانتقال، إنه عمل ذو ثلاثة أطراف، علينا أن نتحلى بقليل من الصبر، جوتزه لاعب رائع، لكن لسوء الحظ لم ينجح مع بايرن حتى الآن». وأضاف: «جوتزه يحتاج إلى اللعب بشكل منتظم وعودته لناديه السابق خيار جيد، وكذلك خيار جيد بالنسبة لدورتموند». وتردد أن ليفربول الإنجليزي يتطلع لضم جوتزه، حيث يسعى يورجن كلوب مدرب الفريق والمدرب السابق لدورتموند إلى الاستفادة من قدرات اللاعب الذي يعرفها جيداً.
عدد اليوم
